شرع جمال بلماضي، بمجرد عودته من ملعب السويس في معاينة المنافس القادم للخضر، ويتعلق الأمر بمنتخب كوت ديفوار، الذي انتزع تأشيرة التأهل إلى الدور ربع النهائي، بعد فوزه الصعب على منتخب مالي، في مباراة سيطر فيها «النسور»، غير أن واقعية «الأفيال» حسمت النتيجة لصالحهم، وهو ما يكون الناخب الوطني، قد أخذه بعين الاعتبار، قبيل الموعد المرتقب أمام ذات المنافس غدا الخميس. وقف الناخب الوطني، من خلال تواجده بملعب السويس أمس الأول، على مستوى رفاق القائد سيري دي، أين دوّن نقاط قوتهم وضعفهم، تحسبا لمباراة الغد، والتي ستكون مختلفة عن المواجهات السابقة للخضر، على اعتبار أن كوت ديفوار لديها تقاليد كبيرة في هذه المسابقة، كما تعد من أبرز المرشحين للتتويج بهذه الكأس القارية، وهو ما سيعقد من مأمورية رفاق محرز في العبور إلى الدور نصف النهائي، ولو أن الناخب الوطني يأمل في ترويض «الأفيال»، ولم لا الثأر من الإقصاء أمامها في دورة 2015 بغينيا الاستوائية، حينما غادر الخضر البطولة من الدور ربع النهائي، عقب الخسارة بثلاثة أهداف لهدف واحد أمام رفاق جيرفينيو. وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن بلماضي مقتنع بمقدرة عناصره على تجاوز عقبة «الأفيال» غدا الخميس، خاصة وأن مستواهم لم يعد مخيفا، كما أن تشكيلتهم فقدت الكثير من قوتها، خلال السنتين الماضيتين، بعد اعتزال عديد النجوم، على غرار القائد ديدي دروغبا الهداف الأسبق لتشيلسي الانجليزي وجيرفينيو الذي صال وجال في الملاعب الانجليزية ويحي توري الذي حمل ألوان العملاق الإسباني نادي برشلونة، وغيرهم من الأسماء التي صنعت ربيع الكرة الإيفوارية خلال العشرية الأخيرة. وأيقن خليفة رابح ماجر أن التعداد الحالي للإيفواريين لم يعد يمتلك نجوم الصف الأول، حتى ولو أن تشكيلة المدرب إبراهيما كامارا تتضمن بعض المواهب، التي برزت بشكل لافت في بعض الدوريات الأوروبية، في صورة ثلاثي المقدمة ويلفرد زاها ونيكولاس بيبي وجوناتان كودجيا، وهي الأسماء التي يخشى منها الناخب الوطني كثيرا، وسيحضر لها وصفة مناسبة لشل تحركاتها، خاصة وأنها قادرة على صنع الفارق في أي لحظة. دفاع الخضر في تحد خاص سيكون رباعي الخط الخلفي بقيادة بلعمري وماندي في مأمورية صعبة للحفاظ على عذرية شباك الخضر من جديد، على اعتبار أن المنافس القادم يمتلك أحد أفضل الخطوط الهجومية في الدورة، بدليل تسجيله 6 أهداف إلى حد الآن تناوب عليها كل من زاها وكورنيي كودجيا، إلى جانب لاعب خط الوسط المخضرم سيري دي. ويعد ويلفريد زاها مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي، والمرشح للانضمام إلى نادي أرسنال، إضافة إلى نيكولاس بيبي لاعب ليل الفرنسي (25 هدفا الموسم الماضي)، والذي يرغب نادي ليفربول الإنجليزي فى التعاقد معه مقابل 80 مليون أورو، من أبرز العناصر التي تهدد الخضر في قمة السويس، ولو أن الناخب الوطني لديه أسلوبه في الحد من خطورتهما، على أن يحاول استغلال نقاط ضعف «الأفيال» على مستوى خط الدفاع، المشكل من أسماء شابة لا تمتلك خبرة مثل هذه المواعيد الكبرى، كما أنها تنشط بفرق مغمورة، سواء في أوروبا أو حتى بالدوري الإيفواري، على غرار خليفة المخضرم والقائد سيرج أوريي المصاب، ويتعلق الأمر بوونلو كوليبالي الذي يأمل بلماضي في أن يواصل كأساسي، وهناك سيطالب محرز وفغولي وبونجاح باستغلال جهته، من أجل هز شباك حارس نادي تي بي مازيمبي سيلفان غبوهو، الذي يعد العنصر الوحيد المميز في المنظومة الدفاعية. تأهل منتخب كوت ديفوار إلى الدور 16، بعد أن حل وصيفا في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، وسجل هجوم «الأفيال» خلال الدور الأول 5 أهداف واستقبلت مرماهم هدفين، وتعد هذه هي المرة الأولى للمدرب إبراهيم كامارا التي يقود فيها كوت ديفوار في بطولة كأس الأمم الإفريقية، غير أنه يبصم على نتائج باهرة جعلت الإيفوريين، يحلمون بإمكانية حصد النجمة الثالثة في تاريخهم. وشارك منتخب كوت ديفوار في البطولة الإفريقية 22 مرة، وحصد اللقب مرتين، وخرج في النسخة الماضية 2017 التي أقيمت في الغابون من الدور الأول، بعدما حصد نقطتين فقط، بعد التعادل مع الطوغو والكونغو الديمقراطية وخسر أمام المغرب، ليسجل المشاركة الأسوأ في تاريخه. مروان. ب