تتجه سلطات ولاية الطارف، نحو اتخاذ إجراءات استثنائية صارمة للوقاية من تفشي فيروس كورونا، مع تزايد عدد الإصابات بالجائحة واتساع رقعة الوباء والتوافد الكبير للمصطافين من خارج الولاية. و من ذلك العودة إلى فرض تدابير الحجر الصحي الجزئي ببعض البلديات ،خاصة بمدينة القالة الساحلية التي تعد وجهة سياحية تستقطب في هذا الفصل الحار أعدادا كبيرة من المصطافين والزوار القادمين من خارج وداخل الولاية لقضاء عطلتهم الصيفية. وذكر مصدر مسؤول «للنصر»، أنه سيتم اتخاذ إجراءات أخرى مشددة لمنع انتقال العدوى ، منها غلق بعض المنتجعات الطبيعية وأماكن الراحة والاستراحة التي تعرف توافدا كبيرا للعائلات والمواطنين عليها بعد غلق الشواطئ، من دون التقيد بتدابير الوقاية ،على غرار التجمعات البشرية التي يعرفها منتجع طونقة الغابي بالمخرج الشرقي للقالة وغابات الاستجمام ببريحان التي تستقطب العائلات المجاورة من عنابة على وجه الخصوص، بما فيها غلق الساحات العمومية والفضاءات التي باتت بؤرة لتفشي الفيروس، لكثرة التجمعات والاحتكاك واكتظاظها عن آخرها بالمواطنين من دون احترام إجراءات الوقاية. و ذلك على غرار الموقع السياحي الطاحونة و الشارع الرئيسي لحي جبهة التحرير بالقالة، اللذين يشهدان تدافعا كبيرا للمواطنين والمصطافين عليهما لقضاء سهراتهم بهما إلى ساعات متأخرة من الليل و هذا بعد أن تم في وقت سابق غلق كورنيش المرجان الذي تحول إلى محج للعائلات و الزوار، ما أثار المخاوف مغبة وقوع كارثة صحية . كما كشف مصدرنا، عن التحضير لإصدار قرار ولائي يمنع الخواص من تأجير شققهم للمصطافين الوافدين من خارج الولاية وخصوصا بمناطق بؤر وباء كورونا ، مع تبليغ الموثقين بالقرار لتعليق إبرام عقود الإيجار مؤقتا ولو أن هذه العقود عادة ما تتم عرفيا بالتراضي بين الطرفين المصطاف وصاحب الشقق التي يتعدى عددها 5 آلاف شقة تؤجر كل فصل صيف، جلها تتواجد بعروس المرجان القالة، على أن تتخذ كل الإجراءات الردعية و القانونية حيال المخالفين الذين يثبت كراؤهم لشققهم و عدم الامتثال للقرار الولائي وذلك بتحويل ملفاتهم للعدالة. و قرر الوالي التعليق المؤقت لإبرام عقود الزواج كإجراء وقائي للحد من الجائحة وهو القرار الذي بلغ لرؤساء البلديات، فضلا عن تعليماته بتشديد إجراءات الرقابة لمنع إقامة الحفلات و الأفراح التي يبقى يصعب التحكم فيها، حسب نفس المصدر، بعد أن باتت تتم داخل المنازل عقب غلق قاعات الحفلات ،ما يتطلب من رؤساء البلديات، لعب دورهم من خلال تحسيس المواطنين ودعوتهم لتفادي تنظيم الأفراح ومجالس العزاء والابتعاد عن التجمعات، مع الحرص على تكثيف حملات التوعية و فرض تدابير الوقاية الصحية للتصدي للمرض القاتل. و تعرف ولاية الطارف تزايدا لانتشار فيروس كورونا رغم أنها كانت تعد من أقل الولايات تضررا، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة 73 حالة أغلبها سجلت ببلديات البسباس ، بوحجار والقالة .