شيعت، أول أمس الخميس، جنازة الشاب عياش محجوبي إلى مثواه الأخير بمقبرة جنين بقرية أم الشمل ببلدية الحوامد جنوب ولاية المسيلة ، بعد استخراجه ليلة الأربعاء من طرف عناصر الحماية المدنية من داخل البئر، أين ظل عالقا في ماسورة حديدية 9 أيام كاملة في أغرب حادثة إنقاذ شهدتها الجزائر. انتشال جثة الشاب عياش تمت بعد 9 أيام كاملة من عمليات الحفر وامتصاص المياه من داخل البئر التي بقي عالقا فيها، حيث وفي حدود الساعة التاسعة و 55 دقيقة من ليلة الأربعاء، تمكن رجال الحماية المدنية من استخراج جثة شاب هزت قصته مع هذه البئر اللعينة، الرأي العام المحلي والوطني واستمرت صعوبات القائمين على عملية الإنقاذ التي واجهتهم لأكثر من أسبوع إلى غاية نقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى رزيق البشير ببوسعادة، بسبب الأمواج البشرية التي أعاقت تحويله لحظة استخراجه من الماسورة إلى المستشفى، إلى حين تدخل قوات الدرك المتواجدة بعين المكان لتنظيم الحشود التي حاصرت موقع الحفرة. وأمام هول الفاجعة، سقط شقيق عياش الأكبر بلخير مغميا عليه حين رؤية جثة شقيقه عند انتشالها، بينما ظلت هناك لساعتين من الزمن إلى حين استكمال بعض الإجراءات الروتينية التي وجب اتباعها في هكذا حالات وبعد حضور الطبيب الشرعي المسخر للقيام بعملية تشريح الجثة بالمستشفى، قبل الشروع في إجراءات الدفن مع أفراد العائلة التي لم تتحمل صدمة رؤية الضحية ميتا، بعد أن قضى 9 أيام كاملة عالقا في أنبوب قطره 40 سنتيمترا. وقد واجه مسؤولو مستشفى رزيق البشير من جهتهم، صعوبات كبيرة وعاشت المؤسسة حالة من الاستنفار إثر توافد مئات من المواطنين إلى المؤسسة الاستشفائية، ما حتم تدخل قوات الأمن بكثرة بعين المكان والذين تمكنوا من إخلاء المرفق الصحي من الغرباء من المواطنين الذين غلبهم الفضول من أجل مشاهدة جثة الشاب، الذي أثارت مأساته الجزائريين وامتد صداها إلى بلدان عربية وغربية عبر قنوات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي واكبت الحادثة من أول يوم إلى ختامها في اليوم التاسع وفي حدود الساعة الواحدة و 10 دقائق وصلت جثة عياش إلى المستشفى على متن سيارة الإسعاف التي كانت تحت حماية أمنية مشددة، خاصة و أن عشرات المركبات رافقت جثة عياش إلى المستشفى وما هي إلى ساعات قليلة حتى بزغ فجر يوم الخميس أين تم تحويل الجثة إلى مسكن العائلة. بيت عائلة محجوبي تحول إلى مزار لآلاف المواطنين من المعزين مع بداية شروق الشمس، حيث قرر والده عيسى أن يكرم الميت ويدفن بمقبرة جنين على بعد مسافة دقائق قليلة من السير، بحضور جمع غفير من المواطنين والسلطات المحلية ممثلة في الأمين العام للولاية وقائد مجموعة الدرك وعدد من المنتخبين المحليين ونواب البرلمان، الذين توافدوا على المنطقة في الوقت بدل الضائع، بعد أن تعرضوا إلى انتقادات لاذعة من طرف مئات المواطنين، خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تأخرهم عن التدخل والمساهمة في المساعدة في إنقاذ عياش حيا قبل مغادرة روحه إلى بارئها في ثالث أيام مكوثه داخل ماسورة حديدية في البئر. عمليات التضامن و التآزر من قبل الجزائريين، لم تنته بدفن جثة عياش وإنما بدأت جديا مباشرة بعدها أين شهدت المنطقة وصول عدد من المركبات من مدن بريكة وبوسعادة والمسيلة ومن بلديات مجاورة تحمل مواد غذائية ومؤدبات ساخنة للتكفل بآلاف المواطنين، الذين لم يتمكن الكثير منهم حضور الجنازة بسبب إسراع أهل الضحية في إكرام ميتهم بدفنه في اليوم الموالي عند حدد الساعة العاشرة صباحا من يوم الخميس، إلا أن إقبال المواطنين والشخصيات الرياضية، استمر إلى غاية أمس الجمعة، حيث حضر أمس كل من اللاعب الدولي السابق النجم لخضر بلومي إلى بيت العزاء رفقة مصطفى كويسي وعدد من الرياضيين الدوليين. تجدر الإشارة، إلى أن السلطات المختصة شرعت أمس في ردم الحفرة و تسويتها، خوفا من حدوث انزلاقات أو حالات سقوط، خاصة و أن هناك الكثير من المواطنين الذين لا يزالون يتوافدون على المنطقة لتعزية عائلة المرحوم.