استعمال الأقمار الصناعية لتحديد خسائر الحرائق لجأت محافظة الغابات لولاية الطارف لأول مرة الى الاستعانة بالاقمار الصناعية "ألسات 1 " و " ألسات 2 " بالاتفاق مع الوكالة الوطنية للتقنيات الفضائية لتحديد حجم الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات مع تحديد أصناف الغابات المتضررة من هذه الحرائق. خصوصا وأن ولاية الطارف معروفة بغطائها النباتي والغابي المتنوع على مساحة تناهز 16,8ألف هكتارا والتي تمثل 53 بالمائة من مساحة الولاية فضلا عن كون المنطقة تحوز على أصناف نادرة من الأشجار الغابية والساحلية كالزان، والصنوبر البحري والمتواجدة داخل فضاء الحظيرة الوطنية للقالة ومحمياتها العالمية خاصة المناطق الرطبة ذات الفضاء الغابي والنباتي المتنوع. وحسب محافظة الغابات فإن الاستعانة بالأقمار الصناعية من شأنه متابعة وتجديد خسائر حرائق النابات بدقة مع ضبط الاماكن المتضررة من هذه الحرائق الى جانب التقسيم الكلي للخسائر بطرق عصرية وهي التي كان يتم إعدادها بطرق تقليدية كما ستسمح هذه الطريقة الجديدة بإعطاء كل التفاصيل بدقة ومتابعة مجريات حملة مكافحة الحرائق والنقاط السوداء للمناطق الغابية التي كانت عرضة لنشوب الحرائق من خلال إعطاء حجم الخسائر بدقة. التقنية الجديدة التي عمدت المديرية العامة للغابات الى الاستعانة بها في إطار حملة مكافحة الحرائق لهذه الصائفة ستمكن من تحديد أماكن تواجد السكان بالمناطق الغابية من أجل التدخل السريع لانقاذهم في حالة نشوب الحرائق المهولة. وسجلت محافظة الغابات منذ بداية حملة مكافحة الحرائق اندلاع 07 حرائق غابية أتلفت نصف هكتار و 130 شجرة مثمرة. حيث عرفت هذه السنة تراجعا كبيرا مقارنة بالعام المنصرم من نفس الفترة والذي سجل خلالها 17 حريقا أتى على مساحة 8 هكتارات من الغابات، وللحد من وقوع الحرائق وخاصة العمدية منها لجأت محافظة الغابات الى إشراك سكان الجوار بالمناطق الغابية والجمعيات من أجل المحافظة على الثروة الغابية والوقاية من أسباب نشوب الحرائق مع إشراك السكان المستفيدين من المشاريع الريفية الجوارية في هذه العملية من أجل الحفاظ على هذا المورد الطبيعي الذي يبقى مصدر رزق للسكان- كما سخرت ذات المصالح أزيد من 2500 عون عبر ورشات جني الفلين والحطب، وورشات الادماج المهني لمكافحة الحرائق الغابية مع تسخير 20 فرقة متنقلة وتهيئة أبراج المراقبة للتبليغ عن الحرائق والتدخل السريع لإخمادها.