لست ضد زطشي ومنظومتنا الكروية بها ورم وجب استئصاله يرى الدولي السابق حسين ياحي، أن المنظومة الكروية الجزائرية تعاني مرضا بحاجة إلى الاستئصال من جذوره، في إشارة إلى عدم رضاه بالعمل المقدم من طرف رئيس الفاف الحالي خير الدين زطشي، مضيفا في حواره مع النصر، بأنه يتوجب علينا الابتعاد عن إقحام السياسة في الرياضة، كما تحدث عن المنتخب الوطني وحظوظه في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر. أبعدوا الرياضة عن السياسة كيف تقيّم مردود التشكيلة الوطنية أمام كل من غامبياوتونس ؟ لكي أكون صريحا معكم منتخبنا الوطني، لم يكن عند مستوى التطلعات، خلال المواجهتين الأخيرتين، خاصة أمام منتخب غامبيا المتواضع، إذ فشلنا في تحقيق الانتصار، في وقت اكتفينا بفوز ضئيل أمام تونس وبشق الأنفس، ولو أنني أحترم فلسفة الناخب الوطني، الذي لم يكن يبحث عن النتائج، بقدر ما كان يركز على تجريب بعض الأسماء، قبل ضبط القائمة النهائية المعنية بالمشاركة في كان 2019، لقد تناسينا بأن مثل هذه اللقاءات باتت تعتبر رسمية، وتندرج تحت لوائح الفيفا، وبالتالي كان علينا دك شباك غامبيا بنتيجة ثقيلة، سيما وأن هذا المنتخب متواضع للغاية، على عكس تونس التي خلقت لنا صعوبات بالجملة، وأكدت بأننا بحاجة إلى إعادة ضبط أمورنا قبيل السفر نحو مصر، من أجل خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا. تبدو غير راض عن التربص الأخير، وما تقييمك للعمل المنجز من طرف بلماضي ؟ حسب خبرتي كلاعب دولي سابق، كان من الأجدر على الناخب الوطني جمال بلماضي الشروع في تجريب الخطط التكتيكية، التي من المقرر أن ينتهجها، خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة، بدلا من تجريب اللاعبين، على اعتبار أن الوقت لم يعد في صالحنا، كما أن انعدام تواريخ الفيفا سيضعهم في مأزق، من أجل ضبط معالم التشكيلة الأساسية التي سنراهن عليها في مصر، من أجل تحقيق الإنجاز الذي يصبو إليه كافة الجمهور الجزائري، ولو أنني سأظل أحترم فلسفة بلماضي، كونه الأقرب للاعبين، والأدرى بمصلحة المنتخب الوطني، الذي عرف معه تحسنا ملحوظا، في انتظار التأكيد خلال الاستحقاقات القادمة، والبداية بكان 2019. قوة مصر في الكواليس تجعلها الأقرب للتتويج وهذه حظوظ الخضر هل يمكن القول إننا استفدنا من بعض الأسماء الجديدة ؟ علينا أن لا ننسى بأن منافسات بحجم كأس أمم إفريقيا، بحاجة إلى لاعبين متمرسين ويمتلكون من التجربة، ما يمكنهم من ترجيح كفة منتخباتهم، مع ضرورة تدعيمهم ببعض الشباب المتعطشين للبروز، ولكن حسب ما لاحظناه في التربص الأخير، فإن بلماضي جرب عدة أسماء جديدة لا تمتلك الخبرة المطلوبة، وأرى بأن الرهان عليها يعتبر مجازفة غير محمودة العواقب، ولو أنني أعرف مؤهلات الناخب الوطني جيدا، ولدي ثقة كبيرة في مقدرته على تشكيلة مجموعة متجانسة، بإمكانها رفع الراية الوطنية عاليا في مصر، على العموم لدينا مجموعة رائعة من حيث النوعية والجودة، كما نحوز على أسماء مستقبلية، سيكون لها شأن كبير خلال التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وليس خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر. ما رأيك في استبعاد بعض الأسماء، على غرار بن طالب وبلفوضيل وبراهيمي؟ قبل الحديث عن الأسماء المُبعدة، يتوجب علي الإشارة إلى أن هناك عناصر تواجدت في التربص الأخير، ليس لديها مكانة في المنتخب الوطني، وعلينا التخلي عنها في أقرب وقت ممكن، إذا ما أردنا تشكيلة مجموعة قادرة على قول كلمتها في التحديات القادمة، على العموم، أنا لن أتدخل في صلاحيات بلماضي، لأنه أقرب مني للاعبين، ويعرف من هو قادر على أن يساعده خلال الكان المقبلة. بلماضي كان مطالبا باختبار خطط الكان بدلا من تجريب اللاعبين ! من ترشح للتتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 ؟ منتخبنا يمتلك إمكانات كبيرة، ويعتبر من الفرق المعروفة على مستوى القارة السمراء، ولكن الحديث عن ترشيحنا للفوز بالكان يعد سابق لأوانه، خاصة وأننا لم نضبط بعد معالم التشكيلة الأساسية، ولا نزال بصدد تجريب الأسماء لاختيار القائمة النهائية، علينا أن لا نتحدث كثيرا عبر الجرائد ووسائل الإعلام، بقدر ما يتوجب علينا التحضير بكل جدية لهذا الموعد الهام، الذي سيعرف مشاركة منتخبات قوية، وتمتلك تقاليد كبيرة في مثل هذه التظاهرات، لقد مللنا من استباق الأحداث، وفي كل مرة نتنقل لخوض النهائيات بثوب المرشح، لنُصدم بالخروج من الدور الأول في آخر المطاف، على العموم بكل صراحة لقد انتهى زمن المنتخبات الضعيفة، والجميع بات يعمل بطرق احترافية وعلمية، والمثال أمامنا تأهل منتخب مدغشقر المغمور. لم تقدم لنا أسماء المنتخبات المرشحة للبروز في مصر ؟ كل المنتخبات المتأهلة للدورة القادمة، لديها حظوظها في التتويج بالنهائيات المقبلة، ولو بنسب متفاوتة، ولكنني أرشح البلد المنظم مصر، لأنه متعود على مثل هذه التظاهرات الكبرى، ولا يتسامح في عقر داره، دون أن ننسى قوته في الكواليس، ولو أن أملي كبير في منتخبنا الوطني لكسر العقدة، التي لازمتنا طيلة مشاركاتنا الماضية، إذ لم نحقق البطولة خارج الديار، واكتفينا بتاج وحيد في الجزائر سنة 1990. لنتحدث في أمور أخرى، ونستهلها بمنافسة كأس الجمهورية، من الأوفر حظا في رأيك للظفر بهذا التاج ؟ كل الفرق المتأهلة تمتلك مستويات لا باس بها، وحتى شبيبة بجاية فريق لا يستهان به، إذ أقصى نادي بارادو عن جدارة واستحقاق، وهو ما يعتبر دفع معنوي كبير لأشبال بوعكاز، ولو أنه سيكونون على موعد مع فرق تمتلك خبرة كبيرة، على غرار وفاق سطيف وشباب بلوزداد، دون نسيان شباب قسنطينة الذي شهد قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، على العموم عاطفيا وحسب النتائج الأخيرة أرشح فريقي السابق شباب بلوزداد، الذي تطور كثيرا منذ قدوم عمراني، دون إغفال الوفاق والسنافر. لاعبون حضروا أخر تربص أخطأ الناخب الوطني في استدعائهم على ذكر شباب قسنطينة، بماذا تعلق على نتائج نادي الصخر العتيق قاريا ؟ شباب قسنطينة يستحق المكانة التي وصل إليها، فهو نادي عريق، ويمتلك جمهورا من ذهب، دون أن ننسى بأن مدينة قسنطينة تستحق فريقا من هذا النوع، وأملي كبير في أن يواصل السنافر تألقهم على المستوى القاري، ولم لا ينجحون في حصد هذا اللقب الغالي. في الأخير،ما رأيك في تحركات بعض الجهات لسحب الثقة من رئيس الفاف خير الدين زطشي ؟ قلتها من قبل وأعيدها اليوم، كرة القدم الجزائرية مريضة ومشكلتها واضحة، وإن أردنا معالجتها، علينا أن نقوم بإحداث ثورة على مستوى المنظومة، باستئصال الورم من جذوره، كما استغل الفرصة، من أجل التأكيد على ضرورة عدم إدخال السياسة في الرياضة، على العموم أتمنى التغيير في كل الجوانب، لأن الأشخاص الحاليين أثبتوا فشلهم.