المقامات العراقية تعرضت هي الأخرى إلى الغزو الأمريكي قالت إن المقامات العراقية تعرضت إلى استهداف بسبب الغزو الأمريكي كغيرها من الرصيد الثقافي والفني الذي يزخر به بلد الرافدين، ولكن حرصهم كفنانين ومبدعين جعلهم يقاومون شراسة الغزو بنشر الأغنية العراقية والحفاظ على التراث الفني بكل الطرق..إنها سيدة المقام العراقي الفنانة فريدة التي تعد من الأصوات النسائية التي سجلت حضورا متميزا في مجال أداء المقام العراقي الذي قدمت منه طيلة مشوارها نحو عشرين مقاما. ضيفة المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة في طبعته الخامسة تحدثت للنصر عن التراث الغنائي العراقي ومشاركتها كفنانة في إحياء هذا التراث ونشره في العالم. البداية تحدثت عن المقامات التي تمثل كما قالت الزخم الفني وتجسد الجذور الضاربة في تاريخ الحضارة العراقية، وترى بأن هذا التراث من الأغاني والمقامات هو تعبير صادق عن المشاعر والحنين للمواطن العراقي وارتباطه الحميم بالوطن،مضيفة أن المقامات تشمل ألوانا متعددة تعبر عن التنوع في الثقافات واختلاف اللهجات للمجتمع العراقي الذي يزخر برصيد من هذه الفنون انطلاقا من "النهاوند"و"المخالف" في بغداد والإيقاعات البصراوية في جنوب العراق والغناء البدوي المعروف ب"الركبانية" الذي ينتشر في المنطقة الغربية من البلاد. وعن ارتباطها بلقب سيدة المقام العراقي قالت الفنانة فريدة،أنها تعد المرأة الوحيدة في العراق التي أدت مجموعة المقامات وأيضا دورها الكبير في نشر هذا الموروث العراقي عبر العالم،وقالت أنها تلقب أيضا ب(صوت الرافدين)لكثرة مشاركاتها في المهرجانات الفنية عبر العالم حيث تكون الصوت الوحيد الذي يمثل العراق في هذه المحافل. وبخصوص إنشاء الفرقة،قالت إن فرقة "مقام العراقي ظهرت إلى الوجود سنة 1989 وتعد امتدادا لفرقة (التراث الموسيقي العراقي)التي أسسها سنة 1973 الراحل الفنان منير بشير،وأوضحت أن الهدف من وراء هذه المبادرة هو السعي لإحياء المقام العراقي وتقديمه في أشكاله وصيغه القديمة المرتبطة بالعادات والتقاليد، وتعد هذه الفرقة التي تقودها من أهم الفرق التي تصنف في مجال التراث لاهتمامها بإحياء موروث المقام العراقي. وعن اختيار ووضع تصور للأغاني المقدمة في مختلف المناسبات،تقول السيدة فريدة إنها تراعي في اختيارها دائما الطابع القديم أي التراثي وبمفهوم أدق الموروث الثقافي في تاريخ بلاد الرافدين،وأضافت أن بروزها في هذا المجال جعل جريدة العرب التي تصدر في كندا تطلق عليها اسم "قيثارة دجلة" تقديرا لها خاصة وأنها تعد الصوت النسائي الوحيد على مستوى العراق كله من مثل أحسن تمثيل هذا التراث ،وفي رصيدها عدة جوائز،حيث منحت سنة 2003لقب (رائدة الغناء المقامي التقني النسوي للقرن العشرين" ا من طرف وزراة الثقافة العراقية. وفيما يخص انتشار الأغنية التراثية عبر العالم تشير الفنانة فريدة إلى أن الغرب بكل ثقله الثقافي أصبح يعرف قيمة التراث الغنائي العراقي خاصة المجتمع الهولندي الذي احتك مباشرة بهذا التراث واكتشف قيمته الفنية ،والشيء الذي يمكننا قوله الآن هو أن الحضارة الإنسانية هي واحدة في كل مكان فالإنسان أبدع وترك آثارا وبصمات مؤثرة في حياة المجتمعات العصرية. وأضافت أن التراث أينما كان يبقى هو الذاكرة الحية للشعوب يجسد الحياة السائدة،و هذا ما يمكن استجلاءه في الأغاني التراثية العراقية وأيضا في باقي المواويل والموشحات والإيقاعات الفنية التي تزخر بها الذاكرة. وهي ترى أن التراث الغنائي في الجزائر وتخص بالذكر (المالوف) بأنه قريب من المقامات أو ما يسمى عندهم ب(الجهارقا) فالطبوع التي تقدم على إيقاع المزموم تجدها مشتركة في لوحة واحدة ولكن بألوان متعددة وهذا مايعطي للتراث الموسيقي الأندلسي زخم وقوة. وأشارت إلى أنها شاركت عدة مرات في تظاهرات فنية بالجزائر واحتكت بموسيقيين ومطربين جزائريين في مجال الأغنية الأندلسية،ولايمكنها إلا القول بأن الفن خاصة منه التراثي يوجد في مأمن من رياح التغيير التي تهب بين الحين والأخر والتي تحاول فرض قوالب جديدة على الموسيقى التراثية،وأضافت أن قامات فنية في مستوى عميد المالوف الحاج محمد الطاهر فرقاني الذي يحظي بسمعة محترمة عربيا ودوليا لايمكن أن يتساهل في السماح لصعود طبوع غنائية دخيلة على حساب التراث. للإشارة فإن فرقة مقام العراقية استقرت منذ العام1997 في هولندا حيث وجدت دعما وتشجيعا لنقل الموسيقى العراقية المتمثلة في المقامات إلى أوروبا والعالم.