مقاضاة 9 مزارعين و إتلاف 50 هكتارا من المحاصيل الملوثة بالطارف أفادت، أمس، مصادر مسؤولة بولاية الطارف، عن تدخل مكاتب حفظ الصحة مرفوقة بالقوة العمومية، لإتلاف أزيد من 50هكتارا من المحاصيل الفلاحية الموسمية كالدلاع ، الطماطم و الخضروات.. بعد أن كشفت المعاينة الميدانية سقيها بالمياه القذرة و من مصادر المياه الملوثة الأخرى بكل من البسباس، الشط ، الذرعان ، شبيطة مختار و بوثلجة. وذكرت مصادرنا ، أنه تم خلال هذه العملية حجز وسائل مختلفة تستعمل في عملية السقي غير الشرعي بالمياه القذرة نحو الأراضي الفلاحية من مضخات وقنوات بلاستيكية وصهاريج في حين تم تحرير محاضر ضد 9فلاحين مخالفين من أجل المتابعة القضائية. و تحدثت مصادرنا، عن استفحال ظاهرة سقي المحاصيل الفلاحية بالمياه القذرة والملوثة منذ بداية الصيف، بالشكل الذي بات يهدد الصحة العمومية بخطر تفشي الأوبئة و الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ، أمام مشكلة السقي المطروحة بحدة و ارتفاع أسعار شراء المياه عن طريق الصهاريج لسقي المساحات الزراعية المغروسة ، ما دفع بعض الفلاحين إلى استعمال المياه القذرة و المجاري المتنقلة لإنقاذ محاصيلهم من التلف. و دقت نفس المصادر ناقوس الخطر أمام اتساع رقعة المساحات المسقية بالمياه الملوثة وهو ما يؤكده ارتفاع عدد حالات الإصابة بالإسهال والحالات المرضية التي تستقبلها المصالح الصحية ولاسيما بمناطق الجهة الغربية، التي يبقى سببها تناول المصابين لخضروات وفواكه مسقيه بالمياه القذرة. و هناك من الفلاحين من يعمدون إلى مد قنوات تحت الأرض موصلة بمستنفعات المياه القذرة، لسقي مساحاتهم خلسة عن أعين السلطات والمصالح المعنية ، فيما يقوم آخرون بسقي محاصيلهم تحت جنح الظلام بإستعمال الصهاريج التي تنقلها الجرارات طوال الليل لتجنب الملاحقة الإدارية والأمنية . في حين دعت مصالح الوقاية إلى تفعيل نشاط مكاتب حفظ الصحة، للتصدي لظاهرة السقي الفلاحي بالمياه الملوثة، إلى جانب تفعيل عمل اللجان المحلية المختصة المكلفة بمحاربة الأمراض المتنقلة، عن طريق المياه حفاظا على الصحة العمومية من الأمراض و الأخطار التي تتربص بالمواطنين من جراء تناول الفواكه و الخضار الملوثة، أمام الإقبال عليها في هذا الفصل على غرار فاكهة الدلاع و الفلفل والطماطم التي يكثر عليها الطلب من غالبية الفئات محدودة الدخل على وجه الخصوص. من جهة أخرى، أبدت مصالح الصحة قلقها إزاء لجوء الفلاحين إلى سقي محاصيلهم الزراعية من وادي سيبوس وبوناموسة أمام ارتفاع نسبة التلوث بهما وهما اللذان تطرح فيهما كميات معتبرة من المياه القذرة والمستعملة من قبل سكان الجوار، بما فيها طرح المياه المستعملة للوحدات الصناعية، وهو ما ينذر بوقوع الكارثة في أي لحظة ، خاصة بعدما بلغت نسبة التلوث مستويات كبيرة. يحدث هذا، تردف مصادرنا، في غياب تدخل الجهات المختصة لمحاربة ظاهرة سقي المواشي والأراضي الفلاحية من الأودية الملوثة بالتنسيق مع كل الفاعلين والشركاء، تجنبا لما لا يحمد عقباه بالرغم من المراسلات والتحذيرات . و أكدت مصادر بمديرية الفلاحة، على أن أغلب المتورطين في السقي الفلاحي بالمياه الملوثة، هم من فئة الفلاحين الذين يتهربون من الإنخراط في برنامج السقي وتسديد مستحقات السقي، ذلك أن عشرات المزارعين يرفضون تسديد مستحقات مياه السقي ، ما دفع ديوان الأراضي المسقية إلى منع عملية السقي عن المتخلفين إلى حين تسوية وضعيتهم. و أضافت المصالح المعنية بأنه تم تخصيص كميات معتبرة من المياه من سد الشافية لسقي الأراضي الفلاحية، خاصة بمحيط الجهة الغربية، إضافة إلى الترخيص للفلاحين بإنجاز آبار لسد حاجياتهم من الري الفلاحي. من جانبها أشارت مصالح الري، إلى أنها جندت كل فرقها مع تفعيل نشاط شرطة المياه للتصدي لعملية السقي بالمياه المستعملة في هذا الفصل، و هذا بعد أن تم توفير 15مليون متر مكعب من سد الشافية لدعم المزارعين بمياه الري الفلاحي لسقي محاصيلهم، مع التدخل لتدعيم الحاجيات عند الطلب.