الطارف تنقذ ما يزيد عن 12 ألف هكتار من وحل المستنقعات يشكل قطاع الري بولاية الطارف رأس الحربة في تنمية المحلية بعد أن خصصت له الدولة برنامجا ضخما سيمكن بعد إنجازه في إطارالخماسي الجاري 2010 / 2014 من استغلال كل القدرات الفلاحية النائمة للولاية و توفير ما يفوق الحاجة من الماء الضروري للشرب و الإستعمال لدى العائلات و تغطية كاملة لما يتطلبه السقي الفلاحي و الإستعمال الصناعي. خاصة و أن المنطقة متميزة بغزارة أمطارها .هي من بين أغنى مناطق الوطن في هذا المجال إذ تسجل سنويا في المتوسط 1200 ملم وتصل في سنوات استثنائية إلى 1500 ملم. و كانت أ غلب هذه المياه إما تغمر خلال معظم أشهر السنة تقريبا السهول المنخفضة أو تذهب إلى البحر. لكن المشاريع المبرمجة أو التي أنجزت ستمكن من التحكم في هذه الثروة المائية و تجعلها في خدمة الإنسان و الإقتصاد المحلي لا سيما تجفيف المستنقعات الواسعة وإدخالها في الدورة الفلاحية. إنجاز السدود أقوى حلقة في سياسة تعبئة المياه أكد مدير الموارد المائية بولاية الطارف السيد مصطفى مشاطي أن بناء السدود سيساهم بفعالية في تنظيم التوازن المائي بالولاية بعد التحكم في أكبر كمية من مياه الأمطار المتساقطة و حجزها في خزانات السدود ومنعها من إغراق السهول المنخفضة، ثم توزيع هذه المياه المخزنة بانتظام نحو الشرب أو السقي الفلاحي أو الإستعمال الصناعي و الخدماتي. و في هذا الشأن تم إنجاز سد بوقوس بسعة 66 مليون متر مكعب و يعتبر تكملة إضافية لسد ماكسة ( الذي يبلغ حجمه 30 مليون متر مكعب) و سد الشافية ( 165 مليون متر مكعب ) الموجودان من قبل. و في الآفاق القريبة / إطار الخماسي الجاري/ يوجد سدان آخران مبرمجان للإنجاز و هما سد بوخروفة الذي ستنطلق أشغاله قريبا وسعته 125 مليون مترمكعب. و الثاني سد بولطان وحجمه 24 مليون متر مكعب وهو مبرمج للإنجاز في سنة 2012 و دراسته جاهزة. وقد تم تخصيص هذين السدين لسقي سهل الطارف الكبير على مساحة 12 ألف هكتار الذي أشرف مشروع تطهيره على الإنتهاء بعد أن خضع إلى عملية وضع قنوات لتصريف مياهه. إدخال تحلية مياه البحر في الحساب رغم الوفرة النظرية للمياه التي تبدو بولاية الطارف إلا أن الدولة قررت إنشاء محطة لتحلية مياه البحر بولاية الطارف ستوجه مياهها التي تصل إلى 150 ألف متر مكعب يوميا لسكان ولايتي الطارف و عنابة تحسبا لأي عجز أو طارئ قد يعيق توفير المياه بالأساليب المعروفة. إضافة إلى ما سبق توجد مشاريع أخرى للحفاظ على الثروة المائية من الضياع و توصيلها إلى المناطق المحرومة أو التي تعاني من نقص في التزود بالمياه و من بين هذه المشاريع إنجاز قنوات جر و إعادة تأهيل شبكة توزيع المياه عبر الولاية و زيادة قدرات تخزين المياه عبر خزانات المياه و حفر آبار عميقة لتلبية احتياجات المناطق التي تعاني نقصا في مياه الشرب مثل دائرتي البسباس والذرعان. كما سمح ربط بلديات الشريط الحدودي بمياه الشرب عبر قنوات مربوطة مباشرة بسد ماكسة الذي دخل الخدمة منذ سنة ونصف تقريبا بإخراج هذه المنطقة من أزمة المياه. أما الجهة الجنوبية الغربية للولاية فقد تمت عملية تحسين مياهها التي تتميز بارتفاع نسبة ملوحتها بتخفيف هذه النسبة إلى الحدود المقبولة حيث استفادت هذه المنطقة بتوصيل خزاناتها بمياه عذبة أين تجري عملية خلطها مع المياه المحلية لتصبح متماشية مع المقاييس المسموحة. التطهير و حماية البيئة جانب له أهميته بالولاية نظرا للطابع البيئي لولاية الطارف المتميز بالمناطق الرطبة و كثرة البحيرات بها فإن الجانب البيئي له أهميته بالمنطقة و بالتالي فإن برامج الدولة أعطت عناية لهذه الخصوصية وعليه فقد تمت إعادة تأهيل أربع محطات لتصفية المياه المستعملة بكل من القالة ، القنطرة الحمراء، عصفور و زريزر ، إضافة إلى إعادة الإعتبار لمجمعات التطهير وشبكات التطهير عبر الولاية. كما برمجت عدة عمليات لإعادة تأهيل محيطات السقي و إنجاز حواجز مائية لتوسيع المساحات الفلاحية المسقية بعض هذه العمليات انطلق و البعض الآخر سينطلق مستقبلا. و كلها في إطار البرنامج الخماسي الجاري.