انتقلت الموجة التركية من دراما المسلسلات التي انتشرت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية إلى برامج الأطفال، حيث لم تبق قناة عربية حتى الأكثر تحفظا منها، لم تعرض أحد أحدث أعمالها التي تضم أكثر الممثلين شهرة لتضمن بهم استمرارية متابعتها خاصة و أن المشاهد العربي أصبح يتتبعها بشغف،لاستقطاب مشاهدين أكثر و من فئات عمرية أخرى ، بما فيهم الأطفال الذين سيكبرون على وقع الحياة التركية التي نافست الإنتاج العربي و انتزعت منه الأضواء. ومواكبة للأعمال التركية التي غطت الشاشات العربية، أعلن الداعية السعودي حسن شاهين الشهير ب " عمو حسن" أنه بدأ تصوير أولى حلقات برنامج جديد للأطفال بعنوان " تعالوا نشوف تركيا" المتكون من 30 حلقة و يتضمن زيارات ميدانية لمعالم سياحية في تركيا، يتم من خلالها التعريف بحضارة البلد و تاريخه. و أثار البرنامج الذي سيصور من اسطنبول زوبعة من الانتقادات في أوساط المربين و المهتمين بالجانب البيداغوجي للبرامج الموجهة للأطفال ، معتبرين أنه من غير اللائق محاولة إقحام الأطفال في موضة الدراما التركية. و انتقد مختصون تربويون مبادرة الشيخ حسن شاهين قائلين أن فكرة كهذه لا يجدر أن تأتي من داعية مثله " دأب في جميع البرامج التي أعدها على تعزيز المبادئ الإسلامية و التربوية لدى الأطفال " وقالوا أن فكرة هذا البرنامج تدخل ضمن نسق " هكذا يريد الجمهور" ، كما شددوا على " ضرورة إعطاء الأولوية في برامج رمضان للأعمال التي تعكس القيم الإسلامية و التقاليد التي تعزز انتماء الطفل لوطنه و لأمته العربية". وردا على الانتقادات التي طالت عمله سارع الداعية إلى الرد على مهاجميه وأوضح " للعربية نت" بأن برنامجه يهدف إلى تعزيز التقارب العربي التركي، من خلال تعريف الجيل الجديد بأهم المعالم التاريخية والحضارية بتركيا، وأنه لا يسعى بذلك إلى ركوب الموجة الإعلامية، بل إلى القول إلى أن الأماكن التي صورتها المسلسلات التركية ليست سياحية بحتة، بل هي أيضاً أماكن لها تاريخ إسلامي وحضاري لابد للجميع أن يعرفها، لاسيما الأطفال. وقال أن ربط التربية بالترفيه عبر القصص والحكايات أسلوب أثبت نجاحه"، وأنه عن طريق هذا الأسلوب يستطيع أن يغرس القيم الاجتماعية الإيجابية، ويزود الأطفال بالمعلومات التي من الصعب معاينتها مباشرة، ويعلمهم أنماط السلوك الجيد التي تساهم في تكوين شخصيتهم وبناء ثقافتهم. لكن بعض المنتقدين ذهبوا إلى أبعد من ذلك وهم يتساءلون عن دوافع مقدم البرنامج من اقتراح فكرة كهذه وعن دوافعه، و هل هو من أصول تركية يروج لها ؟، بينما استحسن آخرون الفكرة معتبرينها جيدة لأنها تنمي ثقافة و فكر الطفل و تزيد من معرفته بمحيطه ، كما أشار البعض إلى أن البرنامج يستطيع إبراز الوجه الإسلامي لتركيا و تصحيح الاعتقاد السائد بأنها بلد علماني بالدرج الأولى. لكن الأطفال سبق لهم وأن حسموا الأمر حول هذا الجدل الدائر حولهم ، وقد استهوتهم صور الأبطال الأتراك التي علقوها في كل مكان في البيت ، ونقلوها معهم إلى المدرسة من خلال الأقلام والكتب والكراريس ،في ظاهرة ملفتة تؤكد بأنهم لم يضيعوا هم أيضا فرصة الاستمتاع بالمسلسلات الدرامية القادمة من اسطنبول و التي تتغنى بسحر الشرق الممزوج بالحضارة الغربية ، و الذين يقترح هذا البرنامج أن يأخذهم في رحلة أبعد من المناظر و المواقع الخلابة التي يرونها في الشاهد الدرامية ، ليتعرفوا على تاريخ و حضارة هذا البلد و التعلق به عاطفيا وسياحيا وهو ينقل لهم صورة جذابة عن الطبيعة و الحياة فيه.