أقدم عماراتٍ بعلي منجلي تغرق في المياه القذرة يعاني سكان حي 490 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، من مشاكل التهيئة وغياب الإنارة العمومية، في حين تغرق عماراتهم في مياه الصرف الصحي بسبب انسداد البالوعات وانتشار الحشرات والفئران، و هو وضع تتعهد مؤسسة تسيير المدينة بتداركه. ويقع الحي المذكور بالوحدة الجوارية السادسة، حيث يعتبر أقدم حي عمومي إيجاري بعد أن دشّنه رئيس الجمهورية سنة ألفين، و قد كان يعرف حينها انعداما للربط بالطاقة والماء والتهيئة بحسب ما أوضحه لنا السكان، في حين أشار محدثونا إلى أنهم يعانون إلى غاية اليوم من العديد من المشاكل و تقدموا بعدة شكاوى إلى مصالح البلدية والولاية من أجل وضع حل لها. وأكد المعنيون في رسالة وجهوها إلى والي قسنطينة شهر أفريل من السنة الجارية، أنهم يتلقون منذ فترة طويلة وعودا بالاستجابة لمطالبهم، لكنها لم تجسد على أرض الواقع إلى غاية اليوم، مضيفين بأنهم يوجهون شكاوى كتابية منذ أربع سنوات. وأشار السكان في الرسالة إلى أنّ المشاكل تخص القاطنين في المربّع المشكل من العمارات 13 و14 و15 و16 و17 و18، حيث وصفوا وضعيتهم ب"الكارثية والمُزرية"، منبهين بأن مشكلة البالوعات هي الأخطر عليهم والأكثر تعكيرا لصفو حياتهم في الحي، وقد أوضحوا في حديثهم معنا بأن عدم وجود أرصفة يسمحُ بتشكّل كميات كبيرة من الأوحال تجعلها المياه تتسرب إلى داخل البالوعات ما يؤدي إلى انسدادها، في حين تسببت المشكلة المذكورة في سد قنوات الصرف الصحي وتجمع كميات كبيرة من مياه الصرف داخل أقبية العمارات، خصوصا في العمارة رقم 14. وقال محدثونا إن المياه المتجمعة في الأقبية سببت ظهور البعوض طيلة السنة، وحتى في فصل الشتاء وخلال ساعات النهار، بالإضافة إلى انتشار الجرذان التي باتت تشكل تهديدا على صحتهم وصحة أبنائهم، كما أشاروا إلى أن جلّ البالوعات مفتوحة ويمكن لأبنائهم الوقوع بداخلها عند لعبهم بالمكان. وأضاف السكان بأنهم يتكفلون من حين لآخر بتفريغ الأقبية من المياه القذرة للتخفيف من وطأة المشكلة، فقد جعلهم الأمر يغلقون نوافذهم طيلة اليوم لمنع الروائح الكريهة المنبعثة من أسفل العمارات من الوصول إلى داخل منازلهم، حيث عبّروا عن الأمر بالقول "إن الوضع لا يُحتمل". ونبّه المشتكون بأن الأمطار التي هطلت مؤخرا على الولاية، قد تسببت في تراكم كميات كبيرة من الأوحال وعرقلت سير المواطنين، خصوصا كبار السن منهم والمرضى، مضيفين بأن الأعشاب انتشرت في الحي أيضا. واشتكى المعنيون من النموِّ العشوائي للأشجار إلى أن صارت أغصانها تلامس جدران العمارات وشرفات المنازل، كما طالبوا برفع الردوم من محيط العمارات. ويعاني المعنيون أيضا من انعدام الإنارة العمومية ليلا، ما جعل تجمعهم مرتعا للمنحرفين و سبب لهم صعوبات في التحرك خلال الساعات المسائية، خصوصا خلال شهر رمضان، أين يفضل الكثير منهم التوجه لأداء صلاة الصبح أو لقضاء بعض الوقت في الحي، وأضاف السكان بأنه تمت تهيئة الملعب الجواري، لكنهم طالبوا السلطات المحلية بتمديد عملية التهيئة لتشمل باقي الأجزاء من الحي. وأفاد المدير العام لمؤسسة التسيير الحضري لمدينتي علي منجلي و عين النحاس، حيول فريد، بأن المواطنين يتحملون جزء كبيرا من التدهور الذي طال أحياءهم بسبب عدم اعتنائهم بها، من خلال العديد من السلوكيات السلبية، مثل رمي القمامة، لكنه أوضح بأنه يجري في الوقت الحالي التحضير لعملية تهيئة تشمل الوحدات الجوارية 6 و7 و8، مشيرا إلى أنه سيعلن عن الصفقة الخاصة بها بعد إتمام الإجراءات، لتشمل العملية حي 490 المذكور. سامي.ح