أتت حرائق مهولة خلال الساعات الفارطة، على عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية و الأحراش المنتشرة بغابات دائرة برج زمورة شمال ولاية برج بوعريريج، مخلفة خسائر كبيرة في الغطاء الغابي، ناهيك عن محاصرة النيران لعدد من القرى و تسببها في تكبد الفلاحين و المزارعين بالمنطقة لخسائر فادحة بحقول الزيتون و الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى احتراق صناديق النحل و المحاصيل الزراعية. و تحول جزء هام من المساحة الغابية بالمنطقة على مدار اليومين الفارطين، إلى رماد، بالنظر إلى اندلاع حرائق مهولة زادت الرياح من سرعة انتشارها، لتأتي على الأخضر و اليابس و الغابات المنتشرة على طول سلسلة جبال دائرة برج زمورة، مخلفة خسائر فادحة في الثروة الغابية و أملاك المواطنين، حيث لم تقتصر الخسائر على عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية و أشجار الصنوبر و البلوط و الأحراش، بل امتدت إلى أملاك المواطنين و حقولهم التي تتميز بوفرة منتوجها، خاصة ما يتعلق منها بأشجار التين و الزيتون، أين أتت على الأشجار المثمرة بعدما التهمت النيران كل شيء في طريقها من أدغال و حشائش يابسة و بساتين و ما ساعد على توسع رقعة الحرائق، هو تميز المنطقة بطابعها الجبلي و منحدراتها الشديدة، بالإضافة إلى غطائها النباتي و الغابي الكثيف . و زيادة على ذلك، حاصرت الحرائق القرى القريبة من الغابات، على غرار قرية أولاد سيدي علي و المرابطين و تيزي و بلغت حتى الغابات المجاورة لقرية القليعة، كما امتدت ألسنة اللهب إلى بعض المنازل المهجورة . و قد تدخلت مصالح الحماية المدنية و فرق الإطفاء التابعة لمحافظة الغابات، التي استعانت بإمكانيات كبيرة للسيطرة على الحريق، بما فيها الحوامات و الطائرات المستعملة في إخماد الحرائق بالمناطق الغابية الكثيفة، ما سمح بالسيطرة على مسار الحريق، رغم الصعوبات التي واجهتها فرق الإطفاء أمام صعوبة تضاريس المنطقة الجبلية و منحدراتها الوعرة، فضلا عن تسبب الرياح في توسع رقعة النيران و انتقالها إلى الغابات المجاورة. و لم تحدد بعد مصالح الحماية و محافظة الغابات، حجم الخسائر، لتواصل عمليات الإطفاء على مدار اليومين الفارطين، على امتداد الشريط الغابي بالمنطقة التي شهدت نشوب عديد الحرائق بعدة مواقع، ما صعب من عمل فرق التدخل التي جندت إمكانيات معتبرة بما فيها الرتل المتحرك.