روك شاوي مع "إثرن" و جاز أندلسي مع أنيس بن حلاق تتواصل بالمسرح الجهوي لقسنطينة، سهرات المهرجان الدولي ديما جاز في طبعته 15، و هي طبعة ميزتها هذه السنة، مشاركة جزائرية واسعة لفرق و فنانين و موسيقيين، على غرار «إثرن « و « بي بي بلوز» ، العالمي أنيس بن حلاق، و المبدعة سميرة براهمية، ، ففي كل سهرة يكتشف الجمهور جوانب من الوجه المشرق للجاز الجزائري الذي يجمع بين التراث و الحداثة، و يمزج القصبة و البندير بالقيثار و الساكسوفون، ويزاوج الأندلسي و الشاوي و المالوف بالروك و البلوز و الجاز. سهرة الأربعاء، كانت عالمية بامتياز، بفضل موسيقى عازف القيثار و المؤلف الجزائري أنيس بن حلاق، الذي بات أحد ألمع نجوم الجاز العالميين، بفضل النجاح الكبير الذي تحققه ألبوماته في أوروبا و الولاياتالمتحدةالأمريكية. اسم أنيس استطاع أن يملأ مقاعد المسرح تلك الليلة، فعشاق ابن مدينة شلغوم العيد، كانوا كثرا، وقد استمتعوا بتوليفة من مقطوعات حالمة، زاوجت بين الأندلسي و الجاز، ورافقته في أدائها الفنانة كوثر مزيتي، فكانت رحلة ساحرة بين الشرق و الغرب، قدم خلالها أنيس معزوفات من ألبومه الأخير « مسرح القردة»، على غرار « الجزائر» ، « إفطار في دمشق»، و « أرق» لتختتم السهرة بمقطوعة « منتصف الليل في باريس». وخلافا لموسيقى أنيس الحالمة و الفلسفية في أبعادها، كان أداء فرقة « إثرن» من ام البواقي قويا، صاخبا، و حماسيا أكثر، من خلال أغاني هي مزيج بين «الروك الشاوي» و «الجاز و الشاوي»، حملت الكثير من روح الأوراس وسافرت بالحضور الى أعالي جباله، بفضل عذوبة الناي و قوة البندير اللذين امتزجا بالساكسوفون و الباص و القيثار، في أغاني أبرزها «وشن» (الذئب) و «إيدهلي» (أمس) و «المحفل» و «الفوشي» (البندقية) سميرة براهمية تغني الفرقاني بإيقاعات عالمية سهرة الخميس، لم تكن أقل جمالية، فقد ألهبت فرقة «بي بي بلوز» من العاصمة والفنانة سميرة براهمية، المسرح الجهوي، و كانت البداية مع «بي بي بلوز» العائدة للمرة الثانية بعد أول مشاركة في نفس المهرجان سنة 2010، حيث قدمت الفرقة عددا من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور ورددها بصوت عال، لتعرف الحفلة منحى تصاعديا من خلال الريتم الذي قدمه العازفون. و قد عبّر الجمهور الذي غصت به مقاعد المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، عن فرحته الكبيرة بالجو الذي ساد الحفلة، كما أكد البعض، أنهم أضحوا يضبطون عقارب ساعاتهم على موعد المهرجان الفني العالمي، والذي يقدّم في كل مرة ثلة من الفنانين الكبار. الفترة الثانية من السهرة الثالثة عرفت صعود الفنانة سميرة براهمية إلى الركح، التي انبهرت بتفاعل الحضور ، لدرجة أنها وصفت الحفلة ب «الخالدة»، حيث عبرت عن دهشتها في بعض الأحيان من ردة فعل الجمهور، الذي رافقها بنفس الريتم، إلى غاية نهاية السهرة قرابة الساعة العاشرة ليلا. وقد رافقت الفنانة، فرقة موسيقية قدمت إبداعا وصفه الحاضرون بالرهيب، بالنظر إلى قدرتهم على ملامسة شعور كل الجمهور والارتقاء بهم إلى العالمية، يتقدمهم العازف بوكلة الذي غنت براهمية أغنيتين من تلحينه، كما أدت أغنية «عشقك ممحون» للمرحوم محمد الطاهر الفرقاني ، فضلا عن أدائها لأغنية من ألبومها الجديد الذي سيصدر في مارس المقبل، و أخرى قالت أنها كتبت خصيصا لروح الفنانة العالمية مريم ماكيبا. جدير بالذكر أن ختام الحفلة شهد بيعا بالإهداء للألبوم الأخير لنجمة برنامج « ذا فويس» سميرة براهمية.