تسجيل رائعة صالح باي للتليفزيون الجزائري قريبا كشف المطرب محمد رضا بودباغ بأنه منهمك في تحضير ألبوم جديد يضم 12 أغنية تجسد الطابع العيساوي العصري الذي اشتهر بأدائه و يعتمد على إخضاع الألحان العيساوية لقواعد السولفاج و يمزج في عزفها الآلات التقليدية بالعصرية في توليفة جميلة و مدروسة بدقة مع الالتزام بالأصول الصوفية الروحية لهذا اللون التراثي الأصيل ،مشيرا إلى أنه يستعد بالموازاة مع ذلك لتسجيل رائعة المالوف القسنطيني قصيدة صالح باي للتليفزيون الجزائري بقصر الباي ،قلب قسنطينة النابض . المطرب الذي شارك يومي الاثنين و الثلاثاء المنصرمين في فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الدولي للإنشاد الذي تحتضنه تلمسان أعرب للنصر،عن سعادته و فخره بهذه المشاركة التي مكنته من تمثيل قسنطينة بشكل مشرف و الالتقاء بعمالقة الإنشاد القادمين من مختلف أنحاء العالم العربي و الإسلامي . وكرر الدعوة التي سبق و أن أطلقها عبر الجريدة إلى من يصنفون أنفسهم كمطربين يؤدون اللون العيساوي ومفادها الالتزام بالأصول الصوفية و الروحية لهذا اللون بدل الاستمرار في "البريكولاج" و "التخلاط "،ووضع حد لترديد كلمات غير مفهومة أحيانا و الزعيق والنقر و "التطبال"العشوائي دون مراعاة القواعد العلمية و السولفاج .فقد آن الأوان للارتقاء بهذا الفن الروحي و تطويره. وأوضح بأنه تعلم أسس و قواعد العيساوة على يد الشيخ بلقاسم بدروس لكنه دعم معارفه بدروس موسيقية و فنية أكاديمية نهلها ببريطانيا حيث أقام حوالى 7 سنوات و شارك في أكثر من 150حفلا و مهرجانا دوليا و ذهل بإعجاب الأجانب بما يؤديه من وصلات و مدائح و" براويل "لدرجة أنه فكر في ترجمة الكلمات إلى الانجليزية ،لكن الأمر ليس سهلا . وعندما عاد إلى مسقط رأسه قسنطينة ،قرر أن يحدث ثورة صغيرة على الممارسات التي قد تفقد الطابع مصداقيته و أصالته أو تشوه أهدافه الصوفية الراقية.وشرع في التكوين الفني على أسس علمية حيث ضم إلى فرقته الموسيقية مجموعة من المواهب الواعدة تتراوح أعمارهم بين 18 و 23عاما.و أصبح يعتمد على العديد من الآلات الموسيقية العصرية إلى جانب التقليدية و يختار الكلمات التراثية بدقة قبل أن يؤديها ويعرف طابعه ب"العيساوي العصري". و من أهم مشاريعه على المدى القريب كما قال طرح ألبومه ال11 الذي يضم 12 أغنية عيساوية عصرية ،و كذا تسجيل حفل مالوفي للتليفزيون الجزائري يؤدي فيه قصيدة صالح باي المؤثرة . علما بأنه سبق و أن شارك في المسلسل التليفزيوني "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي و المخرج نجدة أنزور ،حيث قام بإحياء عرس البطلة على متن أنغام مالوفية . فالمطرب لا يخفي حبه الكبير للمالوف لكنه يتمنى أن يبذل الفنانون جهدهم حتى لا يفقد مكانته في عقر دياره تحت وطأة المنافسة الشديدة من الطبوع العصرية التي تستهوي الشباب الغارق في حب الهيب هوب و الراب و غيرهما.مشيرا إلى أن زمن عشاق الأغاني و النوبات الطويلة و الثقيلة قد ولى و راح .و نحن في عصر السرعة في كل شيء و جميع الناس مشتتون بين مختلف الأشغال و المسؤوليات و لا وقت لديهم للاستماع حسبه لأغنية تستغرق أكثر من6 أو 7 دقائق.ولجذب الفئات الشابة إلى المالوف ،"علينا أن نختار طقطوقات وأغنيات خفيفة و جذابة و إذا أحبوها فلا بد أنهم سيتعمقون في هذا التراث و يبحثون بأنفسهم عن كنوزه.فلنحببهم في المالوف تدريجيا بدءا باللون الخفيف" شدد محدثنا بحماس.