يتسبب في قتل والده دهسا و يصيب عمّه و ابنه في أم البواقي أدانت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، الشاب (ع. ع) من مواليد 1976، بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 مليون سنتيم، بعد أن توبع بجنايتي القتل العمدي ومحاولة القتل العمدي، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم. القضية ترجع للثالث من شهر مارس من السنة الجارية، عندما اهتزت مشتة لاصاص بدوار المدفون بأم البواقي، على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها الكهل المسمى (ع. نور الدين) 69 سنة، الذي لفظ أنفاسه على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى محمد بوضياف، بعد أن تعرض للدهس بواسطة شاحنة ابنه المتهم من نوع «جاك»، في الوقت الذي حاول فيه المتهم سائق الشاحنة، دهس ابن عمه المسمى (ع. ل) وكذا دهس عمه المدعو (ع. ع) 66 سنة، لتتدخل عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بأم البواقي، التي نجحت في توقيف الجاني، لتباشر تحقيقات أمنية مكثفة في القضية. وانتهت التحقيقات التي أشرفت عليها قيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، للتأكيد على أن خلافا حصل بين عائلتي المتهم وعمه، بسبب مسلك ترابي، شهد دخول العائلتين في أكثر من مناسبة في شجار عنيف، تميزه في كل مرة جلسات الصلح، التي لم تنجح في لم شمل الأسرة الواحدة و التي توجه أفراد العائلتين فيها للعدالة، قصد إيجاد حل للخلاف الحاصل حول معالم القطع الأرضية، التي تؤثر دوما على طول وعرض المسلك الريفي المؤدي لسكنات العائلتين المتجاورتين بالمشتة. و خلصت الغرفة العقارية بمجلس القضاء، إلى تعيين خبير عقاري، حدد بموجب تقريره معالم القطعة الأرضية المتنازع عليها وهي التي تم تسييجها من الجانبين، غير أن السياج الحديدي، انتزع من مكانه صبيحة الحادثة، ليعود الطرفان للدخول في شجار عنيف، بعد عقم محاولة تهدئة قادها كبيران من الجيران. و تطور النزاع يوم الحادثة إلى شجار عنيف، قام فيه شقيق المتهم الحالي المدعو (ع.س) بالاتصال بشقيقه الجاني، الذي قدم على متن شاحنته من نوع «جاك» وتوجه مباشرة صوب المنطقة التي كان فيها والده على خلاف مع عمه وكان حينها بصدد فض الشجار بطريقته، غير أنه دهس والده في عين المكان ودهس معه عمه وابن عمه، متسببا في إصابتهما بجروح متفاوتة الخطورة، ليتوجه بعدها صوب مقر فرقة الدرك الوطني، أين أخطرهم بدهسه لأحد أقاربه دون أن يدري من يكون، مبلغا عن الحادث وعن الشجار الذي قد يتطور بعدها، ليتدخل عناصر الدرك الوطني، أين علموا بتداعيات الشجار وضحاياه ومن بينهم والد المتهم الحالي الذي لفظ أنفاسه بعدها. وأنكر المتهم تعمده قتل والده، مشيرا إلى أنه و لحظة قدومه للمشتة، تعرض لاعتداء بعصا خشبية من طرف ابن عمه، ليسحب مفكا للبراغي و يرد الضربة و يحاول بعدها التوجه بشاحنته لتبليغ عناصر الدرك الوطني، غير أنه دهس المتشاجرين الذين كانوا أمامه و اضطر قاضي التحقيق، في ظل تضارب التصريحات لإعادة تمثيل الجريمة في مكانها الذي وقعت به و خلص إلى «تورط الجاني في دهس عمه»و ابن عمه و معهما والده عمدا»، في محاولة منه لإيقاف الاعتداء الذي يتعرض له والده أمام مرأى عينيه. و اختلف من حضر الحادثة حول طبيعة الأرضية الترابية وقتها، فيما إذا كانت مليئة بالماء و أدت لانزلاق عجلات الشاحنة، أو هي ترابية تسببت في ردة فعل المتهم العنيفة و تضاربت تصريحات الشاهدين، أمس، في جلسة المحاكمة في ذلك، غير أن عم المتهم الذي يعد ضحية في القضية، أكد على أنها كانت مبللة بالماء الناتج عن السقي وحاول العم الضحية تبرئة ابن شقيقه المتوفي، بعد جلسة الصلح التي احتكم إليها الفريقان أخيرا عقب وفاة والد المتهم و أشار المتحدث، إلى أن المتهم لم يكن يقصد دهسهم بشاحنته.