بن غبريط تحذر من الأصوات الداعية إلى زعزعة استقرار القطاع دعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس نقابات التربية إلى الحوار لتسوية الملفات العالقة، منتقدة بشدة الأصوات التي تحاول زعزعة استقرار القطاع، ووصفت علاقتها بالشركاء الاجتماعيين بالهادئة، كما حثت مدراء التربية على تفعيل آليات الوساطة والالتزام الصارم بتنفيذ التعليمات. وحذرت وزيرة التربية خلال إشرافها على افتتاح لقاء ضم مدراء التربية الوطنية، من الأصوات المتصاعدة التي تحاول مرة أخرى زعزعة استقرار القطاع، رغم الجهود التي تبذلها الدولة والاستثمارات الضخمة من أجل تحسين ظروف المتمدرسين والتلاميذ، داعية مدراء التربية إلى فتح أبواب الحوار والإصغاء لمشاكل النقابات والاجتماع بمسؤولي المؤسسات التعليمية لحل المشاكل في حينها، مرجعة استمرار بعض الملفات العالقة إلى سوء في التسيير على المستوى المحلي، وليس لغياب الإرادة لمعالجتها، داعية المسؤولين المحليين للتحلي بروح المسؤولية واليقظة، مستغربة تلويح إحدى التنظيمات النقابية بالإضراب، دون أن تتوجه إلى الوزارة لشرح انشغالاتها. وأعلنت الوزيرة في ذات الندوة عن الشروع في التحضير للامتحانات الرسمية، مع إطلاق حملة تحسيسية لفائدة الطلبة لشرح مضمون إعادة تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا، بهدف تقليص عدد أيام إجرائها، عن طريق إدراج التقييم المستمر في معدل القبول، فضلا عن الإعداد للامتحانات المهنية للترقية لأستاذ رئيسي وأستاذ مكون، المزمع إجراؤها منتصف الشهر الجاري، والتي سيشارك فيها أزيد من 74 ألف مترشح، مع تعيين ملاحظين لأول مرة، لضمان شفافيتها، بالموازاة مع التحضير للدخول المدرسي المقبل، ودعت في هذا الصدد المتحدثة مدراء التربية لتحديد الاحتياجات من ناحية الهياكل والتأطير البيداغوجي، ووضع قاعدة بيانات للتحكم في تسيير الموارد البشرية والمادية، مذكرة بقرار تمديد استغلال القوائم الاحتياطية لمسابقات التوظيف لسد العجز في عدد الأساتذة للأطوار التعليمية الثلاثة. وكشفت بن غبريط في ندوة صحفية مقتضبة نشطتها عقب اللقاء، عن افتتاح عدد من المؤسسات التعليمية الجديدة تأخر إنجازها، بداية هذا الفصل الدراسي، لمعالجة مشكل الاكتظاظ، إذ سيتم افتتاح عدد من المدارس بالعاصمة يوم الثلاثاء، بالموازاة مع إعداد الخريطة المدرسية والبيداغوجية لضبط الاحتياجات لتأطير هذه المرافق الجديدة، وعادت الوزيرة مرة أخرى إلى نتائج الفصل الأول وقالت إنها كانت مرضية، بفضل حصول 86 بالمائة من تلاميذ الابتدائي على المعدل، و 66 بالمائة بالنسبة لتلاميذ الطور المتوسط، و63 بالمائة للطور الثانوي، حيث تمكنت أزيد من 91 بالمائة من المؤسسات التعليمية من وضع كشوف النقاط على الأرضية الرقمية. ووصفت المتحدثة شهر ديسمبر بالصعب، لأنه يفرض تسوية كافة الوضعيات العالقة الخاصة بالموظفين، معلنة عن معالجة أزيد من 119 ألف ملف على مستوى 22 ولاية، على أن تتواصل نفس وتيرة العمل إلى غاية منتصف شهر أوت المقبل، ولدى تطرقها إلى تهديد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بالإضراب، قالت منشطة الندوة إنها تستغرب قرار الإضراب، لأن النقابة لم تسبق الإجراء بإرسال وثائق أو بيانات للوزارة لشرح انشغالاتها، وأنها قامت بذلك أواخر شهر ديسمبر فقط، دون أن تترك المجال لدراسة مطالبها وفق ما ينص عليه بروتوكول الوساطة، مبدية الاستعداد لتسوية الملفات العالقة، خاصة المرتبطة بالأساتذة الجدد، مبررة تعطل العملية بالعدد الهائل للأساتذة الذين التحقوا بالقطاع منذ سنة 2015، وإلى الإجراءات التي تفرضها عملية التسوية. وشددت الوزيرة على أهمية الوساطة، وقالت إنها تقوم بدور المحامي الأول على قطاع التربية، وأنها لن تجني أي فائدة مقابل ترك المشاكل دون حلول، مؤكدة أن بعض الاختلالات الموجودة تعود إلى سوء في التسيير، لذلك يتم الحرص على تكوين المدراء في مجال تسيير الشؤون المحلية، مؤكدة بأن الإصلاحات لن يكون لها جدوى إذا لم يتم إعطاء محتوى لها في الميدان.