بددت مباريات الدور الأول، المخاوف الكبيرة التي كانت قد أثيرت حول التحكيم، سيما وأن موعد «كان 2019»، كان مسبوقا بفضيحة مدوية في إياب نهائي دوري الأبطال بين الترجي والتونسي والوداد البيضاوي المغربي، بسبب قضية تقنية «الفار»، لأن تلك «المهزلة» كانت قد وضعت مصداقية الصفارة الإفريقية على المحك، خاصة وأنها كانت الفصل الثالث من «سيناريو» الجدل التحكيمي في نهائي أغلى منافسة قارية، بعد حادثة القاهرة في سنة 2018، وكذا موقعة الدار البيضاء في ذهاب هذه النسخة. وفاجأ الحكام الأفارقة المتتبعين، بالمستوى الذي ظهروا به في كل مباريات الدور الأول من الطبعة 32 للعرس الكروي القاري، حيث خالفوا كل التوقعات، بالأداء الراقي الذي أداروا به المقابلات، بدليل أنه لم تسجل إلا بعض الحالات النادرة، التي أثير حولها جدل، لكن دون أن تصل إلى حد التأثير بصورة مباشرة على النتائج الفنية، وكأن الحكام تأثروا بما حدث في نهائي دوري الأبطال، فضلا عن كونهم أصروا على رفع التحدي ورد الاعتبار، خاصة بعد قرار «الكاف» القاضي بتأجيل استعمال تقنية «الفار» في هذه الدور إلى غاية ربع النهائي، وهو الإجراء الذي أبقى للحكام كامل صلاحياتهم في السلطة التقديرية عند اتخاذ القرارات، سيما في الوضعيات الشائكة، المقترنة أساسا بضربات الجزاء. وعمد الاتحاد الإفريقي في هذه الدورة، إلى المراهنة على ترسانة من الحكام تمثل مزيجا بين الخبرة والطموح، في وجود 27 حكم ساحة، لكن بتفوق مصري وتونسي من حيث العدد، بإجمالي 3 حكام من كل بلد، لكن خبرة بعض الوجوه البارزة على الصعيد القاري تبقى حاضرة، على غرار الغامبي غاساما، الإثيوبي تيسيما، السيشلي بيرناد كاميل، الزامبي سيكازوي، الكاميروني أليوم نيانت والجنوب إفريقي فيكتور ميغال، بينما كان الجزائري مصطفى غربال، من الوجوه الجديدة التي حظيت بثقة الكاف. وعينت لجنة التحكيم التابعة للكاف، بعض الحكام لإدارة لقاءين في الدور الأول، على غرار المغربي نورالدين الجعفري، الذي تولى إدارة مباراة الكاميرون وغينيا بيساو ثم البورندي وغينيا، وقد أشهر بطاقة حمراء واحدة، مع 6 إنذارات، بينما كان غربال حاملا لراية تمثيل الصفارة الجزائرية في مناسبتين أيضا، وحصيلته الإجمالية ضربة جزاء و7 بطاقات صفراء، وهذا خلال قمة كوت ديفوار وجنوب إفريقيا في الجولة الأولى، ثم الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي في الجولة الأخيرة، ولو أن قائمة الحكام الذين أداروا مقابلتين في الدور الأول، اتسعت لتضم تيسيما من إثيوبيا، رضوان جياد ونور الدين الجعفري من المغرب، صادق السالمي من تونس الكنوغولي ندالا، الرواندي لويس هاكيزيمانا والغابوني كاستان، والحصيلة الإجمالية كانت جد إيجابية، في ظل تراجع حالات الطرد إلى 03 بطاقات فقط، وكذا عدد ركلات الجزاء المحتسبة.