بشق الأنفس وفقت مولودية باتنة في اجتياز منعرج ضيفها أمل مروانة بأضعف حصيلة بعد مشقة وعناء في تاسع ديربي بين الفريقين لم يحمل من الصفة غير الاسم. المقابلة التي استقطبت جمهورا غفيرا صنع الفرجة في المدرجات، لم تشهد مرور التشكيلتين بمرحلة جس النبض بفعل إدراك كل طرف بضيق هامش المناورة، حتى وإن كانت البوبية السباقة إلى صنع اللعب من خلال محاولة بسط سيطرتها على المنطقة الإستراتيجية وكسب الصراعات الثنائية، ما أعطى عناصرها الأسبقية في محاولة تهديد مرمى الصفراء التي فضل لاعبوها تحصين مواقعهم الخلفية مع تجميد اللعب والاعتماد على الهجمات المرتدة. وهو ما صعب من مهمة الباتنيين الذين فشلوا في إيجاد الثغرة المؤدية إلى شباك خلفة رغم بعض الفرص السانحة التي لم يحسن استغلالها ربقي(د8)، وناس(د15) وبوخلوف(د18) بفعل نقص الفعالية وقلة التركيز. الزوار في نصف الساعة الأول وباستثناء فرصتي بولعويدات(د20) وغديري(د27) لم يغامروا كثيرا في الهجوم، حيث فضلوا التمركز في منطقتهم، والاكتفاء بالمقاومة، ما جعلهم يتحملون عبء اللعب وضغط المنافس الذي تمكن من الوصول إلى شباك خلفة عن طريق وناس إثر ركنية(د34) وسط موجة من الاحتجاجات حول شرعية الهدف من قبل الضيوف الذين لم يفقدوا ثقتهم بالنفس، فحاولوا تنظيم صفوفهم واللعب بعقلانية، مما مكنهم من حمل مشعل المبادرات والقيام ببعض المحاولات التي كانت في كل مرة تنقصها الدقة خاصة عن طريق بولعويدات في مناسبتين(د38و40)، ثم خرخاش الذي فوت على فريقه فرصة إعادة الأمور إلى نصابها رغم تواجده في وضعية ملائمة(د44) ولو أنه لم يكن ينتظر استقبال الكرة. المرحلة الثانية سارت على نسق سابقها، حتى وإن سجلنا استفاقة من جانب المروانيين الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم وتطويق منطقة المولودية التي كادت أن تتلق هدف التعادل لولا تدخل المدافع زغيدي الذي تصدى لكرة خرخاش(د49) من على خط المرمى. وفي الوقت الذي نقل إلى المستشفى مهاجم الصفراء بولعويدات عقب احتكاكه مع الحارس صحراوي، تألق الدفاع الباتني في ارتكاب أخطاء سواء في التمركز أو التمرير ما أتاح المجال أمام البديل تريرات، وخرخاش وغديري لأخذ المبادرة في الهجوم لكن دون تجسيد، لتأتي الدقيقة(64) التي كادت أن تفسد العرس الكروي عقب الاعتداء المتعمد على حسينات من قبل لبلالطة دون أن يحرك الحكم ساكنا. أصحاب الأرض الذين عمدوا إلى تسيير النتيجة والوقت بالاقتصاد في الجهد من خلال تشتيت الكرة وتضييع الوقت، كان بإمكانهم مضاعفة مكسبهم لولا العارضة الأفقية التي أنابت الحارس خلفة في قذفة حجيج(د73)، وكذا طرد حجيج(د83)، الأمر الذي جعل فريقه يتحمل سيطرة أشبال عبد الصمد الذين جانبوا التعديل في اللحظات الأخيرة، لتبقى الأمور على حالها إلى غاية نهاية اللقاء بفوز صعب للبوبية. م مداني