نجحت مولودية باتنة في اجتياز عقبة ضيفها هلال شلغوم العيد، ولو بعد مشقة وعناء كبيرين، في مقابلة اتسمت بالإثارة والاندفاع البدني لحاجة طرفيها للنقاط الثلاث، مع كثرة فرص التهديف، خاصة من جانب المحليين الذين راهنوا منذ الوهلة الأولى على ورقة الهجوم. ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن الباتنيين تحكموا في زمام الأمور، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك تباني، حيث ضيعوا بعض الفرص، في صورة محاولة بهلول بتسديدة قوية (د8) وأخرى لجفالي الذي كان في وضعية ملائمة(د11). ومع ذلك، لم يفقد أصحاب الأرض ثقتهم في النفس، موازاة مع ارتفاع نسق اللعب، ولو أن بوزغاية الذي تلقى البطاقة الحمراء، بعد إنذارين متتاليين(د7) فوت على أبناء الشاطو فرصة خطف هدف السبق، قبل أن يصعد أشباب غيموز من حملاتهم التي كادت أن تثمر، لولا نقص التركيز لدى حاج عيسى، حيث مرت كرته جانبا(د17). وفضل الزوار، بمرور الوقت تحصين مواقعهم الخلفية، ومراقبة اللعب، مع عدم المغامرة كثيرا في الهجوم، ما كلفهم هدفا حمل توقيع جفالي إثر تمريرة من سي محمد عند الدقيقة (28). هدف وخز شعور الزوار الذين خرجوا من قوقعتهم، لكن دون جدوى في ظل غياب الفعالية ونقص التركيز، سيما بالنسبة لحجيج في مناسبتين، الأولى في الدقيقة (37)، ثم بكرة ثابتة جانبت مرمى براهيمي(د41). المرحلة الثانية عرفت ارتفاعا في ريتم اللعب، خاصة من جانب الباتنيين، بعد أن تحركت آلتهم الهجومية، من خلال تكثيف المحاولات في غياب الجرأة الهجومية لبوشكريط الذي خانته الفعالية في الدقيقة (54)، ولو أنه طلب بضربة جزاء عقب عرقلته، لتأتي الدقيقة(56)، التي عرفت طرد مدافع البوبية سي محمد، بسبب تدخله الخشن على حجيج. وفي الدقيقة (60)، كاد بوشكريط مخادعة الحارس تباني، رغم وجوده وجها لوجه معه، فيما أهدر أشبال عقون فرصة سانحة لإعادة الأمور إلى نصابها بواسطة منصوري (د66). أصحاب الأرض الذين أبدوا استماتة كبيرة في العشرين دقيقة الأخيرة عمدوا إلى الاقتصاد في الجهد للحفاظ على مكسبهم، في ظل رجوعهم إلى الخلف، ما سمح للضيوف بحمل مشعل المبادرات والقيام بهجمات كثيرا ما أربكت الدفاع، لكن دون تجسيد، لتبقى الأمور على حالها إلى غاية نهاية اللقاء بانتصار مهم للبوبية.