فسديس : بلدية تراهن على القطب الجامعي تشكل بلدية فسديس الواقعة على بعد حوالي 9 كلم من مدينة باتنة بوابة حقيقية لعاصمة الأوراس و أحد الأقطاب التنموية الهامة بالولاية، و أبرز المشاريع التي تشرفت هذه البلدية باستقبالها هو القطب الجامعي بكل مرافقه الذي جعل من بلدية فسديس أحد الفضاءات الجامعية الهامة، فضلا على أن هذه البوابة تمثل بوقوعها على الطريق الوطني رقم 3 فضاء تجاريا متميزا بما تقدمه من خدمات في مجال الإطعام على امتداد الشارع الرئيسي. لكن هذا القفزة في التنمية و الإستثمار قابلها تراجع في دور البلدية الفلاحي ، لا سيما في إنتاج الحليب بعد تخلي عدد معتبر من المربين على نشاطهم تحت وطأة ارتفاع تكلفة الإنتاج.ارتباط وثيق بالطريق يلاحظ الزائر لمدينة فسديس مباشرة بنظرة واحدة إلى امتداد عمرانها على جانبي الطريق الوطني رقم 3 أن التوسع الذي تعرفه المدينة مساير تماما لامتداد هذا الطريق ، و حتى النشاط التجاري الذي تتميز به و هو كثرة مطاعمها له علاقة وثيقة بعابري الطريق الذين يشكلون أهم الزبائن، لكن على ما يبدو فإن التوجه العمراني نحو عمق البلدية في اتجاهين نحو الجبل و نحو الوادي بدأ يفرض نفسه . فضلا على أن طبيعة تضاريس البلدية ولا سيما بمركزها لم تسمح بتعيين مناطق كبيرة لنشاطات متخصصة و من ذلك عدم وجود منطقة صناعية أو منطقة نشاط تجمع الوحدات الإقتصادية رغم وجود عدة مصانع هامة في إنتاج مواد البناء و مواد التغليف و غيرها حيث تجد هذه الوحدات موزعة في عدة أماكن. و الأمل معلق في المستقبل على توسيع المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية الذي يوجد قيد مرحلة إزالة التحفظات قبل أن يصادق عليه المجلس الشعبي البلدي. حيث سيسمح توسيع هذا المخطط بإيجاد المساحات الضرورية لإنشاء التجهيزات العمومية الجديدة والتوجه بصفة عامة حسب المسؤولين المحليين سيكون حول القطب الجامعي لأن كثافة النشاط الذي سيحدثة هذا القطب الذي ينتظر أن يفتتح الموسم الجامعي القادم تحتم مسايرة هذا التطور. و مما يساعد على هذا هو أن أغلب الأراضي المحيطة بالقطب الجامعي ملك للدولة. و بالتالي لن توجد صعوبات لاختيار مساحات لإقامة منشآت عمومية.مشكلة الماء مطروحة بمركز البلدية فقطأكد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد نوي عيسى أن العجز المسجل في تزويد السكان بمياه الشرب مقتصر فقط على سكان مركز البلدية أما باقي الأحياء الأخرى فهي مكتفية من هذه المادة. و هذا بسبب أن مركز البلدية يتزود من نقب وحيد يعطي حوالي 11 لترا في الثانية لم يعد كافيا لتلبية احتياجات السكان. و لسد هذا العجز تم إنجاز نقب آخر بالقرب من المقبرة القديمة له قدرة إنتاجية تصل حتى 15 لترا في الثانية مما يمكن عند تشغيله من القضاء نهائيا على أزمة مياه الشرب. ولم يبق حسب نفس المصدر من هذا المشروع سوى إنجاز قنوات الربط بشبكة المياه وهو مشروع قطاعي تابع لمديرية الري.مرافق شبانية مغلقة و أخرى مهملةتعاني المرافق الشبانية بفسديس من جمود تام تقريبا فهي إما مغلقة أو في وضعية كارثية باعتراف المسؤولين المحليين فضلا عن عدم وجود هذه المرافق أصلا مثل القاعة المتعددة الرياضات.المرافق الموجودة فهي غير مستغلة مثل المكتبة البلدية التي تنتظر التجهيز و هو مشروع منته منذ عام تقريبا. دار الشباب بحي ناصري هي الأخرى مغلقة منذ حوالي أربعة أشهر بسبب عدم وجود المستخدمين، وهي تحت وصاية مديرية الشباب و الرياضة.ملعب كرة القدم بمركز البلدية هو مجرد أرضية فقط واقعة في مجرى مياه الأمطار المنحدرة من الجبل مما يجعل هذه الأرضية غير صالحة للعب كلما حدث تساقط للأمطار. و بالتالي فهذا " الملعب" يحتاج إلى حماية من مياه الفيضان وتطويره حتى يكون في شكل لائق. تراجع نشاط تربية الأبقايشهد نشاط تربية الحيوانات تراجعا ملحوظا ببلدية فسديس حسبما أكده لنا أحد المربين و خاصة تربية الأبقار الحلوب التي كانت تتميز بها البلدية إلى وقت قريب.و يذكر المربي النوي كمال الذي يربي الأبقار و الدواجن وجود عدة أسباب لتراجع نشاط تربية الأبقار أبرزها هو غلاء الأعلاف و ارتفاع تكلفة هذا النشاط بصفة عامة. إضافة إلى تأخر حصول المربين على الدعم الذي تقدمة الدولة للمنتجين. التأخر وصل حسبه حاليا إلى خمسة أشهر و هذا يعني عشرات الملايين من المتأخرات بالنسبة لمربي متوسط فقط لديه حوالي 25 بقرة حلوب. و الجهة المسؤولة عن هذا التأخر كما قال هو مركب الحليب بباتنة التابع للديوان الوطني للحليب. في حين مثلما يذكر هذا المربي أن القطاع الخاص يسدد دعم الدولة للمربين في الحين، و هذا سيؤدي حتما إذا استمر الوضع كما هو إلى هروب المربين نحو القطاع الخاص. م.