أنهى يوم الخميس الطلبة إجراء امتحانات البكالوريا باجتياز آخر ما تبقى من مواد الاختصاص، وسط اجماع بين أغلب المترشحين بشأن مستوى المواضيع التي كانت في المتناول، لا سيما بالنسبة لمادة الفيزياء التي أثلجت صدور مترشحي الشعب العلمية. وأظهر كثير من المترشحين ارتياحا للظروف العامة التي أحاطت بتنظيم البكالوريا لدورة جوان 2019، وبإنهاء هذه الامتحانات بعد تعب دام سنة كاملة، مؤكدين بأن مواضيع آخر يوم كانت معقولة ولم تطرح مشاكل أو صعوبات لمعظم الممتحنين، وكان موضوع مادة الفيزياء التي يتخوف منها طلبة الشعب العلمية، لكونها مادة أساسية وتحمل معاملا مرتفعا، في المستوى، وفق ما أكده طلبة في شعبة الرياضيات والعلوم الطبيعية، الذين شعروا بالاطمئنان بعد الاطلاع على المواضيع، وارتاحوا لطبيعة الأسئلة وتفاعلوا معها بكيفية أنستهم حالة الإحباط التي اعترتهم خلال اجتياز امتحان الرياضيات. وتواصلت امتحانات شهادة البكالوريا لليوم الخامس على التوالي بالنسبة للشعب العلمية وشعبة الاقتصاد والتسيير، في حين أنها انقضت يوم الأربعاء بالنسبة لشعبة الآداب واللغات، وسادت نفس الإجراءات التنظيمية في اليوم الأخير لامتحانات البكالوريا، دون تسجيل مصاعب أثرت على مجريات هذه الدورة، التي طبعها الهدوء وتراجع مظاهر الغش، وغياب تام لتسريب المواضيع، ما عدا بعض الإشاعات التي انتشرت بشأن تسريب مواضيع بعض المواد، منها موضوع امتحان الاقتصاد بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتسيير الذي جرى أول أمس، مما اضطر الوصاية إلى سحب الموضوع واستبداله بموضوع احتياطي، وفق ما تداولته بعض المصادر، دون أن يؤثر ذلك على سير الامتحانات التي تواصلت بصورة عادية. وأجرى طلبة شعبتي العلوم والرياضيات يوم الخميس الامتحان في مادة الفيزياء خلال الفترة الصباحية في حين أجرى طلبة شعبة التسيير والاقتصاد الامتحان في مادة الاقتصاد، ليجتاز الجميع مادة الفلسفة في الفترة المسائية، لتنهي بذلك وزارة التربية الوطنية تنظيم شهادة البكالوريا في ظروف جيدة وفي وضع سياسي خاص تعيشه البلاد، بفضل تنسيق ما بين المصالح المعنية، التي سخرت الوسائل والإمكانيات لإنجاح الدورة، وتوفير الأجواء الملائمة لفائدة المترشحين، لتبدد مخاوف أثارها الأولياء بشأن إمكانية تأثير الظرف السياسي على تنظيم امتحانات البكالوريا. كما تراجعت حالات الغش التي كانت جد محدودة، حاول المتورطين فيها استخدام القصاصات أو البولوتوث في الغش، تم إقصاؤهم من قبل رؤساء المراكز المعنية، كما غابت بشكل تام ظاهرة الإقصاءات بسبب التأخر في الوصول إلى مراكز الأجراء، بفضل التسهيلات التي منحتها الوزارة، وتمديد وقت الدخول إلى مراكز الإجراء بنصف ساعة إضافية، كما ساعد العمل التضامني الذي قامت به الجمعيات وكذا السلطات المحلية على تمكين المترشحين من تفادي التأخر، واجتياز هذه الشهادة في ظروف مريحة، لا سيما وان تنظيم هذه الامتحانات تزامن مع موجة حر خصت عديد المناطق، منها الولايات الجنوبية التي فاقت فيها درجات الحرارة الأربعين. ومن المزمع أن تنطلق عملية تصحيح أوراق البكالوريا بداية الأسبوع المقبل، بعد أن يتم إنهاء عملية الإغفال، وستتم العملية عبر ثلاث مراحل، اي التصحيح الأول والثاني والثالث في حال كان الفارق في التنقيط كبيرا، علما أن وزارة التربية الوطنية خصت الأساتذة المصححين بتدابير تحفيزية، من خلال إعادة تثمين منحة التصحيح، بما يتناسب مع صعوبة المهمة الموكلة إليهم، على أن يتم الإعلان عن النتائج يوم 16 جويلية المقبل، لتنطلق مباشرة إجراءات التسجيل الأولي في قطاع التعليم العالي. ويعد امتحان البكالوريا آخر امتحان رسمي تنظمه وزارة التربية مع نهاية السنة الدراسية، ويمثل نجاح عملية تنظيمه إنجازا حقيقيا بالنسبة للوصاية، بالنظر إلى أهميته والإمكانات البشرية والمادية المعتبرة المسخرة لتأطيره، فهو يمثل محطة فاصلة ما بين مرحلتي التعليم القاعدي والجامعي، لذلك تسهر قطاعات عدة على الإعداد له، على رأسها وزارة الداخلية وكذا وزارة الدفاع الوطني، بتأمين مراكز الإجراء والطرقات ومرافقة نقل المواضيع وأوراق الإجابة، ومكافحة الغش الإلكتروني ومتابعة المتورطين.