إصدار جديد للكاتب عبد العزيز بوباكير يحتفي بصاحب - ريح الجنوب - عن دار «الوطن اليوم»، للنشر والتوزيع، صدر منذ أيّام كِتاب جماعي عن الأديب و الكاتب عبد الحميد بن هدوقة 09 جانفي 1925 / 21 أكتوبر1996، تحت عنوان: «عبد الحميد بن هدوقة رائد الرواية الجزائرية»، و امتدت مواده على مدار 272 صفحة. الإصدار من إنجاز الكاتب و المُترجم عبد العزيز بوباكير، وتحت إشرافه، إلى جانب كلّ من الكاتب جيلالي خلاص، والناقد والباحث عبد الحميد بورايو. و ضم إلى جانب مشاركات المشرفين عليه، مشاركات أخرى لكلّ من أبو العيد دودو، الطاهر وطار، السعيد بوطاجين، عبد العزيز غرمول، عمر أوهادي، رشيد بن مالك، مارسيل بوا، مصطفى فاسي، عثمان بيدي، عبد الحميد شكيل و حسين قحام، توزعت وتنوعت بين شهادات حول الراحل وبين دراسات و مقالات عن أثره الأدبي. وقد اِنتقل محتوى الكِتاب من كرونولوجيا حياة الكاتب و إبداعه، بعنوان «ابن هدوقة: معالم على درب الإبداع» من إعداد عبد العزيز بوباكير، إلى شهادات مختلفة من أصدقائه أبو العيد دودو، الطاهر وطار، مارسيل بوا، و عبد العزيز غرمول، ليصل إلى الدراسات النقدية العلمية التي تُحلّل وتُناقش إبداعات الراحل، فالأستاذ مصطفى فاسي مثلا، تناول صراع الآباء والأبناء في رواية «بان الصبح» ، مركّزا على النظرة الثاقبة للكاتب في رصد تحوّلات المجتمع الجزائري المعاصر. و تناول السعيد بوطاجين، بكثير من التحليل العميق و المطول، مفصلات السرد و المحكي في رواية «غدا يوم جديد»، أمّا حسين قحام، فحلّل الفترة الزمنية لرواية «ريح الجنوب» ، تحليلاً علمياً دقيقًا، في حين تطرق «عمر أوهادي» إلى «الكتابة الروائية في «الجازية والدراويش»، معتبرا هذه الرواية طفرة في الإبداع الروائي للرائد بن هدوقة. أمّا الأستاذ عثمان بيدي، فقد سافر بالقارئ إلى لبنان، من خلال مقارنة علمية تستند إلى أوجه الشبه الموجود بين كتابات ميخائيل نعيمة وعبد الحميد بن هدوقة، وهو أمر طبيعي - حسب الكاتب- ما دام مجتمعنا ينتمي إلى حضارة عربية واحدة. بينما كان مقال الروائي جيلالي خلاص، بمثابة تحية مبدع قارئ، أحبّ روايات عبد الحميد بن هدوقة، في حين عالج الدكتور عبد الحميد بورايو، في مقاله دلالة الزمن في رواية «الجازية والدراويش»، و حلل رشيد بن مالك سيميائية الفضاء في «ريح الجنوب». كما كانت للشاعر عبد الحميد شكيل مساهمة كتبها بأسلوبه الشِّعري، مُستحضرا فيها بعض مضامين وعناوين روايات وقصص ومواقف الكاتب. وفي الأخير ختم عبد العزيز بوباكير الكِتاب بالحديث عن تجربة بن هدوقة مُترجمًا، بمقال عنوانه «البقية الصالحة»، تحدث فيه عن بن هدوقة المُترجم، قائلاً في هذا السياق «هناك جانبٌ مجهول، أو يكاد يكون مجهولاً، في الدرب الإبداعيّ لعبد الحميد بن هدوقة، هو جانب الترجمة، فلا يعرف إلاّ الأقلّون أنّ عبد الحميد بن هدوقة مارس الترجمة. وقد دفعه إلى هذه الهواية التي يعتبرها الكثير من النّاس عملاً ثانويًا، حبّه للآداب العالمية وسعة اطّلاعه عليها، خاصة الأدب الفرنسيّ والروسيّ والأمريكيّ، وقد نقل بن هدوقة إلى العربية، مجموعة من القصص لألكسندر بوشكين وأنطون تشيخوف وفيدور دوستويفسكي وألكسي أربوزوف وألفونس دودي ومارسيل إيمي وأندري دال ومارك توين».وحمل غلاف الكِتاب فقرة جميلة بعنوان «الأب المُؤسس للرواية العربية في الجزائر والمُؤثر في تاريخها»، وهي مقتطفة من مقال للأديب عبد العزيز غرمول كان ضمن مشاركات الإصدار الجماعي، وفيها نقرأ ما كتبه صاحب «رسول المطر» في صاحب «غدا يوم جديد»: «كان عبد الحميد بن هدوقة، الأب المُؤسس للرواية العربية في الجزائر، هذا الاعتراف المسكوت عنه، أثبته تاريخ الأدب، وكنا نحن الجيل الجديد القادم لمأزق الرواية، ننظر إليه بهيبة فرضتها في الحقيقة شخصيته أكثر، مِمَّا فرضتها رواياته. وقد ظلَّ قريبًا من الجيل الجديد، قارئًا مُشجعًا، ومُلاحِظًا. على عكس بعض الأسماء من جيله التي كرَّسها الإعلام كأيقونات قريبة من التأليه. لقد شكَّل عبد الحميد بن هدوقة الاِستثناء من هذه الناحية، فقد كان بين روائيي جيله ذلك النموذج الصامت المُحايد، البعيد عن ضجيج الشهرة والثرثرة، ولكنّه الحاضر المُؤثر في تاريخ الرواية الجزائرية، كما لو أنّه ماء يُبلل مواهب القادمين إلى أرض الكتابة». الكِتاب للإشارة، سيكون حاضرا في الندوة الاِحتفالية التي ستُنظّمها وزارة الثّقافة والفنون من 09 إلى 11 جانفي2021 حول الأديب عبد الحميد بن هدوقة، والتي تحمل عنوان «الرّواية الجزائرية.. من التّأسيس إلى التّكريس»، بالمكتبة الوطنية بالعاصمة وعلى مستوى المكتبات الرئيسيّة للمطالعة العمومية عبر الوطن، وسينشطها كلٌّ من عبد العزيز بوباكير، عبد الحميد بورايو، وجيلالي خلاص. وسيستحضرون بن هدوقة الإنسان والأديب، السيرة و الأثر. حسب الأستاذ بوباكير، سيتم عرض فيلم «ريح الجنوب» المأخوذ عن رواية بن هدوقة تحمل نفس العنوان.ومن المحتمل -حسب الأستاذ بوباكير دائمًا-، أن تشمل الاِحتفالية، إقامة «تمثال نصفي» للراحل بن هدوقة في مسقط رأسه بالحمراء بولاية برج بوعريريج.