أوضح الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي أمس، أن استمرار حالة الجفاف إلى غاية منتصف شهر مارس المقبل قد تؤدي إلى إعلان سنة بيضاء فيما يخص شعبة الحبوب التي تعتمد على تساقط الأمطار، لكنه طمأن بأن الوضع الجوي الحالي لن يؤثر على منتوج الخضر والفواكه لأنه يعتمد على الري. ورفض محمد عليوي في تصريح «للنصر» استباق الأمور وتقييم الموسم الفلاحي الحالي بالحديث عن حالة جفاف و سنة بيضاء بالنسبة لشعبة الحبوب التي تتربع على مساحة تفوق 4 ملايين هكتار، تعتمد في مجملها على الأمطار، قبل انقضاء النصف الأول من شهر مارس القادم، في انتظار ما ستجود به السماء في حال تغيرت الظروف المناخية الحالية في الأيام القليلة المقبلة. ويعتبر النصف الأول من شهر مارس آخر مهلة بالنسبة للفلاحين للحكم على محاصيل الحبوب إن كان وفيرا أم العكس، حتى وإن تساقطت الأمطار في بداية فصل الشتاء، حسب توضيح المصدر، دون أن يستبعد إمكانية إعلان حالة الجفاف فيما يخص هذه الشعبة إذا ما استمرت نفس الأوضاع الجوية، بسبب اعتماد جل المساحات المخصصة للحبوب على تهاطل الأمطار بدل تقنيات الري الحديثة. ومن بين المحاصيل التي ستتضرر أكثر من شح الأمطار، ذكر محمد عليوي القمح والشعير والخرطال والحمص وغيرها من الحبوب الجافة التي تنتج محليا، قائلا إن الفلاحين يعيشون حالة من الترقب خشية فشل الموسم رغم ما بذلوه من جهود لتحسين مستوى الإنتاج كما ونوعا، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، حيث بلغت كميات الحبوب المنتجة سنة 2018 أزيد من 60 مليون قنطار ، في حين تقدر الكميات المستوردة سنويا لتغطية العجز ما بين 500 ألف إلى 600 ألف طن سنويا. وبحسب الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين فإن الارتباط الشديد لشعبة الحبوب بالأمطار يضع الفلاحين دائما في حالة من الترقب والقلق، داعيا الحكومة إلى ضرورة التكفل بهذا الانشغال بالعمل على تطوير تقنيات الري الحديثة، وبناء سدود إضافية بالمناطق المعروفة بإنتاج الحبوب وتواجه نقصا فادحا في مياه السقي، كما اقترح المصدر حفر آبار جديدة، وتمكين الفلاحين من التحكم في وسائل الري العصرية كالمرشات على غرار ما هو معتمد في دول مجاورة. واستبعد عليوي في ذات السياق، أن تتضرر المساحات المخصصة لإنتاج الخضر والفواكه من شح الأمطار، لأنها تعتمد أصلا على الري التكميلي، مؤكدا بأن الإنتاج سيكون وفيرا ومتنوعا، لا سيما بالنسبة للمواد ذات الاستهلاك الواسع، دون مواجهة أي إشكالية في التموين أو ارتفاع في الأسعار بسبب قلة العرض، إذ سيسهر المنتجون حسب المتحدث، على تموين المساحات التجارية وأسواق الجملة بما يكفي لتلبية الحاجيات خلال شهر رمضان الذي يشهد عادة ارتفاعا في وتيرة الاستهلاك. وتقدر المساحة الإجمالية للأراضي المسقية من إجمالي المساحة المخصصة لإنتاج الحبوب بحوالي 800 ألف هكتار أي أقل من الثلث، وبلوغ مساحة 2 مليون هكتار مسقية وفق تأكيد محمد عليوي سيخرج القطاع من الأزمة، ويقي الفلاحين من تأثير التقلبات المناخية التي تشهدها مختلف بلدان العالم، بسبب اعتماد النشاط الفلاحي على تساقط الأمطار. أوضاع جوية مستقرة إلى غاية نهاية الأسبوع ومن جهتها تتوقع مصالح الأرصاد الجوية استقرارا في الأوضاع الجوية إلى غاية نهاية الأسبوع، وبحسب ما كشفت عنه المكلفة بالإعلام بمركز التنبؤات «زينب بن رقطة» «للنصر»، فإن الظروف المناخية خلال هذه الأيام ستطغى عليها السحب السفلى والضباب خلال الفترة الصباحية، مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة خلال الليل، دون تسجيل مؤشرات لتساقط الأمطار، بسبب الضغط الجوي المرتفع المتمركز بمنطقة شمال إفريقيا وجنوب أوربا، الذي يمنع وصول التسربات الهوائية الباردة والقطبية من شمال هذه القارة. وأوضحت المتحدث بأن الإمكانيات المعتمدة في مجال الأرصاد الجوية لا يمكنها أن تتنبأ بما قد يكون عليه الطقس خلال 15 يوما القادمة، إذ تكفي ما يعرف لدى المختصين بالنماذج الرقمية بمعرفة الأحوال الجوية في مدة أقصاها ثلاثة أيام.