تقول المختصة في أمراض الحساسية و الصدر و أمراض النوم، السيدة سامية كرميش في حديث للنصر أن رمضان يغير سلوك الإنسان خاصة في ما يتعلق بساعات النوم ، بسبب النشاطات المنبهة التي يقوم بها ليلا كالقراءة و مشاهدة التلفزيون، و الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف إضافة إلى العبادات الليلية. و كلها عوامل تؤدي إلى ظهور «الدين في النوم» ما يزيد من احتمال وقوع حوادث المرور ، كما أن تأخر ساعات النوم و اليقظة ينجم عنهما خلل في الساعة البيولوجية للإنسان ، إضافة إلى وجود أشخاص يتناولون أدويتهم في الفترة الليلية بحكم الصيام كعلاجات الآلام و بعض العقاقير المخدرة أو المهدئة التي يتناولها أصحاب الأمراض العصبية و النفسية ، ما تكون له تأثيرات سلبية على طبيعة النوم ، و ينجم عنها ظهور حالة النوم اللإرادي في النهار ، والسياقة في هذه الحالة يشوبها عدم التركيز مع المحيط ما يؤدي إلى وقوع حوادث مرور و خاصة المميتة و الجسيمة . و تقول المختصة أن ظاهرة النوم تفسر بآليات فيزيولوجية ، و عوامل سلوكية، فذورة النوم و اليقظة يجلبان للدماغ التعويض الكافي ، تحت تأثير الساعة البيولوجية التي تضبط في العادي من خلال وقت كاف من النوم يقدر بسبع ساعات من النوم دون انقطاع ، و عموما تظهر حاجة الجسم للنوم عندما تتناقص حدة اليقظة عند الفرد في أوقات معينة من الليل و النهار ، بين منتصف الليل و الخامسة صباحا و بين الساعة الثانية و الرابعة زوالا، و يختل هذا التوازن عند الناس في رمضان بفعل الحرمان من النوم. حيث وحسب الطبيبة يصبح هناك ما يعرف بالدين الملح للنوم والنعاس اللاإردي فالحرمان النوم ليلة واحدة يؤدي إلى اختلال التوازن ، و عند السياقة فهو يوازن 0.99 غراما من الكحول في الدم حسب أهل الاختصاص ، كما يختل التوازن بفعل مواقيت العمل غير المنتظمة التي تلجأ إليها بعض المؤسسات في رمضان ، و هي كلها عوامل تؤدي لوقوع حوادث مرور ، خاصة بالنسبة للذين يقطعون مسافات طويلة . و تضيف المتحدثة أن هناك الكثير من الأشخاص ممن تبقى لديهم هذه العادات السيئة في النوم إلى ما بعد رمضان، و هنا يجب عليهم ضبط الأمور قبل تفاقم الوضع، من خلال الاستيقاظ باكرا و تقديم ساعة النوم إلى التاسعة أو العاشرة ليلا من خلال توفير كل الظروف التي تساعد على إنتاج الجسم للهرومانات المساعدة على النوم العميق كالظلمة الحالكة و عدم الانشغال بأية وسيلة تواصل كالهاتف مثلا ، مع تجنب تناول الأدوية التي تؤثر على النوم في الليل و التي تكون سببا في اختلال الساعة البيولوجية ، أما بالنسبة للذين تتحول لديهم الأمور إلى مشكل مرضي فعليهم التوجه إلى مختص في أمراض النوم إن وجد أو طبيب من أجل مرافقتهم و تقديم العلاج المناسب ، سواء النفسي أو الدوائي لتجاوز هذه المرحلة التي قد تكون لها انعكاسات سلبية، لأن النوم الصحيح من بين الدعائم المهمة للصحة السليمة للجسم . تقول الدكتورة كرميش أنه و حسب الدراسات العلمية النوم المتقطع لفترة طويلة ينتج عنه الإصابة ببعض الأمراض كالسكري و ضغط الدم ، مع تراجع النتائج الدراسية للتلاميذ أو الطلبة ، و تراجع المردود المهني بالنسبة للموظفين و العمال.