أسأنا للخضر وأشعر بالخجل كلما تحدثت إلى جزائري حاوره في الإسماعيلية : محمد مداني اعتبر الدولي المصري محمد حمص ما قامت به بعض الجهات والدوائر غير الحكومية في مصر تجاه الجزائر- من خلال الإساءة لمنتخبها ورموزها السيادية- بمثابة جريمة، موضحا في حوار خص به النصر بمدينة الإسماعيلية أنه أصبح يشعر بالخجل كلما التقى أو تحدث لأي جزائري، بصرف النظر عن مركزه الاجتماعي وانتماءاته.وقال وسط ميدان نادي الإسماعيلي والفراعنة أنه بالرجوع إلى الأحداث التي أعقبت موقعة أم درمان، وقبلها قضية الاعتداء على حافلة "الخضر" عند مخرج مطار القاهرة، يمكن القول أن الطرف الجزائري كان ضحية ممارسات وتصرفات يندى لها الجبين، مبرزا الآثار السلبية التي أفرزتها- ما وصفها بالحملة الحقيرة التي استهدفت الجزائريين-، كما تحدث عن خسارة فريقه أمام شبيبة القبائل وتأثره الكبير لهذا التعثر، معربا في ذات السياق عن أمله في أن يحظى نادي الإسماعيلي بنفس الحفاوة والترحاب خلال لقاء العودة بتيزي وزو. *بعد مرور قرابة 9 أشهر على موقعة أم درمان ما هو شعورك وأنت تتحدث للصحافة الجزائرية؟ دعني في البداية أصارحك بأننا هنا في مصر طوينا صفحة تلك الأحداث المؤسفة، والتي ما كانت لتحصل لو تحلت بعض الأطراف ذات نفوذ بالحكمة والتعقل، وتجنبت سياسة صب الزيت على النار. في الحقيقة لا أذيع سرا إن قلت لك بأنني أشعر بالخجل وأنا أتحدث للجزائريين عبر جريدتكم، لأنني أقدر عمق الجراح ومدى تأثر الشعب الجزائري مما تعرض له من إساءة معنوية، تبنتها جهات نصبت نفسها وصية على الكرة المصرية. نحن اليوم في مصر نسعى لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات الرياضية بين البلدين، ولو أننا متأكدون من أن الجانب المصري هو المخطئ . *ألا تعتقد بأن لقاء الإسماعيلي وشبيبة القبائل كان فرصة للتصالح بشكل نهائي؟ أنا سعيد جدا بإجراء المباراة في روح رياضية عالية، وهو ما يعكس نية المصريين في التصالح ونبذ كل أشكال العنف والتعصب. وأرى بأن اللقاء كان فعلا رسالة واضحة لكل أصحاب النوايا السيئة، بعد أن تحلى أنصارنا بالروح الرياضية والأخلاق العالية وثقافة المناصرة، رغم مرارة الهزيمة. وأملي كبير في أن يجد الإسماعيلي نفس الأجواء الأخوية والترحاب الكبير والاستقبال الجيد النابع من أصالة الجزائر. لذلك يمكن القول أن الخطوة الأولى لإعادة المياه إلى مجاريها قد تمت في انتظار لقاء العودة الذي أتمناه أن يكون لتصفية القلوب، ولم الشمل وطي صفحة الماضي بشكل نهائي. *كيف وجدت شبيبة القبائل في أول مواجهة كروية مصرية جزائرية بعد أحداث السودان؟ الشبيبة فريق كبير ومحترم وقد لعب بطريقة ذكية، وبرهن على أن الكرة الجزائرية بخير ولا يمكن التشكيك في قدراتها. وأعتقد بأن الخبرة هي التي صنعت الفارق حتى ولو أنه بإمكاننا العودة بالفوز من تيزي وزو، لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة. *على ذكر الكرة الجزائرية كيف كان موقفك بعد تأهل الخضر إلى المونديال على حساب منتخبكم ؟ صدقني إن قلت لك أنني كنت واثقا من إقصائنا من السباق، بمجرد فشلنا في تحقيق التأهل بملعب القاهرة وأمام 100 ألف متفرج. ففي السودان كنت أنتظر خسارة كبيرة بالنظر للأسبقية المعنوية للجزائر، مقابل الحالة النفسية المتدهورة لفريقنا الذي كان في الواقع يتغذى ب "السيروم" وحقن التهدئة ليس إلا. *هل من توضيحات أكثر حول هذا الموضوع؟ كنا ضحية وعود وتحفيزات مبالغ فيها، مما جعلنا نفقد التركيز ونكون تحت ضغط رهيب. وأرى بأن المدرب سعدان عرف كيف يمتص تلك الحرارة ويحضر لاعبيه بشكل لائق، سيما من الناحية النفسية، عكس "الكابتن" شحاتة الذي عاش فترة صعبة ميزها الضغط الكبير وحتى التهديد. لكن في كل الحالات هناك حقيقة فرضت نفسها وهي أن تأهل الجزائر كان مستحقا، ولا يمكن لأي كان التشكيك في قدرات "الخضر" الذين صراحة لقنوا المصريين درسا في الواقعية والتضامن والروح الوطنية. *ماذا تنتظر و فريقك من الجزائريين في لقاء العودة بتيزي وزو؟ كل ما أريده من الإخوان الجزائريين هو أن يلقى الإسماعيلي نفس الحفاوة وحسن الضيافة في تيزي وزو، لأن الشبيبة وجدت ترحابا كبيرا في الإسماعيلية، وحظيت بما يحظى به الكبار والأبطال. وأنا على يقين من أن أبناء تيزي وزو سيكونون في المستوى. *ما هو طموحك الشخصي في منافسة رابطة أبطال إفريقيا؟ حتى أكون صريحا معك. أتمنى تأهل فريقي النادي الإسماعيلي إلى المربع الذهبي رفقة شبيبة القبائل، ولا أتمنى مرور الأهلي المصري ولا حتى ممثل الكرة النيجيرية.