إسلاميون تونسيون يحرقون منزل مدير قناة نسمة ويشتبكون مع الشرطة هاجم متشدّدون إسلاميون تونسيون قدّر عددهم بالعشرات أول أمس، منزل مدير قناة (نسمة تي-في) التونسية الخاصة نبيل القروي وأضرموا فيه النار وهشموا محتوياته، وذلك على خلفية عرض القناة فيلما كرتونيا إيرانيا تضمن "تجسيدا للذات الإلهية"، وكان بعضهم مسلحين بالسكاكين والقنابل المسيلة للدموع والزجاجات الحارقة. وحسبما كشفه قروي لوكالات الأنباء، فإن حوالي مئة شخص يحملون أسلحة بيضاء وقنابل مسيلة للدموع وزجاجات حارقة حاصروا منزله، مرددين شعرات "لا إله إلا الله"، ثم اقتحموا المنزل وهشّموه وأحرقوا ما بداخله من سيارات ومحتويات، وأوضح المتحدث أن اثنين من حرّاس المنزل أصيبا بجروح خلال الهجوم، مشيرا إلى أن زوجته وابنته وابنه كانوا قد غادروا مقر إقامتهم قبل عشرة دقائق من وصول منفذي الهجوم. وكان كل شيء قد بدأ عندما تظاهر الآلاف من التونسيين بعد صلاة الجمعة بمختلف محافظات البلاد مطالبين بغلق القناة التي يملك رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني 25 بالمائة من رأسمالها. وقد أطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مكتب رئيس الوزراء في أكبر مواجهة ضمن سلسلة من الاشتباكات التي تخيّم على انتخابات تاريخية تجري الأسبوع القادم، وذلك في إطار صراع بين الإسلاميين والعلمانيين بشأن الدور الذي يلعبه الدين في المجتمع. وكانت الاحتجاجات قد بدأت سلمية وشارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص كانوا يكبّرون ويطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في تونس، غير أنه عندما اقترب المتظاهرون من القصبة حيث يوجد مكتب رئيس حكومة تسيير الأعمال باجي قايد السبسي حاولت بعض الجماعات اختراق صفوف الشرطة، ما أدى بهذه الأخيرة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع واستعمال الهراوات في محاولة لتفريق المحتجين، فيما ردّ المحتجون بإلقاء الحجارة على الشرطة وانتشروا في الشوارع المجاورة، وبعد أكثر من ساعة من اندلاع العنف كانت هناك مواجهات أصغر في وسط تونس بعد انفصال مجموعات عن الاحتجاج الرئيسي واشتباكها مع الشرطة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية هشام المؤدب، في وقت لاحق أن 15 من أفراد الشرطة أصيبوا في أعمال العنف وأن الشرطة ألقت القبض على عدد من الشبان. وكانت موجة الغضب في صفوف الإسلاميين قد انطلقت بعد أن بثت قناة نسمة التلفزيونية فيلم الرسوم المتحركة "بيرسبوليس"، الذي يتضمن تجسيدا للذات الإلهية، وقد نشرت القناة اعتذارا عن المشهد المسيء على لسان مديرها لكن ذلك لم يفلح في إنهاء الأزمة. ق و/ الوكالات