أفسد سهرة أمس، مارد العنف الذي استيقظ مبكرا هذا الموسم، حسنات الجولة الخامسة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، التي ميّزها تمرد الفرق الزائرة، إثر نجاح 4 نوادي في التألق بعيدا عن معاقلها، كما جلب العدد القياسي للأهداف المسجلة في مبارياتها الأنظار، كونها الجولة الأولى منذ بداية الموسم، التي تشهد اهتزاز الشباك في 26 مرة، في انتظار تسوية الرزنامة بخوض المواجهة الثامنة، بين اتحاد الجزائر وشبيبة الساورة. ومثلما لم يكن يتوقع أحد، النتيجة الفنية لمباراة القمة بين شبيبة القبائل وضيفها شباب بلوزداد، وانهيار الكناري بثلاثية كاملة أمام تشكيلة بلوزدادية تبرهن من جولة لأخرى، أنها طرف صعب ومعقد في معادلة الألقاب هذا الموسم، فقد كانت نهاية هذا الموعد جد صادمة، كون المشاهد والأحداث، التي أجبرت الحكم قموح على توقيف اللقاء قبل موعده المحدد، بعد اجتياح الأنصار لأرضية ملعب أول نوفمبر، تبقى وصمة عار، وتتطلب وقفة للحد من مظاهر العنف غير المبرر في ملاعبنا. مباراة تيزي وزو، التي خرجت عن إطارها الرياضي، كان شعارها الفوز للأحسن ومركز الريادة للأقوى، وهو ما جسدته تشكيلة أبناء العقيبة ميدانيا، بعد فوز باهر أوصلها لكرسي الصدارة ولو شراكة مع الجار مولودية الجزائر، المتألقة تشكيلتها هو الأخرى، بعدما افتتحت الجولة بانتصار مثير (3-2)، على حساب مولودية وهران، التي انطفئ توهج تشكيلتها سريعا، بفعل المشاكل الداخلية للحمراوة. قمة القاعدة الشرقية بين الأهلي البرايجي، الذي دخل المباراة بهدف خطف كرسي قيادة القافلة، وضيفه جمعية عين مليلة النادي، الذي جلب احترام كل منافسيه لحد الآن، وفت بكل وعودها وكانت طبقا كرويا دسما بسيناريو غير متوقع استهله الزوار بمفاجأة، كان بطلها المهاجم طيايبة مسجل هدفي لاصام، قبل أن يعدل دوما الأوتار في المرحلة الثانية، ويتولى بلمختار ورفاقه العزف منفردين، حيث تداركوا التأخر بثنائية بفضل درواش وعروسي، لكن ذلك لم يكن كافيا لخطف انتصار يوصل للمرتبة الأولى. شباب قسنطينة، انتهز الفرصة جيدا، وحقق الفوز لأول مرة هذا الموسم، مستغلا وضعية المستضيف نجم مقرة، المحروم من جمهوره وأرضية ملعبه غير المؤهل الإخوة بوشليق، لتعود تشكيلته من ملعب 8 ماي في سطيف بثلاث نقاط ثمينة، يتمنى السنافر أن تكون نقطة نهاية متاعبهم الفنية على الأقل، وبادرة خير في طريق إرساء قاطرة النادي على السكة الصحيحة. وانتظر محبو شباب قسنطينة، الذين لم يتجرعوا بعد الإقصاء من منافسة كأس أبطال العرب، الجولة الخامسة من أجل تسجيل الانتصار الأول، وهو الانجاز المنتظر أن يكون وقعه ايجابيا على يوميات الفريق من خلال عودة الهدوء ولو نسبيا بغية التحضير جيدا لقاء السبت المقبل أمام النصرية، التي حققت المهم قبل يومين، عندما انتزعت فوزا مهما في مباراة جد مثيرة، بدأت بثلاثية دون رد للمحليين، قبل أن ينتفض أشبال مضوي ويتمكنوا من تعديل النتيجة بطريقة مثيرة، لم تكفهم لسوء حظهم في مهمة تفادي خسارة، تأسف لها كل محبي الفريق بدءا من الرئيس الجديد فهد حلفاية. نادي بارادو الذي تألق قبل أيام لاعبوه، عندما هزموا الصفاقسي التونسي بثلاثية مقابل هدف وحيد في المنافسة الإفريقية، ابتسمت لهم الجولة الخامسة هم أيضا على غرار السنافر، بعدما طلقوا المركز الأخير بفضل الفوز الضئيل على جمعية الشلف، التي ضيعت الرهان واستسلمت مجبرة الفانوس الأحمر، خاصة وأن شريكها السابق في المركز ما قبل الأخير اتحاد بلعباس، حقق مفاجأة كبيرة هو الأخر، بالعودة من بسكرة بانتصار على حساب الاتحاد المحلي، الذي كان ضحية استفاقة أبناء المكرة وبصمة المدرب الجديد عبد القادر يعيش، ليكون بذلك خضراء الزيبان رفقة نجم مقرة الخاسران الأكبر في هذه الجولة، كون تشكيلتهما انقادت للخسارة بميدانها لأول مرة، كما أن التعثر فوت عليهما فرصة الوصول إلى مركز الوصافة، خلف المتصدرين، شباب بلوزداد ومولودية الجزائر.