خلف أساطير الخضر يتطلعون لتكرار إنجازات السلف شهدت الساحة الكروية الجزائرية في آخر السنوات، ميلاد مواهب جديدة رشحت للسير على خطى آبائها، ممن كتبوا التاريخ مع المنتخب الوطني أو حتى الأندية التي حملوا ألوانها، على غرار أسطورة الثمانينيات لخضر بلومي وصانع أمجاد وفاق سطيف مليك زرقان، وأحد أفضل ما أنجبت الكرة الجزائرية رابح ماجر، إضافة إلى «خلف» أسماء لامعة تركت بصمتها في سجل الكرة الجزائرية على غرار محمود قندوز وشريف الوزاني. ويبدو أن نجوم الخضر في الثمانينيات والتسعينيات، قد ورّثوا موهبتهم في مداعبة الكرة، لأبنائهم الذين قدموا لمحات جيدة في بداية مسيرتهم الاحترافية، وأصبحوا مرشحين لتكرار إنجازات آبائهم في عالم الساحرة المستديرة، على غرار نجل لخضر بلومي محمد البشير، الذي خطف كافة الأضواء مع المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، خلال دورة شمال إفريقيا الأخيرة التي أقيمت مع تونس، حتى وإن كان الخضر قد حققوا نتائج كارثية بالانهزام أمام ليبيا والمغرب. محمد البشير بلومي مرشح لتكرار «سحر» والده ارتأت النصر، استعراض مسيرة ومشوار أبناء بعض النجوم، كنموذج ومثال للمواهب الصاعدة، التي من المنتظر أن تشهد الكرة الجزائرية تألقها خلال الفترة المقبلة، والبداية بمحمد البشير نجل لخضر بلومي صاحب لقب أفضل لاعب في القارة السمراء سنة 1981، حيث يعتبر اللاعب الصاعد في فريق مولودية وهران، من العناصر المرشحة لخطف كافة الأضواء خلال المواسم المقبلة، كونه يمتاز بالفنيات والمهارة في شاكلة والده، حتى وإن كان الحديث عن ذلك سابق لأوانه، على اعتبار أن ما قدمه لخضر كان خرافيا بأتم معنى الكلمة. ورسم محمد البشير، لوحات رائعة مع شبان الخضر، خلال دورة «لوناف، ونال اللاعب ذو 19 ربيعا إشادة المختصين والمتابعين، الذين رشحوه لتكرار بعضا من «سحر» والده، الذي يتصدر قائمة أفضل نجوم الكرة الجزائرية عبر التاريخ. وحمل بلومي الأب، قميص المنتخب الوطني في 147 مباراة على مدار 12 عاما، حيث عُرف بموهبته الكبيرة في صناعة الأهداف، بفضل إمكاناته الفنية الخارق، كما شارك لخضر مع الخضر في نهائيات كأس العالم في مناسبتين (1982 و1986)، كما يملك في رصيده أربع مشاركات في كأس أمم إفريقيا. وأقدمت إدارة مولودية وهران، خلال الأسابيع الأخيرة على ترقية نجل بلومي لفريق الأكابر، حيث شارك كأساسي أمام شباب بلوزداد والشلف في آخر جولتين وقدم مردود متميزا، جعل الجميع يتحدث عن ميلاد موهبة بإمكانها السير على خطى والدها، الذي صنع الأمجاد مع الحمراوة، فضلا عن مستوياته الباهرة مع الخضر. توقعات بنحت لطفي ماجر لمسيرة واعدة الحديث عن بلومي وما قدمه خلال مسيرته الكروية الحافلة، يجرنا دوما للتعقيب على مشوار رابح ماجر، الذي يعد منافسه الأبرز على لقب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم الجزائرية، ويبدو أن المنافسة بين الثنائي لم تقتصر على الماضي فحسب، بل امتدت أيضا لأبناء هؤلاء الأساطير، حيث يرفض نجل ماجر الاستسلام أمام موهبة محمد البشير بلومي، إذ يسعى للبصم على مسيرة موفقة تُحاكي بعض ما قدمه والده، الذي كان أحسن سفير للكرة الجزائرية في الخارج، خاصة بعد تتويجه بلقب رابطة أبطال أوروبا مع نادي بورتو ونجاحه في التسجيل بالعقب، خلال المباراة النهائية، وهو ما جعل المختصين فيما بعد ينسبون كافة الأهداف على تلك الشاكلة لشخص رابح ماجر. وقدم لطفي ماجر البالغ من 18 سنة، الناشط في البطولة القطرية مع نادي الدحيل، مؤشرات واعدة، مما جعل العديد من الملاحظين، يرشحونه لنحت مسيرة موقفة في عالم الساحرة المستديرة. ويدافع لطفي الآن عن ألوان المنتخب القطري الأولمبي، غير أن والده أبقى الأبواب مفتوحة لالتحاقه بالخضر، كونه يأمل في أن يتبع خطاه. ويعتبر ماجر الأب كما هو معلوم، واحدا من أبرز اللاعبين الذين عرفتهم الكرة الجزائرية، حيث أسهم في فوز الخضر بلقب كأس أمم أفريقيا 1990. موهبة آدم زرقان لفتت انتباه بلماضي لاعب آخر من أبناء الأساطير لفت إليه الانتباه بقوة، خلال أولى محطاته الاحترافية، ويتعلق الأمر بنجل مليك زرقان صانع ربيع الكرة السطايفية نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حيث يقدم لاعب نادي بارادو في مستويات رائعة لحد الآن، لاقت إعجاب الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي شرفه في عدة مناسبات بدعوة الخضر، غير مُبال بافتقاده للخبرة، كون سنه لا يتعدى 21 ربيعا. وتألق زرقان الابن مع فريقه بارادو الموسم الماضي في البطولة المحلية وكأس الكونفيدرالية الإفريقية، وهو ما جعل بلماضي يمنحه الفرصة لحمل قميص الخضر، أسوة بما حصل مع زملائه السابقين في أكاديمية «الباك»، على غرار يوسف عطال ورامي بن سبعيني وهشام بوداوي وهيثم لوصيف وفريد ملالي. ويعد والد أدم، واحدا من أبرز نجوم الكرة الجزائرية، حيث كان ضمن كتيبة وفاق سطيف الفائزة بدوري أبطال إفريقيا بنظامها القديم عام 1988، كما توج بلقب الكأس الآفرو آسيوية. ويرشح المتخصصون زرقان الابن لكتابة التاريخ، على غرار والده، خاصة أنه يملك إمكانات رائعة في عملية افتكاك الكرة وبناء الهجمة من الخلف. ويملك آدم ورغم صغر سنه، أسهما مرتفعة للغاية في بورصة «ترانسفير ماركت»، حيث وصلت قيمته السوقية لمبلغ 2.7 مليون أورو، على أمل أن يحقق مبتغاه بالاحتراف في ألمانيا أو فرنسا أو بلجيكا، كما سبق أن صرح به للنصر. بالمقابل، هناك أبناء آخرون يطمحون لتكرار إنجازات آبائهم ممن قدموا مستويات رائعة لاقت استحسان الجماهير الجزائرية في وقت من الأوقات، في شاكلة آدم وجاني (18 سنة)، وهو حفيد اللاعب السابق لمنتخب الآفلان أحمد وجاني وابن أخ هداف نهائي «كان» 1990شريف وجاني، إذ يسير أدم الذي أمضى مؤخرا عقدا احترافيا مع نادي لانس بخطى ثابتة نحو البروز، وهو الذي تلقى الدعوة لحضور تربص شبان الخضر، غير أنه لم يشارك في دورة «لوناف»، فضلا عن رياض مقيدش نجل الدولي السابق ناصر مقيدش المتواجد هو الآخر في الدوري القطري، وهذا بحكم إقامتهما هناك، وتقمص رياض مقيدش (25 سنة) ألوان فريق الوكرة، بعدما خاض في وقت سابق تجربة كروية مع الأهلي والريان، فيما بالمقابل لم ينجح بعض أبناء الدوليين السابقين في محاكاة مسيرة أيائهم، على غرار عقبة قندوز الذي رغم انضمامه إلى نادي مارتيغ في سن صغيرة، لكنه لم يبصم على مشوار احترافي كبير، شأنه شأن هشام شريف الوزاني الذي تنبأ الكثيرون أن يكون نسخة مقلدة من والده بطل إفريقيا، لكن مشاكله الانضباطية أوقفت مسيرته ولو لفترة مؤقتة كونه استنفذ العقوبة، ويطمح للعودة من بوابة الإفريقي التونسي.