أرجأ المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أمس الفصل في موقفه تجاه أي من المترشحين للانتخابات الرئاسية القادمة سيدعم ، وترك اجتماعه مفتوحا للمزيد من المشاورات بهذا الخصوص في انتظار الإطلاع على برامج المترشحين الخمسة. إذا كان الحزب العتيد قد أعلن منذ البداية دعمه الكامل لإجراء انتخابات رئاسية في اقرب الآجال، بل وكان من الداعين للإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد، فإنه لم يعلن بعد عن اسم المترشح الذي سيدعمه في المستقبل، وهذا على الرغم من إعلان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات قبل ثلاثة أيام عن أسماء المترشحين الذين سيخوضون الاستحقاق الرئاسي. وقال عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام والاتصال محمد عماري أمس بعد اجتماع المكتب تحت رئاسة الأمين العام بالنيابة علي صديقي، أن المكتب قرر الإبقاء على اجتماعه مفتوحا للمزيد من المشاورات في الأيام القادمة قبل اتخاذ الموقف النهائي، ودعم المترشح الذي يراه الحزب مناسبا. و أضاف في اتصال به أمس أن الحزب سيطلع على برامج المترشحين الخمسة عند الكشف عنها قبل أن يقرر أي مترشح منهم سينال دعمه في الاستحقاق المقبل، فضلا عن إعطاء نفسه فرصة إضافية للقيام بالمزيد من المشاورات بهذا الخصوص. ويؤكد ذات المتحدث أن الآفلان سيعلن لا محالة عن موقفه من المترشحين في المستقبل، ويبدو أنه في انتظار اتضاح المزيد من الرؤية السياسية بخصوص الاستحقاق الرئاسي القادم، على الرغم من أن الكثير من الآراء توقعت أن يعلن عن دعمه للمرشح المستقل عبد المجيد تبون، على اعتبار أن هذا الأخير عضو في اللجنة المركزية كما أعلن عن ذلك في مؤتمر 2015. والحزب العتيد كان يعتبر بوصلة للحياة السياسية الوطنية خاصة في الاستحقاقات الكبرى ومنها الانتخابات الرئاسية، كونه القوة السياسية الأولى في البلاد والحزب الحاكم سابقا ، وبالتالي فمواقفه من مثل هذه المواعيد تكون عادة بارزة وواضحة وتأتي بشكل مبكر ما يوضح الرؤية بعد ذلك للأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني بصورة عامة. لكن الحزب العتيد لا يوجد اليوم في الوضع الذي يسمح له بأن يلعب نفس الدور في خضم الحراك الشعبي الذي تعرفه البلاد منذ شهور وما صاحبه من تطورات كبيرة على الساحة الوطنية، ولكن أيضا بالنظر للوضع الذي وجد فيه الآفلان نفسه بعد أن نال حصته من الانتقادات والرفض من طرف الرأي العام. وفضلا عن كل هذا فإن الحزب -الذي أعلن دعمه لكل الخطوات التي تعلن عنها السلطة منذ إلغاء الانتخابات الرئاسية لأفريل الماضي في محاولة منه لتخفيف الضغط والانتقاد الذي طاله- تلقى ضربات موجعة، إذ يوجد اليوم إثنان من أمنائه العامين في سجن الحراش وهم جمال ولد عباس الأمين العام السابق ومحمد جميعي الأمين العام الحالي، فضلا عن نواب آخرين تابعين له. وفي العادة فإن موقف الآفلان من الانتخابات الرئاسية تفصل فيه اللجنة المركزية في اجتماعاتها العادية أو الاستثنائية، لكن يبدو أن هذه القاعدة لن تحترم هذه المرة بالنظر للوضع الذي ذكر سلفا. ويبدو في الأخير أن المرشح عبد المجيد تبون هو الأقرب للحزب العتيد هذا في حال قرر دعم أحد المترشحين.