أكّد الدكتور سفيان حرمالي مختص في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتشخيص بالمنظار، أن مرضى كرون والتقرحي يمكنهم الصيام، وقد يكون ذلك مفيدا لهم لأن الصيام يُعتبر راحة للأمعاء التي تكون هشة بفعل الالتهابات والتقرحات، إلا أنه ينصح المريض بأن يكون تحت إشراف الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية لتنظيم الوجبات ولتفادي نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم. وأضاف ذات المختص في حديثه مع النصر، أنه إذا كان النظام الغذائي لدى مرضى كرون والتقرحي غير متوازن في شهر رمضان، فقد يؤدي ذلك إلى تدهور الحالة الصحية للمريض، وزيادة في أعراض المرض، مثل الإسهال وانتفاخ البطن، والألم، والتعب الشديد إضافة إلى قلة النوم. كما أشار إلى أن بعض مرضى كرون والتقرحي يمنع عليهم الصيام، ويتعلق الأمر بالمرضى الذين في حالة هجمة حادة أو كانوا في مرحلة هجمة أقل من شهر، لأن هؤلاء يعانون من جفاف في الجسم لفقدانهم كميات معتبرة من السوائل، و الصوديوم والبوتاسيوم نتيجة الإسهال، إضافة إلى فقر الدم الشديد نتيجة النزيف المتكرر، وفقدان البروتينات بسبب التقرحات. كما يمنع الصيام على المرضى الذين يعانون من فقر دم شديد نتيجة النزيف المتكرر ، وسوء التغذية ، أو لمشكل في امتصاص الحديد والفيتامينات، إضافة إلى المرضى الذين يعانون من آلام في المعدة نتيجة تقرحات المعدة أو نتيجة الأدوية التي يتناولونها مثل الكرتيكوسترويدات، والمرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية لاستئصال أجزاء معتبرة من الأمعاء، إلى جانب الذين يعانون من سوء التغذية وفقدان كبير للوزن نتيجة عدم استقرار المرض. وفي ذات السياق، أوضح أن الصيام يشكل خطرا على حياة هذه الفئات من المرضى وعلى صحتهم، ويتمثل الخطر في تدهور الحالة الصحية لهؤلاء المرضى، وجفاف الجسم، والتعرض إلى الفشل الكلوي، وفقر الدم الحاد وغيره. وبخصوص الأغذية المسموحة والممنوعة للمصابين بالكرون والتقرحي، ينصح الدكتور حرمالي هؤلاء المرضى بأن يتناولوا غذاء صحيا ومتوازنا يكون ذا قيمة غذائية جيدة لتفادي نقص الفيتامينات و المعادن في الجسم، ويحتوي على السكريات والبروتينات والدهون الجيدة و «أوميغا 3 و 6 «، داعيا هؤلاء المرضى إلى تجنب الإفراط في تناول السكريات خاصة المصنعة والمحولة و الدهون المشبعة، لأنها صعبة الهضم وتنتج عن تخمرها الغازات، و الإسهال و الألم. مشددا ألا تكون الوجبة كبيرة، وإنما يجب أن تقسم إلى ثلاث وجبات متقطعة صغيرة مع فترات راحة، والحرص على شرب كمية كافية من السوائل ويستحسن أن تكون مياه من 1,5 إلى 2 لتر موزعة بين الفطور و السحور. ومن أجل صيام آمن ودون مشاكل، ينصح المرضى بضرورة زيارة الطبيب المعالج لتنظيم الوجبات، والاستفسار حول كيفية شرب الأدوية لتتلاءم مع فترات الصيام، مذكرا بأهمية شرب الماء وممارسة النشاط البدني.