الخضر في المربع الذهبي على بعد خطوة من التاج اقتطع المنتخب الوطني تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي من النسخة 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، بعد كسب الرهان أمام المنتخب الإيفواري، في قمة «تقليدية»، تلاعبت بأعصاب ملايين الجزائريين، بالنظر إلى «السيناريو» الدراماتيكي الذي سارت على وقعه، لكن الخاتمة كانت بدموع الفرحة الهيستيرية لبلماضي وأشباله، لأن التواجد في نصف النهائي، مكّن الخضر من تجسيد الوعد الذي كانوا قد قطعوه على أنفسهم، لما تحدث الناخب الوطني عن المربع الذهبي، كهدف رئيسي من المشاركة في هذه الدورة، إلا أن حلم التتويج باللقب القاري لثاني مرة في التاريخ، أصبح يراود كل الجزائريين، وقد كبر مع تقدم المنافسة ليبقى طموحا مشروعا. تأهل النخبة الجزائرية، جاء بعد «ملحمة» كروية صنعها الخضر، في الأراضي المصرية، لأن المهمة كانت في غاية الصعوبة أمام «الفيلة» الإيفوارية، التي استعادت قوتها في هذه المواجهة، وظهرت بالمستوى الذي افتقدته على مدار 4 سنوات، إلى درجة أنها خاضت أحسن مباراة لها في هذه الدورة، الأمر الذي جعل اللقاء بطابع «النهائي» المبكر، مادام المنتخب الوطني، هو الأقوى على جميع الأصعدة من انطلاق هذه الطبعة. وتحدت العناصر الوطنية الظروف المناخية الصعبة، التي واجهتها لأول مرة في هذه الدورة، لأن أجواء مدينة السويس، كانت استثنائية بالنسبة لأشبال بلماضي، خاصة الحرارة العالية ونسبة الرطوبة، الأمر الذي كان له تأثير كبير على الجانب البدني، لكن الروح الجماعية كانت أهم سلاح استعمله «المحاربون» الجزائريون للصمود أمام منتخب إيفواري، أبانت عناصره عن اندفاع بدني كبير، إضافة إلى المهارات الفردية العالية، وكأن «الفيلة» خاضت «مباراة العمر» لرد الاعتبار، بعد المرور بفترة فراغ، أعقبت تتويجها باللقب الإفريقي سنة 2015، مما جعل اللقاء يستنسخ الكثير من ذكريات «موقعة كابنيدا» قبل 9 سنوات، لما فازت النخبة الوطنية، على كوت ديفوار في نفس الدور، بعد «سيناريو» هيتشكوكي في الوقت الإضافي. وإذا كانت العدالة الإلهية، قد أنصفت بلماضي وأشباله في السويس، بعد مباراة «مجنونة»، خاصة بعد إهدار بونجاح ضربة جزاء، وكذا «سوسبانس» ركلات الترجيح، فإن الجيل الحالي قطف ثمار النتائج الباهرة التي سجلها في هذه الدورة، لأن المنتخب الوطني أثبت بأنه الأقوى، ويسير بخطوات ثابتة نحو خلافة الكاميرون على منصة التتويج، بعد بلوغ المربع الذهبي لسابع مرة في تاريخ «الكان»، على اعتبار أن جيل الثمانينات كان معتادا على إدراك نصف النهائي بانتظام، باستثناء دورة 1986 بمصر، انطلاقا من نهائي 1980 بنيجيريا، مرورا بتوقف المغامرة 3 مرات في المربع الذهبي، في دورات 1982 بليبيا، وبعدها بسنتين في كوت ديفوار، ثم في 1988 بالمغرب، قبل أن يكون التتويج الوحيد في النسخة التي استضافتها الجزائر. إلى ذلك، فإن التراجع الكبير للكرة الجزائرية، جعلها تغيب عن مربع «كبار القارة» على مدار عشريتين من الزمن، لتكون سنة 2010 محطة للتأكيد على العودة القوية إلى الواجهة القارية، ببلوغ النصف نهائي، مسايرة للعودة مجددا إلى نهائيات كأس العالم، لكن المربع الذهبي ظل مستعصيا على المنتخب، والذي أدركناه في الأراضي المصرية بعد 9 سنوات كاملة، وتكون هذه المرة الثانية خلال 3 عقود من الزمن، والتي يتمكن فيها المنتخب الوطني، من التواجد في نصف النهائي خلال آخر 10 مشاركات في العرس القاري. «استنساخ» الجيل الحالي لذكريات «ملحمة» كابيندا، والنجاح في استعادة روح أم درمان، جعل الجزائريين يتمسكون بحلم معانقة التاج القاري، لأن الجزائر كسبت منتخبا يستمد قوته من روح المجموعة، و»التلاحم» الذي خلقه الناخب الوطني بين كل اللاعبين ما جعلهم يكسبون الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات، مع الإيمان أكثر بالقدرة على مواصلة التألق، والتفكير بجدية في صنع فرحة ملايين الجزائريين، من خلال العودة من الأراضي المصرية بالكأس الإفريقية. ص / فرطاس