اسبانيا على عرش الكرة العالمية توج المنتخب الإسباني لكرة القدم أمس بكأس العالم بعد فوزه على نظيره الهولندي بهدف نظيف في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب سوكر سيتي بجنوب إفريقيا، الثيران الاسبانية حصدت أول كأس لها في أول مرة تصل فيها إلى النهائي في حين خسرت الطواحين الهولندية ثالث نهائي لها و لم تكن الثالثة بالنسبة لها ثابتة، عكس "الماتادور" الذي رسمها من الأولى ليدخل بذلك تاريخ الموندياليين من أوسع الأبواب، خاصة وأنه أو ل منتخب أوروبي يتوج باللقب العالمي خارج القارة العجوز. هذا الفوز يتوج الكرة الاسبانية التي ظهرت بقوة في السنوات الأخيرة ولم يعد ينقصها سوى التاج الغالي الذي رصعت مسيرتها به أمس. بداية المباراة كانت جد حذرة من الجانبين، وتخوف كل من فان مارفيك والعجوز دالبوسكي من تفويت الفرصة التاريخية، جعلهما يعتمدان رسما تكتيكيا مشابها ارتكز بالخصوص على التواجد بأكبر عدد ممكن على مستوى الدائرة المركزية، الشيء الذي جعل مرحلة جس النبض حتمية ضرورية، بالإضافة إلى هذا طغى على المرحلة الأولى الاندفاع البدني والتدخلات التي بلغت في بعض الأحيان حد الخشونة التي اضطرت الحكم الانجليزي ويب هاورد إشهار عدة بطاقات صفراء أغلبيتها لأصحاب الزي البرتقالي، الذين كانت لهم بعض المحاولات عن طريق الهجمات المرتدة، آخرها كرة السريع روبن التي اضطرت قائد وحارس "الماتادور" إيكر كاسياس لإخراج ما بجعبته من مهارات وإمكانيات لإخراج كرته في آخر لحظة بعدما كانت في اتجاهها نحو المرمى، وقبل ذلك سجلنا بعض المحاولات من الثلاثي دافيد فيا، تشافي وسيرجيو راموس لكنها لم تكن بنفس الخطورة التي كانت عليها محاولات زملاء القائد فان برونكوست.المرحلة الثانية كانت في بدايتها صورة طبق الأصل لسابقتها، قبل أن يتحرر الجميع مع مرور الدقائق، حيث تبادل الفريقان الحملات الهجومية، أخطرها فرصة العمر التي أتيحت لروبن الذي انفرد بالحارس الاسباني (د:61) بعد كرة ميليميترية من زميله الهداف شنايدر لكن كرته جانبت الإطار بعد التدخل الموفق من الحارس كاسياس، الذي استعمل في هذه اللقطة الذكاء أكثر من شيء آخر، ليأتي الرد بعد 8 دقائق من نجم "لاروخا" دافيد فيا، والذي رغم وجوده بدون حراسة على مستوى القائم الثاني، لكنه لم يوفق في أسكان الكرة الشباك الهولندية.هذه المحاولة لم تنل من عزيمة الطواحين التي سيطرت على مجريات اللعب الهجومي خلال ربع الساعة الأخير، والدليل الرد السريع على رأسية راموس (د:76)، والتي كانت دون تركيز وتؤكد على رد فعل لاعب دفاعي، حيث حرم روبن من فرصة هدف (د:82) بعد تدخل قوي من بويول، وهو التدخل الذي لم يحرك له الحكم هاورد ساكنا رغم أن اللقطة كانت واضحة، وكأن به أراد أن يستدرك خطأه في اللقاء الأول الذي حرم فيه "الماتادور" من ضربة جزاء شرعية، ما سمح للمنتخب السويسري من تفجير أول مفاجأة في المونديال بالفوز على الأسبان.بداية الشوط الإضافي الأول عرف انقلاب الأوضاع، حيث أصبحت السيطرة إسبانية بعد تراجع الهولنديين بدنيا، وكاد البديل فابريغاس أن يحسم الأمور بعد مرور 5 دقائق، لينسج على منواله الشاب البديل نافاس الذي تغير مسار كرته في آخر لحظة بعد تدخل أحد المدافعين.غط الأسبان لعب بأعصاب الهولنديين بدليل طرد المدافع هايتينغا بعد مخالفة على إينييستا، الأخير أخذ حقه بنفسه بتوقيعه هدف الفوز والتتويج قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني، ليدخل بذلك التاريخ رفقة "الماتادور" الذي أصبح ثامن متوج باللقب العالمي.وعاشت اسبانيا امس ليلة بيضاء ، حيث تحولت المدن الاسبانية إلى كرنفال بلا نهاية احتفالا بالتاج الذي ظل الاسبان يحلمون به لعقود طويلة.