شكلت شخصية الشيخ الشهيد العربي بن بلقاسم التبسي ، تاريخه، منهجه، نشاطه الإصلاحي والسياسي، جهاده وآثاره، محور ندوة تاريخية، في إطار إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد المصادف ليوم 18 فيفري من كل سنة، نظمتها جامعة تبسة، بالتنسيق مع مديرية المجاهدين بالولاية، والجمعية الوطنية « مشعل الشّهيد «، و نشطها أحد تلاميذ العربي التبسي ، و هو الأستاذ الدكتور عبد المجيد شيخي ، المدير العام للأرشيف الوطني. الندوة، احتضنتها قاعة المحاضرات بجامعة تبسة، وحضرها طلبة أقسام « التاريخ، الإعلام والاتصال، علوم المكتبات « وأشرف على افتتاحها أمس « الطاهر بوعيطة الأمين العام للولاية، ممثّلا لوالي الولاية. الأستاذ شيخي، أبرز في مداخلته الموسومة ب « الشهيد العربي التبسي .. شهيد دون قبر»، الدّور الفعّال والمحوري الذي لعبه «الّشيخ الثّائر الشّهيد العربي التبسي «، في النّشاط السياسي لجمعية العلماء المسلمين، ومواقفه الدّاعمة للثورة، ومساره العلمي والدعوي والجهادي، موصيا ، بالمناسبة ، بضرورة التبصّر واستخلاص العبر من تاريخ هذه الشخصية الجهادية العلمية الثورية الفذّة، التي أجحف الباحثون والمؤرخون في حقّها - يضيف - من حيث تسليط الضّوء على الجوانب الخفيّة في حياة العربي التبسي ، والتعريف بكتاباته وآثاره الفقهيّة و الدعويّة والسياسيّة، داعيا الطلبة والمهتمين بدراسة التّاريخ، إلى النهل من كتاباته والتّمحيص في مواقفه السياسيّة والاشتغال عليها . مدير المجاهدين لولاية تبسة الأستاذ فوزي مصمودي ، بدوره حاضر حول الكتابات الصحفيّة للشّيخ العربي التبسّي ، وإسهاماته في الصحافة الوطنية باللغتين العربية والفرنسية، من خلال مداخلة موسومة ب " العلاّمة العربي التبسي .. صحفي "، تناول فيها بإسهاب أهم العناوين الإعلاميّة و النشريات التي كتب فيها الشّيخ، على غرار «المنقذ»، «البصائر»، «النّجاح» وغيرها ، وأفاد أن كل مقالاته كانت في صلب ما يشغل بال الأمّة حينها، من شحذ الهمم للثّورة على المستعمر، وتصب في خانة الإصلاح وإنتاج الوعي.تخلّلت النّدوة التاريخيّة، شهادات حية قدّمها تلاميذ الشّهيد العربي التبسي، كشهادة المجاهد العقيد محمّد الطاهر عبد السلام ، و المجاهد « عبد اللّه حفظ اللّه «.على هامش النّدوة ، احتضن فضاء قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة تبسة، معرضا توثيقيا حول نشاطات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وإسهاماتها في تاريخ الحركة الوطنيّة وثورة أوّل نوفمبر.