آلاف المصريين يطالبون بإلغاء حالة الطوارئ ومنع أتباع مبارك من العمل السياسي شهد أمس ميدان التحرير وسط القاهرة وعدة مدن ومحافظات مصرية أخرى على غرار مدينة الغردقة على البحر الأحمر ومدينة الإسكندرية، مظاهرات حاشدة خرج فيها الآلاف للمطالبة بإنقاذ "الثورة" في الجمعة التي أطلقوا عليها تسمية جمعة "استرداد الثورة". وقد توافد الآلاف على ميدان التحرير للتظاهر بدعوة من 30 حزبا وحركة سياسية ، وحسبما نقلته مصادر إعلامية من عين المكان، فإن المتظاهرين يعتزمون الاعتصام هناك حيث وضع الشباب الحواجز الحديدية حول الميدان وانتشرت "اللجان الشعبية" حول مداخله من كافة الجهات لتفتيش الداخلين إلى الميدان منعاً لدخول مندسّين أو "بلطجية". وطالب المتظاهرون بإلغاء قانون الطوارئ وتعديل قانون الانتخابات الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرا، والعزل السياسي لأتباع الرئيس المخلوع حسني مبارك من الحزب الوطني المنحّل من ممارسة العمل السياسي لمدة عشر سنوات مقبلة، فضلا عن تحديد جدول زمني لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية. وقد أغلق الشباب المشاركون في الحشد جميع مداخل ميدان التحرير، الذي خلا من أي وجود لرجال الشرطة أو القوات المسلحة، حيث قاموا بوضع حواجز حديدية في كل الشوارع حول الميدان، وفي مقابل ذلك أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ بجميع المستشفيات القريبة من الميدان وخصّصت 15 سيارة ووحدات إسعاف متنقلة، فيما لوحظ غياب الشرطة والجيش من محيط الميدان وكثفت من تواجدها حول المصالح والهيئات الحكومية ووزارة الداخلية القريبة من الميدان. وبدا أن غياب الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية لن يؤثر على حشد الجماهير، حيث بدأت التجمعات منذ العاشرة صباحا بتوقيت القاهرة بكثافة وإن كانت محدودة قبيل صلاة الجمعة. ومن المطالب التي رفعها المتظاهرون أيضا إلغاء المحاكمات العسكرية وكل الأحكام الصادرة عنها خلال الفترات السابقة، على أن تعاد تلك المحاكمات أمام محاكم مدنية، كما يطالب المتظاهرون بتطهير وزارتي الداخلية والإعلام، وضمان استقلال القضاء وتطهيره، وحرية إنشاء نقابات مستقلة، وإقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور وإلغاء قانون تجريم الاعتصامات. وللإشارة فقد بلغ عدد الأحزاب والحركات السياسية التي دعت إلى تظاهرات أمس 30 حركة وحزباً سياسياً أبرزها حركة "6 أفريل"، واللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، وائتلاف شباب الثورة، وحركة أقباط بلا قيود، بالإضافة إلى حركة "شباب من أجل العدالة والحرية"، الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، فيما أعلنت بعض الأحزاب والقوى الأخرى عدم مشاركتها في مظاهرة أمس من أبرزها الإسلاميون وعلى رأسهم "الإخوان المسلمون".