طوابير من طلوع الفجر إلى المغرب للتزود بمياه الينابيع المشهورة بقسنطينة تشهد مياه الينابيع بقسنطينة إقبالا كبيرا عليها في السنوات الأخيرة حيث يلفت انتباهك السيارات العديدة المركونة في محيطها مثيرة فضول مستعملي المحاور القريبة منها ممن لا يعرفون حقيقة هذه المواقع والذي يزول بمجرد رؤية صفائح البلاستيك وقارورات الماء، كما هو الحال في منطقتي سيدي أمحمد ببلدية أولاد رحمون وتجار الخردة والدوامس ببلدية عين عبيد إضافة إلى عيون طبيعية أخرى على مستوى محاور كثيرة بالولاية. وفي حديث مع عدد من عشاق ومستهلكي مياه الينابيع حاول كل واحد تبرير وقوفه في طابور من أجل الظفر بمياهها، فأكد بعضهم أنهم لم يتناولوا طيلة حياتهم ماء الحنفيات لاحتوائه على الكلور والجافيل ، وأن الأطباء نصحوا آخرين باستهلاكه خاصة مرضى الكلى وذلك لخلوه من الكلس . وأن مياه منبع "سيدي محمد" على سبيل المثال تساهم في تفتيت حصى الكلى ، فيما قال آخرون أنهم تعودوا على ذلك نفسيا ولم يعدوا يطيقون شرب غيره. هذا الإقبال على منبع "سيدي محمد" استغله بعض شباب المنطقة في بيع الشاي وحاجات أخرى لرواده الذين لا ينقطعون منذ الساعات الأولى للصباح ويصل الذروة مساء أين ينتظر البعض دوره لساعات طوال قادمين من مختلف بلديات قسنطينة والمسافرين المارين بالمنطقة . ونفس الشيء لماء النقب الذي خصصه أحد أصحاب المحاجر في منطقة جبل بوغارب بلدية عين عبيد الذي تحول إلي قبلة للكثير من عشاق العيون الطبيعية من عديد بلديات الولاية . وقد التقينا أحد نواب المجلس الشعبي الوطني الذي حضر هو الآخر من أجل التزود من هذا المنبع الذي ذاع صيته في أرجاء البلدية بذوقه المميز الذي ينتهي ببعض المرارة ، مما جعل معظم سكان البلدية خاصة ممن يملكون سيارات يتحولون إلي استهلاكه ، وهذا ما خلق طوابير طويلة تتشكل أمامه كل مساء ومراكبات من مختلف الأحجام وأخرى نفعية تحمل العديد من صفائح البلاستيك . وحول مدى صلاحية استهلاك ماء نبع النقب أكد لنا أحد القائمين على مراقبة ونظافة الماء ببلدية عين عبيد أنه قام بتحليله وهو صالح للاستهلاك إضافة إلى آخر يقع علي حافة الطريق الوطني رقم 20 قريبا من مركب نفطال ببونوارة والذي يعرف إقبالا كبيرا على مدار اليوم ومنذ الساعات الأولى للصباح. فيما أخبرنا أحد الأخصائيين في الطب المدرسي والذي قضى سنوات طويلة في مصالح طب الوقاية من الأمراض الوبائية أن الاعتقاد بالجدوى العلاجية لمياه المنابع عار من الصحة ولكنه مفيد صحيا ونقي لعدم مروره في قناة أو قربه من القنوات الخاصة بالصرف مما يستبعد اختلاطه ، وأنه هو أيضا تعود على شرب مياه الينابيع مند سنوات طويلة ولم يعد يطيق طعم مياه الحنفيات التي يستعملها في بيته للتنظيف والغسل فقط.