اتفق أمس، والي قسنطينة وأعضاء اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة وباء كورونا على فتح مستشفى الخروب من أجل التكفل بحالات المصابين بفيروس كورونا، كما قرروا دراسة تسخير أسرة الإنعاش بمستشفى الرياض لأمراض القلب، في حين أكدوا على ضرورة استغلال المؤسسات الصحية القاعدية المتمثلة في العيادات المتعددة الخدمات من أجل الوصول إلى المواطنين والقيام بالعمل الاحترازي الأولي، فضلا عن طرح المتدخلين لمجموعة من المشاكل الكبيرة التي تواجه المنظومة الصحية بسبب التشبع والارتفاع الرهيب للحالات. تغطية: سامي حباطي 800 مليون لاقتناء اختبارات الكشف استعجاليا وأوضح الوالي في اللقاء مع اللجنة المكلفة بمتابعة الوباء المنعقد بمقر الولاية بدقسي عبد السلام، أنه تم تسخير فندق في مدينة قسنطينة ووضعه في حالة جاهزية من أجل التكفل بالمصابين إن اقتضى الأمر، كما تم تجهيز معهد التكوين شبه الطبي بصورة تامة من أجل عزل أصحاب الإصابة العادية بالفيروس، حيث يضم 85 سريرا، مثلما أكد المسؤول، مشيرا إلى ضرورة العمل على رفع عدد أسرة كوفيد- 19، وتوفير مختلف الموارد المالية الضرورية، في حين نبه إلى أن الولاية خصصت مع المجلس الشعبي الولائي أربعة عشر مليار سنتيم لعملية التكفل بالمصابين بالوباء، في حين وجهت 800 مليون سنتيم بصورة استعجالية لاقتناء اختبارات «تفاعل البوليمزار المتسلسل» للكشف عن كورونا وسوف تصل خلال الثلاثة الأيام الجارية، منبها إلى استلام حصة منها من قبل. وعزا الوالي تصاعد عدد حالات الإصابة إلى عودة النشاطات الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة الأخيرة. بلدية الخروب الأولى في عدد الحالات أغلبها من علي منجلي واستقبلت المستشفيات الثلاثة المخصصة للتكفل بحالات الإصابة بفيروس كورونا في قسنطينة ألفا وثمانمئة وثلاثين إصابة مشتبهة بفيروس كورونا، في وقت بلغ فيه عدد الحالات المؤكدة من خلال اختبار «تفاعل البوليمزار المتسلسل» سبعمئة وثمانين حالة، في مقابل خمسمئة وثلاثة وعشرين حالة سلبية وثلاثمئة وسبعين حالة شفاء عبر الولاية. وأشار مدير الصحة لولاية قسنطينة، في الحصيلة المقدمة إلى أن عدد حالات الإصابة قد ارتفع بنسبة ثلاثين بالمئة في غضون ثلاثة أسابيع فقط؛ أي منذ تاريخ 23 جوان الماضي إلى غاية يوم أمس، حيث تحتل بلدية الخروب المرتبة الأولى في عدد الإصابات المؤكدة بنسبة 43 بالمئة، تشكل المقاطعة الإدارية علي منجلي 71 بالمئة منها تليها الخروب مركز بواحد وعشرين بالمئة، ثم ماسينيسا بثمانية بالمئة. وتأتي بلدية قسنطينة في المرتبة الثانية في عدد الإصابات بنسبة 41 بالمئة، وقد ظهر الوباء في جميع قطاعاتها الحضرية على رأسها القماص بخمسة عشر بالمئة وزواغي بأربعة عشر بالمئة وبوذراع صالح بثلاثة عشر بالمئة وسيدي راشد و5 جويلية باثنتي عشرة بالمئة بالتساوي، ثم المنظر الجميل بإحدى عشرة بالمئة والزيادية بعشرة بالمئة وسيدي مبروك ب9.5 بالمئة وحي التوت باثنتين بالمئة، في حين تقدر نسب الإصابة في ديدوش مراد وحامة بوزيان بخمسة بالمئة بالتساوي، تليهما عين سمارة بثلاثة بالمئة، بينما تقسم الثلاثة بالمئة المتبقية على باقي البلديات. وسجلت مديرية الصحة أن اثنتين وخمسين بالمئة من المصابين من جنس الذكور بينما تقدر نسبة الإناث بثمانية وأربعين بالمئة. مرضى يرفضون التوجه لمصالح «كوفيد» وذكر البروفيسور رشيد قيراطي المختص في علم الأوبئة، أنه ينبغي زيادة مراكز فحص المصابين بفيروس كورونا، كما ذكر أن الكثير من المرضى لا يتوجهون لنقاط معاينة كوفيد- 19 ويفحصون عند أطباء عامين يقدمون لهم علاجا للزكام الحاد في مقابل عدم ثقة بعض المواطنين في المستشفيات، في حين أوضح أن نسبة إصابة الطواقم العاملة ببعض المستشفيات قد وصلت إلى عشرة بالمئة. ونبه نفس المصدر إلى وجود نقص في الوسائل. وأشار نفس المتحدث إلى وجود العديد من الحالات التي تتقدم من المستشفيات، التي تعاني من التشبع في الوقت الحالي. وانطلقت البروفيسور نوال لمداوي من المستشفى الجامعي ابن باديس من التأكيد على أن المرفق يتكفل بمصابين بحالات مرضية معقدة من مختلف الأنواع، مشيرة إلى أنه يوفر خدمات لا يمكن توفيرها في أماكن أخرى، فضلا عن أنه يستقبل مرضى من مختلف المناطق والولايات الشرقية، كما أوضحت أنه لا يمكن ترك المرضى الآخرين بسبب حالات «كوفيد- 19»، في وقت لم تفتح فيه مستشفيات أخرى من أجل التكفل بالوباء. وسأل الوالي البروفيسور عما يمكن لابن باديس تقديمه، فأكدت على ضرورة فتح مستشفيين آخرين هما الرياض ومستشفى الخروب. 30 فردا من طاقم بمستشفى الخروب أصيبوا بالفيروس وأجمع المتدخلون على أن المستشفى الجامعي ابن باديس متشبع وتجاوز قدرته على الاستيعاب، في حين ذكرت رئيسة المجلس الطبي للمؤسسة الاستشفائية الخروب أن المؤسسة التي تعمل بها تستقبل المرضى من داخل وخارج الولاية، بعد تحويل مجموعة من المصالح من المستشفى الجامعي إليها، مشيرة إلى أن أطباء مستشفى الخروب هم من يقومون بتوجيه المصابين بفيروس كورونا ويفحصونهم في المرحلة الأولى، فضلا عن أن الطاقم الطبي يعمل دون توقف، كما أوضحت أن ثلاثين فردا من طاقم مستشفى الخروب أصيبوا بفيروس كورونا، من بينهم عشرون مكثوا في المستشفى في ديدوش مراد والبير، ومن بينهم أطباء مختصون مثل مختصين اثنين في التوليد و7 ممرضين وغيرهم. وعزت نفس المصدر سبب إصابة أفراد من طاقم المستشفى إلى استقبال حالات لأشخاص مصابين بالفيروس، على غرار أشخاص مصابين بالزائدة الدودية ومصابين في حوادث وأطفال يحملون الفيروس، كما تساءلت عن «من سيتكفل بجميع هؤلاء المرضى في مستشفى الخروب»، مضيفة أن المستشفى واجه مشاكل في توفير أدوية لبعض المرضى بسبب تكلفتها المرتفعة، في حين تحدثت عن نقص في أقنعة FFP2 الخاصة بالطواقم الطبية. «يجب رفع الاستيعاب إلى 600 سرير و450 طبيبا سخروا لكورونا» واعتبر المتحدث أن الوضعية حاليا مقلقة، مشيرا إلى أن الفيروس يتنقل بصورة واسعة كما وصفها بالمرحلة الأهم. وأشار البروفيسور بالقول «أننا لم ندخل في مرحلة ثانية». وتحدث نفس المصدر عن دخول الطواقم الطبية في حالة احتراق نفسي بسبب الإرهاق التام مثلما يلاحظ في مستشفى ديدوش مراد، رغم وضع تدابير خاصة للعمل بشكل تناوبي. وأكد نفس المصدر أن ولاية قسنطينة بحاجة إلى 600 سرير للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا على الأقل و700 في أحسن الأحوال مع 450 طبيبا وضعف العدد من شبه الطبيين من أجل امتصاص عدد الحالات العادية من المصابين بالفيروس، موضحا أنه ينبغي توفير 65 طبيبا من مختلف التخصصات لكل مئة مريض، في حين يستقبل مستشفى ديدوش مراد في الوقت الحالي 30 مريضا طالبا للاستشفاء على الأقل في اليوم ولا يمكن التكفل إلا بسبعة منهم فقط. وتوقع نفس المصدر أن الفيروس لن ينتكس إلى غاية نهاية شهر أوت، في حين أوضح أنه من الممكن تسجيل ذروة ثانية في شهر أكتوبر من العام الجاري، بينما رأى أنه ينبغي توفير ما بين 150 إلى 200 اختبار كشف ب»تفاعل البوليمزار المتسلسل» في اليوم من خلال تجهيزات خاصة بولاية قسنطينة فقط، وأضاف أنه يمكن الوصول في حال توفير هذه الإمكانيات البشرية والمادية لتلبية الطلب إلى غاية نهاية أوت. تساؤلات عن عدم تسخير القطاع الخاص ونبهت البروفيسور آسيا بن سالم، مديرة النشاطات شبه الطبية والطبية بمستشفى ديدوش مراد إلى أن المؤسسة رفعت طاقة استيعابها إلى 80 سريرا، وأشارت إلى أن مرضى كوفيد أصبحوا يتقدمون إلى المستشفى في حالة متقدمة من الإصابة، حيث طالبت بتسخير مستشفى أمراض القلب في حي الرياض من أجل الحالات التي تتطلب الإنعاش الطبي، التي يتوفر عليها، مضيفة أن الحاجة إلى هذه الأسرة ملحة جدا لأن «المرضى يموتون»، كما أضافت «أن 37 مريضا توفوا في عشرة أيام بسبب غياب أسرة الإنعاش» إلى غاية يوم أمس، مشيرة إلى أنها طرحت المشكلة من قبل على الوالي وكان حينها عدد المتوفين يقدر بعشرة بسبب غياب أسرة الإنعاش، التي اعتبرت رفع عددها أمرا استعجاليا. ونبهت نفس المصدر إلى أن العاملين صاروا مهددين بالاحتراق النفسي والإرهاق التام، لأنه لم يعد لهم الوقت الكافي للراحة. وتساءلت المتحدثة عن سبب عدم تسخير القطاع الخاص في عملية التكفل، كما قالت أن القائمين على اختبارات «تفاعل البوليمزار المتسلسل» بجامعة قسنطينة 3 أكدوا لهم أنهم لا يستطيعون اختبار العينات القادمة من مستشفى ديدوش مراد بسبب انعدام الكواشف، بينما رد عليهم المخبر المشترك بين معهد باستور ومركز البحث في البيوتكنولوجيا بأنهم يعانون تشبعا بسبب وجود حوالي ألفين اختبار في الانتظار. وأشارت أن المستشفى لا يجري اختبارات «بي سي آر» منذ عشرة أيام. شجارات و اعتداءات لفظية وجسدية على الطواقم وذكّر الوالي عدة مرات أن الغاية من اللقاء تكمن في تقديم مقترحات عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل رفع عدد الأسرة المخصصة للمصابين بالفيروس، حيث اقترح البروفيسور نسيم نوري رئيس مصلحة أمراض الغدد بالمستشفى الجامعي وضع خيمة كبيرة وأسرة المعسكرات في ساحة مصلحة «كوفيد- 19» من أجل التكفل بالتدفق الكبير من المصابين الوافدين على المرفق ولا يستطيع المستشفى التكفل بهم، كما أوضح أن صور المرضى المستلقين في ساحة المستشفى حقيقية، في حين نبه بأن الطواقم الطبية وشبه الطبية تعمل في ظروف صعبة جدا، تتخللها في كثير من الأحيان اعتداءات لفظية وجسدية على الموظفين. وأضاف قائلا «بعض أهالي المرضى يبصقون في وجوهنا لنقل الفيروس إلينا»، فضلا عن الشجارات اليومية ودخول مرافقي المرضى على الأطباء أثناء قيامهم بعملهم. وشدد نفس المصدر على ضرورة تعزيز الحماية الأمنية عند مداخل المصلحة، كما أوضح أن المستشفى الجامعي يواجه الجائحة منذ خمسة أشهر. س/ح