أكد وزير العدل حافظ الأختام، بلقاسم زغماتي، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أنه "لم يسبق للقضاء في الجزائر وأن حظي بالعناية التي جاء بها التعديل الدستوري الأخير"، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية "وفي بالتزامه في تكريس عدالة مستقلة". وأوضح السيد زغماتي، على هامش إشرافه على تنصيب اللجنتين المكلفتين بمراجعة القانون العضوي المتضمن القانون الأساسي للقضاء والقانون العضوي المتعلق بتشكيل المجلس الأعلى للقضاء وعمله وصلاحياته، أنه "لم يسبق في بلادنا أن حظي القضاء بمثل العناية التي حظي بها بمقتضى الدستور في صياغته الجديدة"، مضيفا أن رئيس الجمهورية "وفي بإحدى أهم التزاماته بتكريس عدالة مستقلة". وأضاف الوزير أن حرص الرئيس تبون في تجسيد هذا الالتزام "نبع من صوت الشعب خلال الحراك الأصيل المبارك الذي صرخ عاليا مناديا بعدالة مستقلة لا تطبق إلا القانون، ومطالبا بدولة الحق، دولة ديمقراطية شعبية لا يظلم تحت سلطتها أحد"، داعيا إلى "ضرورة تجلي الأحكام الجديدة في الدستور في القانونين العضويين وتكريسها تكريسا كاملا غير منقوص". وبالمناسبة، أكد السيد زغماتي على "حرص السلطات العمومية على الاستجابة لتطلعات الشعب بما يساهم في إخراج البلاد من الوضعية الحالية، ويتجلى ذلك في مراجعة هذين القانونين الهامين، بما يضمن استقلالية القاضي وصون حقوق المتقاضين". وأضاف بهذا الخصوص أن "الدستور أوقع على عاتق القاضي واجب الامتناع عن كل ما يخل بواجبات الاستقلالية والنزاهة في المادة 173، كما أوكل إليه مهمة حماية المجتمع والحريات والحقوق في إطار دولة ديمقراطية، دولة الحق والقانون، باعتبار أن الكثير من الحريات والحقوق المستحدثة في التعديل الأخير يتوقف تفعيلها على أداء القاضي، منها حماية حقوق المشتبه فيهم وحق الدفاع وحماية الضحايا وغيرها.." وبذات المناسبة، شدد السيد زغماتي على أن استقلالية القضاء شأنها شأن الفصل بين السلطات "تبقى هدفا ساميا يمكن التقرب منه إذا صدقت النيات وقويت العزائم"، وبالمقابل --يضيف ذات المسؤول-- يشكل موقف القاضي وتصرفه "حجر الزاوية" إذ عليه أن "يسلك سلوك القاضي النزيه الحر ويكون قدوة في عمله وفي المجتمع بما يضمن اطمئنان المواطن له وثقته في الأحكام التي يصدرها". للإشارة، فقد أشرف وزير العدل حافظ الأختام، بلقاسم زغماتي، على تنصيب اللجنتين المكلفتين بمراجعة القانون العضوي المتضمن القانون الأساسي للقضاء والقانون العضوي المتعلق بتشكيل المجلس الأعلى للقضاء وعمله وصلاحياته، والتي يترأسهما على التوالي، محمد لعموري، رئيس غرفة بالمحكمة العليا و،عبد العزيز نويري، رئيس غرفة بمجلس الدولة. وستتولى اللجنتان مراجعة القانونين المذكورين بما يتماشى مع ما جاء به التعديل الدستوري الأخير، بهدف ضمان أداء أحسن لقطاع العدالة.