المتمردّون يقتحمون باب العزيزية ويحتفلون داخل معقل الزعيم الليبي نجح مقاتلو المعارضة ظهر أمس في اقتحام مجمّع باب العزيزية وتدفقوا داخل مقر إقامة القذافي حيث شوهدوا وهم يطلقون النار في الهواء احتفالا داخل المجمّع، بعد أن أنهوا مقاومة القوات الموالية للعقيد . وكانت قوات المتمردين شرعت منذ صباح أمس في حصار ومهاجمة بوابات مجمّع باب العزيزية معقل الزعيم الليبي الذي يتحصن فيه نجله سيف الإسلام وبعض قادة القذافي، وشنت مقاتلات الناتو عدة غارات على المجمّع الحكومي الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان، وقال مصدر من المعارضة أنه جرت عدة محاولات للدخول واقتحام المجمّع المحصّن عبر البوابة القديمة على الجانب الغربي، قبل أن ينجحوا في ذلك لينتقل القتال إلى داخل المجمّع، كما أكد شهود عيان أنهم سمعوا أصوات تبادل كثيف لإطلاق النار في عدة مناطق من طرابلس ومنها الفندق الذي يقيم فيه الصحافيون الأجانب، وأنه تردّد دوّي إطلاق نيران مدفعية منذ صباح أمس في محيط فندق ريكسوس، و ذكرت مصادر إعلامية أن قوات موالية للقذافي حاصرت نحو 36 صحفيا هناك ومنعتهم من المغادرة بينما تجري اشتباكات ضارية بالخارج. وقد أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أن شخصيتين بارزتين من الجيش الليبي واحد أقارب الزعيم الليبي معمر القذافي انشقوا عن النظام أمس الثلاثاء، وقال فراتيني أن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي سيكشف في وقت لاحق عن تفاصيل حول المنشقين. من جهة أخرى أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أن القوات الليبية الحكومية أطلقت مساء الاثنين ثلاثة صواريخ "سكود" من محيط مدينة سرت مسقط رأس القذافي باتجاه مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة، ووصف الناتو ذلك بالعمل "غير المسؤول"، وأشارت متحدثة باسم الحلف إلى أن هذه الصواريخ أصابت المنطقة الساحلية في مصراتة، وأنها وقعت على الأرجح في عرض البحر أو على الساحل، دون أن تقدم معلومات عن أضرار أو ضحايا جرّاء هذه الصواريخ، معتبرة أن هذه الأسلحة تمثل تهديدا للمدنيين، وقبل ذلك كانت الولاياتالمتحدة أكدت بتاريخ 15 أوت أن قوات القذافي أطلقت صاروخ "سكود" من سرت على مواقع المعارضة لكنه تحطم في الصحراء من دون أن يوقع ضحايا، في حين أشار مسؤول أمريكي إلى أن الصاروخ كان يستهدف البريقة على بعد 240 كلم جنوب غرب بنغازي . وأعلن المتمردون في مدينة مصراته الساحلية من جهة أخرى أنهم اعترضوا أول أمس الاثنين قافلة عسكرية تابعة لكتائب القذافي كانت قادمة من مدينة سرت، لدعم كتائب القذافي في طرابلس، ذات المصدر قال أن القافلة كانت مؤلفة من ثلاثة حافلات وعدد من السيارات الرباعية الدفع تنقل مرتزقة وجنودا وكانت تعبر طريقا مؤديا إلى طرابلس، وان عملية الاعتراض أدت إلى تدمير إحدى الحافلات وأجبرت بقية المركبات على الرجوع نحو سرت. وفي إطار سعيها الحثيث للعثور على الزعيم الليبي، شرعت قوات التحالف الدولي في الاستعانة بطائرات تجسس واستطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ومنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" لتمشيط ليبيا بحثاً عن العقيد الليبي، للتصدي لأية محاولة منه للفرار خارج الأراضي الليبية.وحسبما أعلنت صحف بريطانية أمس الثلاثاء فإن طائرة استطلاع من طراز "أواكس" تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تراقب جميع الطائرات المدنية التي تغادر طرابلس ومدناً ليبية أخرى بحال حاول القذافي الهرب عن طريق الجو، فيما تقوم طائرة تجسس أمريكية من طراز "رايفت" برصد جميع الاتصالات عن طريق الهاتف النقال أو عبر الأقمار الاصطناعية، ذات المصادر قالت أن سلاح الجو الملكي البريطاني سيستخدم أيضاً طائرة استطلاع مزودّة برادار متطور من طراز "أستور" لمراقبة قوافل السيارات المتجهة إلى الصحراء في ليبيا، بعد اعتراف مصادر استخباراتية أن القذافي كان ذكياً للغاية بتجنب استخدام الهواتف كي لا يتم تحديد موقعه، وقالت أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وخلال اجتماع عقده لمجلس الأمن القومي لحكومته، طلب من الجيش استخدام جميع تقنيات التجسس والاستطلاع المتوفرة لديه للبحث عن القذافي. وفي هذه الأثناء قال رئيس اتحاد الشطرنج الروسي كيرسان اليومجينوف أمس أن الزعيم الليبي معمر القذافي أبلغه هاتفيا أنه ما زال في طرابلس حيا وفي صحة جيدة ولا يعتزم مغادرة المدينة، وكان رفقته نجله محمد .