نملك جيلا مميزا ولن نعود خائبين من اليابان يراهن مدرب المنتخب الوطني للملاكمة أحمد دين على دورة الألعاب العربية بالكويت، لتحسين أداء وجاهزية أشباله، تحسبا لدورة باريس التي يتمنى أن ينتزع من خلالها القفاز الجزائري ولو تذكرة أخرى لأولمبياد طوكيو، وقال البطل السابق في وزن 75 كلغ، في حوار مع النصر، إن تأهل 7 ملاكمين منهم ملاكمتان يعتبر إنجازا جيدا، رغم اعترافه بأن شمس الدين كرامو ضيّع فرصة جيدة لحسم التذكرة، كما انتهز الناخب الوطني فرصة حديثه للعودة إلى مخلفات جائحة كورونا وتأثيراتها على الرياضة والرياضيين، ليختم حواره بالتنويه بما قامت به الوزارة والاتحادية، لتسهيل تحضير مختلف الرياضيين وخاصة المتأهلين إلى أولمبياد بلد اليابان. حاوره: مروان. ب * بداية، ما رأيك في تأهل سبعة ملاكمين جزائريين للألعاب الأولمبية بطوكيو؟ بناء على عملي كناخب وطني، ومعرفتي الجيدة بمستوى ملاكمينا، كنت على يقين من نجاح عدد معتبر منهم في افتكاك تأشيرة التأهل إلى الألعاب الأولمبية بطوكيو، خاصة ممن هم مهيمنون على المستوى القاري، على غرار بن شبلة وفليسي وبولوذينات، دون أن أنسى الشبان نموشي وحومري، ولو أن التأهل النسوي يعد الإنجاز الأكبر، على اعتبار أنها المرة الأولى التي سيكون فيها القفاز النسوي الجزائري، حاضرا بتظاهرة مثل الأولمبياد، وهنا أهنئ رميساء بوعلام وزميلتها إيمان خليف. حزين لشمس الدين كرامو ولو اتبع النصائح لحجز تذكرة طوكيو * هل كنتم تأملون في تأهل عدد أكبر ؟ أجل، كنا نتأمل في تأهل عدد أكبر، وكنت حزينا على تضييع الملاكم شمس الدين كرامو تأشيرة العبور لمحفل طوكيو، غير أنه لم يتبع تعليماتنا خلال المنازلة الحاسمة، ليضيع بذلك على نفسه فرصة المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة، ولو أن الوقت لا يزال أمامه للتدارك، وسنحاول أن نقف إلى جانبه بمده بكافة التوجيهات، إلى جانب تحضيره الجيد، خاصة وأنه لا يزال بحاجة لتحسين بعض الجوانب. * من هي الأسماء التي تستحق مرافقة السباعي المذكور إلى طوكيو ؟ ليكن في علمكم «كوطة» الملاكمين الجزائريين المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية المقبلة مرشحة للارتفاع، على اعتبار أن لدينا ثلاثة ملاكمين يستعدون للمشاركة في دورة تأهيلية بالعاصمة الفرنسية باريس، وإن سارت معهم الأمور كما نرغب، سيرافقون كل من فليسي وبن شبلة وحومري وبولوذينات ونموشي إلى طوكيو، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، كون الدورة القادمة ستعرف مشاركة أبطال عالميين ودوليين، خانهم الحظ في حسم تأشيرة التأهل مبكرا، وسيقدمون كل شيء في سبيل حجز مكانة في التظاهرة العالمية المقبلة باليابان. * حدثنا عن العناصر التي تسعون لتحضيرها لدورة باريس؟ سنبرمج عديد التربصات إلى غاية شهر جوان، بغية تجهيز ملاكمينا للدورة التأهيلية الأخيرة، وبحول الله سننجح في قيادة ملاكم أو ملاكمين إلى طوكيو، ولو أننا على يقين بصعوبة المأمورية في حضور ملاكمين من أعلى مستوى، على العموم حددنا هوية الملاكمين الثلاث، والبداية بمرجان أسامة في وزن 56 كلغ وعبد اللي يحي في وزن 63 كلغ ، على أن نفاضل بين كرامو شمس الدين وبقة يوغرطة. أملك رقما مميزا وأراه أحسن محفز لأشبالي * رميساء بوعلام وإيمان خليف حجزتا بطاقة العبور، ليكون القفاز النسوي حاضرا لأول مرة في الأولمبياد، ما يعني لكم هذا؟ بصراحة نشعر بالفخر والاعتزاز لنجاح هاتين الملاكمتين في دخول التاريخ من أوسع الأبواب، أنا أهنئهما وأتمنى لهما كل التوفيق، خاصة وأنهما بذلتا المستحيل للوصول إلى هذا المستوى العالي، وثقتنا فيهما كبيرة جدا من أجل التألق في طوكيو. v صراحة من تتوقّع صعوده على منصة التتويج من بين السباعي المذكور؟ لا يمكنني أن أتنبأ بملاكم على حساب الآخر أو أن أرشح عنصرا فوق الجميع، لأنني أثق فيهم جميعا، واعتبرهم من أفضل ما أنجبت الملاكمة الجزائرية في آخر السنوات، ما علينا سوى أن ندعمهم، وبحول الله لن يخيب ظننا فيهم، خاصة وأننا جميعا ننتظر أن يفتكوا إحدى الميداليات، ولم لا ينجحون في تشريف الجزائر والملاكمة الجزائرية، التي تحتاج إلى إعادة الاعتبار بعد سنوات عجاف. * هل عبد الحفيظ بن شبلة هو أفضل ملاكم جزائري في الوقت الحالي ؟ كما قلت لكم لا يمكنني أن أفاضل بين عناصري، وكطاقم فني لا يمكنني أن أقول هذا الملاكم هو الأحسن، وعن عبد الحفيظ بن شبلة والترشيحات التي تصب في صالحه، فهذا يعود إلى الخبرة الكبيرة التي يمتلكها في المحافل الدولية الكبرى، حتى وإن كنت أنتظر الكثير من البقية، نظير الرغبة الكبيرة التي تحدوهم للتألق. * ما هي الصعوبات التي واجهتكم كطاقم فني للتحضير لموعد الأولمبياد؟ لا أحد بإمكانه أن ينكر ما فعله الوباء بنا، حيث تسبب في ركود النشاطات الرياضية لفترة من الزمن، وعن الملاكمين فلا أحد نجح في خوض منافسة أو نزال من مستوى عال منذ دورة السنغال التأهيلية، وهذا شيء مؤثر على التحضيرات بطبيعة الحال، خاصة وأن الأمر يتعلق ببطولة كبيرة، ستعرف حضور ومشاركة أقوى الملاكمين في العالم، على العموم نحاول أن نعوض ما فاتنا خلال التربصات المبرمجة، ولئن كنت أطمح لخوض عدد أكبر من المعسكرات، إلى غاية موعد الألعاب الأولمبية. دورة باريس قد ترفع «التأشيرات» وأتوقع كسب واحدة على الأقل * إذن أشبالك تضرروا من جائحة كورونا وتجميد النشاط الرياضي لعدة أشهر؟ أجل، التوقف دام تسعة أشهر كاملة، وملاكمينا بحاجة للاحتكاك بمنافسين من مستوى عالي للوقوف على مدى استعداداتهم، وهو ما لم نكن قادرين على إيجاد حلول له، في ظل الجائحة، وما ترتب عنها من غلق الحدود بين الدول، على العموم نتدرب يوميا بمعدل حصتين، ونأمل أن تكون الفترة المتبقية، كافية لبرمجة منازلات مع ملاكمين عالميين، مما سيسمح باكتساب الخفة والتركيز، مع الحفاظ على التقنيات المطلوبة، في مثل هذا النوع من الرياضة النبيلة. صدقوني فيروس كورونا وما خلفه أعاقنا كثيرا، سيما بعد غلق القاعات، واستحالة التدرب ببوشاوي، التي كانت ملاذنا خلال فترة الاستعدادات، دون أن ننسى افتقادنا لوسائل الاسترجاع، على غرار الصونا والحمام البارد، وأشياء أخرى مهمة، ولكن سنحاول أن نتخطى كل هذا في سبيل المشاركة الإيجابية. المسؤولون لم يقصروا وأتمنى تواصل الدعم * بماذا تعلق على تألق بولوذينات ونموشي خلال تربص صربيا الأخير وظفرهما بالذهب عن جدارة ؟ تربص صربيا كان مفيدا جدا، ومكننا من الوقوف على مدى استعدادات عناصري، والحمد لله كانت النتائج جد ايجابية، بعد ظفر خمسة ملاكمين بالميداليات، ولو أنني كنت آمل في افتكاك المرتبة الأولى التي كانت من نصيب البلد المنظم، خاصة وأنه شارك بثلاثة فرق كاملة، على العموم راض بما حصدناه، خاصة بعد ظفر يونس نموشي بلقب أفضل ملاكم في الدورة إلى جانب المردود الرائع الذي قدمه زميله المتأهل إلى طوكيو بولوذينات، الذي أبان عن استعدادات كبيرة جدا، جعلتني أرتاح بعض الشيء، في انتظار مواصلة العمل. * هل من برنامج تحضيرات خاص وهل تفضلون التربص خارج الوطن؟ لا يهم إن كانت التربصات داخلية أو خارجية، المهم أن نبرمج منازلات للملاكمين، من أجل تمكينهم من استعادة البعض من التقنيات، خاصة وأن الاستعداد البدني وحده لا يكفي والاحتكاك أكثر من مطلوب، إذا ما أردنا الوقوف على مدى استعدادات المجموعة، نحن نأمل أن يرفع عنا المولى عزوجل هذا الوباء، كوننا على موعد لبرمجة عدة معسكرات سواء بالجزائر أو خارجها. * لاحظنا دعما منقطع النظير على غير العادة من الوزارة والاتحادات للرياضيين المتأهلين للأولمبياد، هل هذا يريحكم؟ أجل علينا أن نعترف بهذا الدعم، وهنا نشكر الوزارة والاتحادية على المجهود الجبار المبذول، من أجل المشاركة في تربص صربيا الذي كنا بأمس الحاجة إليه من أجل الاحتكاك بأبطال عالميين، نحن نأمل في أن يتواصل الدعم إلى غاية موعد الألعاب الأولمبية، خاصة وأنني واثق من مقدرة عناصري على التألق في طوكيو، في حال قاموا بالتحضيرات المطلوبة، حتى وإن كان الوقت في غير صالحنا، بعد ما تسببت به جائحة كورونا، التي جمدت النشاطات لفترة طويلة جدا. رميساء بوعلام وإيمان خليف دخلتا تاريخ الملاكمة الجزائرية لقد كنا نستعد للمشاركة في دورة إسبانيا التي كان من المتوقع أن تعرف مشاركة عدة ملاكمين عالميين، ولكن للأسف البلد المنظم اعتذر في آخر لحظة، بسبب مشاكل الجائحة، التي أغلقت القاعات من جديد، وعطلت كل شيء يتعلق بالرياضة. * تعد الجزائري الأكثر خوضا للمنازلات في تاريخ الملاكمة الجزائرية، أليس كذلك؟ الحمد لله كوني لا أزال أتربع على عرش الجزائري الأكثر خوضا للمنازلات في تاريخ القفاز الجزائري، وهذا لم يأت من العدم، بل بفضل العمل الجبار الذي قمت به على مدار عدة سنوات، وآمل أن تكون عناصري في مستوى التطلعات، وتسير على دربي ودرب الأبطال ممن تركوا بصمتهم في تاريخ الملاكمة الجزائرية. * بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ شكرا لكم على هذا الاهتمام، ونعدكم بأننا لن ندخر أي جهد في سبيل تشريف الراية الوطنية، نحن الآن على أهبة الاستعداد، ومواصلة التحضيرات، والبداية بالتربص الذي ينتظرنا في الخامس من الشهر الجاري بالشراقة، على أن نشارك بعدها بثمانية ملاكمين في الألعاب العربية بالكويت شهر فيفري، وهناك سنقف على مدى استعدادات عناصرنا للألعاب الأولمبية والدورة الأخيرة بباريس. م. ب