يقول الرئيس السابق لفرع كرة القدم في نادي شباب بئر العرش جمال جاب الله، في حوار للنصر، بعد مغادرته مستشفى صروب الخثير في العلمة، مباشرة عند وصول نتائج تحاليل عينته من معهد «باستور»، وثبوت تعافيه النهائي من فيروس «كورونا»، إنه جد سعيد، خاصة وأنه لم يتسبب في نقل العدوى لأي شخص آخر، مضيفا أنه من الضروري أخذ كامل الاحتياطات خوفا من تفشي المرض، ويرى أن الحل الأنسب هو الحجر الصحي، من خلال الالتزام بالبقاء في البيوت، على أمل التضييق على الفيروس ومنع انتشاره أكثر. uأولا، كيف كان شعورك بعد صدور النتائج السلبية، التي أثبتت تعافيك التام من فيروس «كورونا»، ومغادرتك المستشفى؟ أوجه في البداية كامل الشكر لكل من وقف معي في محنتي الصعبة، خاصة الطاقم الطبي المعالج في مستشفى العلمة، حيث اجتزت تجربة جد صعبة، نظرا للأعراض الخطيرة لهذا الفيروس، والحمد الله أني تعافيت نهائيا من هذا المرض، بفضل الدعاء الصادق من المواطنين الذين تضامنوا معي، وأنا اليوم في منزلي برفقة عائلتي الصغيرة. uكيف اكتشفت أنك مصاب بفيروس كورونا؟ بعد عودتي من فرنسا برفقة زوجتي، قلت في نفسي إنه من الضروري أخذ كامل الاحتياطات، خوفا من إصابتي بهذا الفيروس، وأول خطوة كانت قراري بتطبيق الحجر الصحي في منزلي، من خلال تفادي زيارة الأهل أو ملاقاة الأصدقاء، مع تفضيل بقاء ابنتي الصغيرة في منزل أصهاري، وبعد يومين من الحجر، شعرت بحمى غير عادية استدعت مني تناول بعض الأدوية، على أمل خفض درجات الحرارة، لكن ذلك لم يحدث، ما استدعى مني في اليوم الثالث التوجه نحو مصلحة الاستعجالات الصحية، حيث سألتني الدكتورة «عظيمي» حول الأعراض وتحركاتي الأخيرة، وطلبت مني البقاء في المنزل دون مغادرته، وفي حال استمرار الأعراض أعاود الاتصال بها مرة أخرى، حتى تستدعي عناصر الحماية المدنية من أجل تولي مهمة تحويلي إلى المستشفى. uوماذا حدث بعد ذلك؟ عند العودة من المستشفى إلى البيت، تطورت الأعراض بشكل خطير، حيث ارتفعت درجة الحرارة بشكل كبير، مع السعال الجاف بشكل حاد جدا، وآلام كبيرة على مستوى المعدة، ما استدعى مني الاتصال مجددا بالطبيبة، والتي رأت هذه المرة أنه من الأفضل الدخول إلى المستشفى و إجراء التحاليل المطلوبة، لمعرفة إن كنت فعلا مصابا بفيروس كورونا أو أن الأمر يتعلق بمجرد أنفلونزا عادية. uهل استمرت الأعراض في الحجر الصحي بالمستشفى؟ نعم تدهورت حالتي أكثر، وأصبحت أجد صعوبة كبيرة في التنفس، حيث عشت فترة صعبة جدا في الأيام الخمسة الأولى، واستمرت تلك المعاناة لغاية صدور نتائج التحاليل، والتي أثبتت معاناتي فعلا من فيروس كوفيد 19. uكيف تلقيت معلومة النتائج الإيجابية وتأكد تعرضك لعدوى فيروس كورونا؟ لا تصدقني إن قلت لك إنه وبعد صدور النتائج من معهد «باستور»، بعد تواجدي خمسة أيام في المستشفى، والتأكد من إصابتي بالفيروس، شعرت بحالة تحسن كبيرة، وأبلغت بذلك الطاقم الطبي، حيث قلت لهم أن درجة الحرارة انخفضت مع استعادة التنفس الجيد، لكن استمر السعال الحاد، وأصارحك أني شعرت بنوع من الرضا الكبير في داخلي، بعد صدور تلك النتائج الإيجابية. uوما السبب في ذلك؟ السبب كوني أخذت كامل الاحتياطات عند عودتي من فرنسا، لدرجة أني ابتعدت عن عائلتي الصغيرة، ولم أذهب إلى البيت العائلي الكبير من أجل رؤية والدي، كما ارتديت قفازات عند الذهاب في المرة الأولى إلى مستشفى العلمة، مستعملا جميع وسائل التطهير والتعقيم، وبالتالي فإني لم أتسبب في نقل العدوى لأي شخص، ولم أكن وراء انتشار الفيروس في بلدية بئر العرش أو حتى في مدينة العلمة. uهل تلقيت الأدوية التي وضعتها وزارة الصحة في بروتوكول العلاج ومنها عقار الكلوروكين؟ لا لم يحدث ذلك، لأن الطاقم الطبي اكتفى باستخدام «البراسيتامول» في علاجي لأجل خفض درجة الحرارة، مع الرعاية الخاصة التي حظيت بها برفقة الحالات المشتبه بها، واغتنم الفرصة من أجل توجيه شكر خاص لكل الأطباء والممرضين والممرضات وعمال النظافة في المستشفى، بعد الدعم المعنوي الكبير، الذي وجدته طيلة اثني عشر يوما كاملا. uما قولك بعد تعليق التدريبات والمباريات من قبل وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع المكتب الفيدرالي؟ القرار جد صائب، من أجل النجاح في التضييق على الفيروس، لأنه ينتشر بالأساس بالاحتكاك بين الناس، وعلى كل واحد منا الالتزام بالقواعد والإجراءات المتبعة من قبل وزارة الصحة، من أجل التغلب على هذا الوباء في بلادنا. uالرسالة التي تريد توجيهها في النهاية؟ رسالتي واحدة هي ضرورة الالتزام بالحجر الصحي، حتى نسمح للكادر الطبي في جميع المستشفيات والمؤسسات الصحية بجميع ولايات الوطن، بتقديم العلاج للمصابين حاليا، وما أؤكد عليه أن الفيروس خطير جدا، بدليل أعداد الوفيات اليومية في جميع بلدان العالم، وبالتالي وجب أخذ الحيطة والحذر، خوفا من انتشار الوباء أكثر بين المواطنين.