حذر أعضاء المجلس الشعبي الولائي للطارف، من خطر تفشي كارثة وبائية على غرار تلك التي عاشتها ولاية البليدة، بسبب لجوء سكان المناطق الساحلية وخصوصا بمدينة القالة، لتأجير شققهم منذ شهر رمضان المنصرم للمصطافين والعائلات القادمة من خارج الولاية، لقضاء عطلهم الصيفية رغم الظروف الصحية الاستثنائية التي تمر بها البلاد و قرار السلطات المحلية منع الدخول للشواطئ المحلية. و أكد منتخبون، مساء أمس الأول، في ردهم على عرض الحال المقدم من قبل مصالح الصحة حول وضعية انتشار فيروس كورونا بالولاية، على قيام عشرات السكان بكراء شققهم في العمارات والسكنات الأرضية للمصطافين الذين يترددون يوميا للتنزه عبر المواقع السياحية، الغابية والشواطئ ، دون التصريح بهم لدى مصالح البلدية والأمن لمعرفة هوية تلك العائلات والولايات التي تنحدر منها، من أجل اتخاذ الحيطة والحذر والتعامل مع الوضعية قبل حدوث ما لا يحمد عقباه على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أن كل المخاوف تبقى قائمة في أن تكون العائلات الوافدة على المناطق الساحلية، من الولايات المصنفة في الخانة السوداء كبؤر لتفشي فيروس كوفيد19. مناشدين الوالي التدخل و النظر في هذه القضية واتخاذ كل الإجراءات الإدارية والأمنية قبل فوات الأوان، إلى جانب حرصهم على وضع تدابير وقائية عند مداخل الولاية، من خلال الكشف على العائلات والزوار القادمين من مختلف مناطق الوطن، للتأكد من حالتهم الصحية تجنبا للعدوى وحفاظا على الصحة العمومية. كما أبدى الأعضاء مخاوفهم من مغبة إعادة فتح الحدود البرية مع البلد المجاور في انتشار الوباء و نقل العدوى من البلد المجاور و حتى من الولايات الأخرى، بدليل استقرار الوضعية الوبائية ببلديتي أم الطبول و العيون الحدوديتين اللتين يتواجد بهما المعبران البريان واللذين لم يسجل بهما لحد الآن أي حالة إصابة بالفيروس القاتل في أوساط السكان. من جهة أخرى، أشار الأعضاء إلى أنه و رغم التعليمات و النداءات المرفوعة و حملات التوعية و التحسيس و التدابير المتخذة للوقاية للحد من تفشي الجائحة، إلا أنه يسجل عدم اكتراث المواطنين لهذه النداءات و عدم التقيد بالتدابير الصحية و الوقائية، على غرار التباعد الاجتماعي و استعمال الكمامات و تجنب التجمعات. كذلك يبقى التخوف كبيرا من فتح موسم الاصطياف وهو ما ينذر حسبهم بوقوع كارثة وبائية في أي لحظة ،مثمنين الجهود المبذولة من قبل كل الفعالين وخاصة مديرة الصحة، في مجابهة والتصدي لأزمة كورونا وتجند الجميع لدعم الجهد الوطني للتغلب على الجائحة. من جهتها كشفت مديرة الصحة والسكان لولاية الطارف ، الدكتورة زويزي نهلة ، عن تسجيل إصابات بفيروس كورونا ب 15بلدية من أصل 24بلدية وهذا بمجموع 201 إصابة، منها 73حالة إيجابية ،45حالة مشتبه فيها ،83حالة سلبية و3حالات وفاة، فيما تماثلت 53حالة للشفاء و17حالة توجد تحت العلاج. و تأتي بلدية البسباس في الطليعة بتسجيل 13إصابة، الذرعان11إصابة ، الشط10إصابات و باقي الحالات المسجلة بين إصابة واحدة و 8إصابات تتوزع على 12بلدية، لتبقى المرحلة ما بين 27ماي و12جوان، فترة الذروة التي انتشر فيها الوباء بتسجيل 22إصابة، بعد أن كانت الولاية قد سجلت بين23مارس و 22ماي 19حالة. و أشارت المسؤولة، إلى تسجيل ارتفاع في عدد الحالات الإيجابية، بعد عيد الفطر حسب التحقيق الوبائي، و هذا ناتج عن الزيارات العائلية و التنقلات و حضور الجنائز و كذا عدم احترام شروط الوقاية و خاصة التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات، مضيفة بأن الولاية تشهد هذه الأيام تزايدا في الحالات المشتبه فيها و الإيجابية، بعد رفع الحجر الكلي عبر كافة تراب الولاية، أين أظهر التحقيق الوبائي أن تنقلات المواطنين و التجمعات و عدم التقيد بالتدابير الوقائية و الصحية، هو السبب الرئيسي في انتقال و انتشار العدوى.