يرى الطاهر لعبان عضو الطاقم الفني لمنتخب كرة اليد، أن التأهل للمونديال والدورة التأهيلية لأولمبياد طوكيو 2021، إنجازان يحسبان للمدرب الجديد آلان بورت وطاقمه، مضيفا في حواره للنصر، بأنهم يتطلعون لنتائج أفضل مستقبلا، خاصة وأن المنتخب الوطني يحوز على المواهب، مشيرا بأن بركوس يعد أفضل ظهير في إفريقيا، كما أبدى الدولي السابق رأيه في مستوى الحارس غضبان، وعدة مواضيع أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الذي خصنا به. حاوره: مروان. ب - كيف تقيم مشاركتكم في البطولة الإفريقية الأخيرة بتونس، بعد أن حصدتم المرتبة الثالثة خلف كل من مصر وتونس؟ اعتبر المشاركة في البطولة الإفريقية الأخيرة إيجابية إلى أبعد الحدود، حيث حققنا الأهداف التي تنقلنا من أجلها إلى تونس، والمتفق عليها مع مسؤولي اتحادية كرة اليد، وهي التأهل إلى البطولة العالمية القادمة والصعود مجددا إلى منصة التتويجات بعد غياب دام لعدة سنوات، ناهيك عن تشكيل فريق قادر على قول كلمته في السنوات المقبلة، شريطة الحفاظ عليه، ووضعه في أفضل الظروف. - بصراحة، هل كنت قادرون على الوصول للمباراة النهائية؟ خسارتنا مع تونس في الأدوار الأولى، وضعتنا في مواجهة المنتخب المصري في الدور نصف النهائي، والفوز على هذا المنافس كان صعبا للغاية، لعديد المعطيات أبرزها أن المصريين كانوا الأقوى في البطولة بشهادة كافة المتتبعين والمختصين، والدليل تتويجهم باللقب القاري على حساب نظرائهم التونسيين بتونس، غير أن هذا لم يمنعنا من تقديم مباراة بطولية أمام الفراعنة، حيث أحرجناهم في عدة مراحل من اللقاء، ولو امتلكت عناصرنا الخبرة والجرأة لكنا قد تأهلنا إلى المحطة النهائية، ولو أن الوصول إلى المربع الذهبي يبقى إنجاز في حد ذاته، في ظل الظروف التي عرفتها كرة اليد الجزائرية، قبل موعد انطلاق الدورة الأخيرة. - ساهمت رفقة المدرب الفرنسي آلان بورت في إعادة الاعتبار لكرة اليد الجزائرية، الغائبة عن المنصة منذ تتويج 2014 ، ما تعليقك ؟ شرف لي أن أكون ضمن الطاقم الفني لمنتخب بلدي الجزائر، وسأبذل قصارى جهدي لأرد الجميل ولو بالشيء القليل، لأن كرة اليد الجزائرية أعطتني الكثير، وجعلتني اسما على المستوى المحلي والقاري، وأما بالنسبة لرد الاعتبار حتى ولو أنني لا أحبذ هذه العبارة، إلا أن ما فعلناه في تونس لم يأت بتلك السهولة التي يعتقدها البعض، بل كان نتاج جهد وتضحية من اللاعبين أولا ثم الفيدرالية التي وافقت على برنامجنا، إضافة إلى الطاقمين الفني والطبي، وكل المسيرين الذين سهروا على راحة هذا المنتخب الفني، الذي يتطلع للأفضل دوما. أنا أؤمن بالعمل الجاد والمواصلة، كوننا نأمل في تشكيل فريق متكامل وقادر على المنافسة في جُل المحافل الدولية، ولم لا ننجح في تكرار إنجاز 2014، أين حصدنا اللقب بعد مجهودات جبارة مبذولة على مدار 4 سنوات كاملة. - ألا تعتقد بأن اختيار رئيس الاتحادية كان صائبا بالتعاقد مع بورت ؟ الوقت وحده من سيجيب على سؤالكم، والمستقبل كفيل بمعرفة إن كان القرار الذي اتخذته الاتحادية، بخصوص تعيين آلان بورت مدربا رئيسيا صائبا أم لا، ولكن حسب ما رأيناه في البطولة الإفريقية بتونس، يتبين أن التقني الفرنسي جلب الكثير للكتيبة الوطنية، والدليل قيادتها لمنصة الميداليات من جديد، وأنا على يقين بأن الاستقرار سيمكنه من تشكيل مجموعة سيكون لها شأن كبير في المواعيد المقبلة. - التأهل للدورة التأهيلية للأولمبياد بألمانيا يجعلكم متفائلين بضمان مكانة في طوكيو أم هي مجرد محطة تحضيرية لمونديال 2021؟ هذا قبل معاناة العالم من وباء كورونا، ولكن بعد أن أصابنا هذا البلاء تغير البرنامج بالكامل، والدورة التأهيلية للأولمبياد باتت مبرمجة بعد المونديال، ولهذا سوف نحضر لهذا المحفل العالمي بكل جدية، وكلنا أمل على تحقيق نتائج مشرفة لكرة اليد الجزائرية، التي حان الوقت لتضمن لها مكانة ضمن الكبار حتى ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، في وجود منتخبات عالمية متعودة على المنافسة على اللقب، على العموم أمامنا الوقت الكافي لإعداد فريق تنافسي، خاصة وأننا نمتلك المادة الخامة، كما نحوز على عدة مواهب سواء الناشطة بأوروبا أو حتى التي تلعب محليا. - ماذا عن دور الاتحادية بقيادة حبيب لعبان، هل تقوم بدورها على أكمل وجه؟ إلى حد الآن الفيدرالية بقيادة حبيب لعبان، قامت بكل ما في وسعها لتهيئة المناخ المناسب للمنتخب الوطني، لكن كلنا يعرف أن الاتحادية وحدها لا تستطيع تغطية تكاليف كل الفرق الوطنية، ولهذا أظن من الضروري على وزارة الشباب والرياضة، أن تدعم رياضة كرة اليد التي تعاني من نقص الإمكانيات منذ سنوات، وحان الوقت للوقوف إلى جانبها للمساهمة في تطوير مستواها، خاصة وأن الكرة الصغيرة لطالما أهدت الألقاب للجزائر. - ماذا ينقص الجيل الحالي لتحقيق إنجاز يضاهي ذلك المحقق بتونس سنة 2014؟ سأكتفي بشيء واحد وهو أن الجيل الحالي بحاجة للاستمرارية في العمل، من أجل تحقيق الإنجاز الذي بصمنا عليه في تونس 2014، وهي الدورة التي كان لي شرف المشاركة فيها كلاعب، حيث حققنا اللقب عن جدارة واستحقاق، وكسبنا بذلك احترام الجميع، نظير مبارياتنا البطولية طيلة الدورة، خاصة في اللقاء النهائي الذي آمنا فيها بحظوظنا إلى اللحظة الأخيرة. - ما رأيك فيما يقدمه الحارس غضبان سواء مع ناديه فاردار المقدوني المتوج معه برابطة الأبطال أو المنتخب الذي يحمي عرينه خلفا لحارس كبير مثل سلاحجي؟ بالنسبة لخليفة غضبان فهو حارس ذو إمكانيات عالية، وأنا متأكد بأنه في مرحلة النضج ومستواه سيتحسن أكثر، خاصة وأنه لا يزال في مقتبل العمر، ولو أنني لا أحب أن أعمل مقارنة بين اللاعبين، ولكل مواصفاته وميزاته، والحارس سلاحجي مثلا يعد من خيرة العناصر التي دافعت عن ألوان المنتخب الوطني، وما قدمه سيظل على لسان الجميع، أما غضبان الناشط في مقدونيا والمتألق مع فريقه فاردار المتوج معه بمسابقة رابطة الأبطال الأوروبية، فهو في بداية مشواره وأنا أتوقع له مستقبلا كبيرا. - بركوس مازال قادرا على التواجد ضمن مخططاتكم أم سيترك مكانه للشبان؟ بركوس أفضل ظهير في إفريقيا، ولا أعتقد بأنه يوجد مدرب بإمكانه التخلي عن لاعب بمواصفاته، هو من أبرز نقاط قوة منتخبنا الوطني، كما أنه يتمتع بخبرة كبيرة، وتواجده معنا كفيل بتأطير الشبان، خاصة وأنهم بكثرة في المنتخب الوطني، وبحاجة لأسماء في شاكلة بركوس لدعمهم ومساعدتهم مستقبلا. - ما هي نقاط الاختلاف بين لعبان اللاعب والمدرب ؟ الوظيفة التي كُلفت بها جعلتني مختلفا ونظرتي للأمور تغيّرت، فلما تكون مدربا، عملك خارج أرضية الميدان يكون بنفس أهمية تضحياتك فوق مسرح المواجهة، خاصة وأن تحضير اللاعبين يتطلب مجهودات كبيرة، كما أن مسؤولياتك تتضاعف، والجميع في انتظار ما ستقدمه لبلدك الباحث عن استعادة أمجاده في كرة اليد. - بماذا تريد أن تختم الحوار؟ في الأخير أقدم لكم تشكراتي على اهتمامكم بهذه الرياضة، التي لطالما أعطت ولا تزال تعطي لهذا البلد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحفظ الله بلدنا من كل سوء.