بشق الأنفس حقق أمل مروانة الأهم عند استضافته أمن شباب الساورة، بتسجيله فوزا شاقا لكنه مستحق، حتى وإن كان التقدير يعود للزوار الذين كانوا طرفا صعبا في المعادلة من خلال صمودهم وإبدائهم روح المقاومة فضلا عن وقوفهم الند للند سيما في المرحلة الثانية.وقد طبعت المباراة حالة من الحذر والاندفاع البدني، ما جعل مرحلة جس النبض تأخذ بعض الوقت، حيث كان الصراع على أشده في وسط الميدان قصد كسب هذه المنطقة الإستراتيجية التي سرعان ما بسط الضيوف سيطرتهم عليها الأمر الذي سمح لهم بأخذ الأسبقية في محاولة تهديد مرمى الصفراء التي فضل عناصرها تحصين قواعدهم الخلفية مع الاعتماد على المهارات الفردية لعمراني الذي جانب التهديف(د5)، وكذا عمراني في مناسبتين(د12 و19)، قبل أن يهدر بلجيلالي فرصة سانحة لهز شباك عويطي بعد سلسلة من المراوغات. المروانيون وبفعل قلة التركيز، نقص الفعالية والتسرع، أفلحوا كثيرا في إهدار الكرات أمام منافس منضبط تكتيكيا ومنظم فوق المستطيل الأخضر بعد أن لعب بعقلانية، ولو أنه تحمل ضغط أصحاب الأرض الذين استعادوا أنفاسهم وثقتهم في قدراتهم خصوصا بعد نجاحهم في خطف هدف السبق عن طريق إبراهيم سالم وعلى طريقة الكبار إثر مخالفة مباشرة من على بعد 30 م(د33). وهو الهدف الذي وخز شعور الزوار وجعلهم يرمون بكل ثقلهم في الجهة المقابلة والقيام ببعض المحاولات تألق في تجسيدها عمراني، بلجيلالي، ومطراني، غير أنها لم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى الصفراء ولم تستغل بالشكل المطلوب، في وقت فضل المحليون تنظيم صفوفهم وتجميد اللعب، ما مكنهم من الاستفادة من ثلاث ركنيات متتالية في ظرف دقيقة واحدة(د44)، ليضيع بولعويدات الضربة القاضية عند الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول بعد أن جانبت رأسيته مرمى سفيون.المرحلة الثانية التي شهدت انخفاضا في ريتم الأداء، دخلها أشبال عبد الصمد بكثير من العزم على الحفاظ على مكسبهم ومحاولة تعزيزه، بعد أن تحركت آلتهم الهجومية في غياب اللمسة الأخيرة، والنجاعة المطلوبة، فجاءت محاولاتهم ضعيفة، تزامنا مع بعض التدخلات والقرارات للحكم كرابي، مما أفقدهم التركيز، وبعث الروح التنافسية في أوساط الضيوف الذين حملوا مشعل المبادرات باللجوء إلى الإنجاز الفردي والقذف من بعيد، حيث كاد البديل مهداوي من إعادة الأمور إلى نصابها(د56)، فيما فوت عمراني فرصة التعديل بسذاجة كبيرة(د69). وكان بولعويدات قد شكل السم القاتل لدفاع الساورة رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من مضاعفة النتيجة(د71). ومع مرور الوقت ضعف الضيوف من حملاتهم، مقابل اكتفاء المروانيين بتجميد اللعب، وتشتيت الكرة إلى غاية نهاية اللقاء بفوز صعب، لكنه مستحق للأمل الذي يبقى بحاجة إلى مزيد من العمل.