وجد العشرات من المواطنين أنفسهم خلال الليالي الأخيرة من شهر رمضان، أنفسهم دون نقل بعد منتصف الليل بوسط مدينة قسنطينة والمقاطعة الإدارية علي منجلي بسبب مواصلتهم ممارسة التسوق بعد ساعة الحجر الجزئي وتوقف سيارات الأجرة عن العمل، فيما سجل بالمدينة ازدحام مروري وإقبال للأسر والأفراد على التسوق مع اقتراب عيد الفطر. ويسجل وسط مدينة قسنطينة حركية كبيرة للمتسوقين والمواطنين بعد الإفطار بوقت قصير، حيث قصدت الأسر والأفراد المحلات من أجل اقتناء حاجيات عيد الفطر، خصوصا محلات الملابس الرجالية والنسائية، فضلا عن السّوق المؤقتة التي خصصت لها مربعات على مستوى الرصيف المحاذي لحديقة "ابن ناصر". وتشهد المدينة ازدحاما مروريا كبيرا خلال الفترة الليلية، على غرار ما يسجل بجسر سيدي راشد الذي عرف مرور أعداد معتبرة من المركبات والأشخاص المتوافدين على وسط المدينة، فضلا عن طرقات الشوارع الرئيسية، مثل شارع بلوزداد؛ كما أفرز الأمر انتشارا لحظائر الركن في مختلف المساحات المتاحة، فضلا عن عودة نشاط الباعة الفوضويين عند مدخل المدينة القديمة بشارع ديدوش مراد ورحبة الجمال وغيرها. وقد انتعش نشاط سيارات الأجرة خلال الفترة المذكورة إلى غاية حوالي الحادية عشرة والنصف عندما أخذت مركبات الناقلين تختفي بسرعة، ليجد العشرات من المواطنين، من بينهم أسر مع أطفالها، أنفسهم دون نقل في مختلف المحطات، في حين اضطر كثيرون إلى السير على الأقدام للعودة إلى منازلهم التي لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عن المدينة، مثلما لاحظنا على طريق "الشالي"، كما رفع آخرون أيديهم لاستيقاف سائقي المركبات من أجل الظفر بتوصيلة إلى أقرب مكان ممكن من منازلهم. ويواصل بعض الناقلين غير الشرعيين "الفرود" العمل بعد منتصف الليل لكن لوقت قصير، في حين لم يتمكن السائقون العاديون من احترام توقيت بداية الحجر الجزئي الليلي بسبب الازدحام المروري وتأخرهم بالمدينة. وتعرف التجمعات الكبرى من المقاطعة الإدارية علي منجلي نفس الوضعية خلال الفترات الليلية من الأيام الأخيرة، حيث شهدت فضاءات التسوق إقبالا كبيرا من طرف الأفراد والأسر من أجل اقتناء حاجيات عيد الفطر والملابس، دون اكتراث لتجاوز التوقيت لساعة الحجر الجزئي ما تسبب في بقاء الكثيرين دون وسائل نقل بعد منتصف الليل، وحتى سيارات الناقلين غير الشرعيين "الفرود" تغادر على إثر بداية الحجر بوقت قصير، إذ يتخوف أصحابها من تعرضهم للعقوبات القانونية، مثلما وقع ليلة أول أمس على مستوى موقف السيارات بالوحدة الجوارية 7؛ غير بعيد عن مركزين تجاريين كبيرين، أين ظل أفراد حوالي 20 أسرة متجمعين منذ حوالي منتصف الليل والربع إلى أن قاربت الساعة الواحدة صباحا، ثم اضطروا إلى المشي، رغم أن منازل الكثيرين تقع في أماكن بعيدة بعلي منجلي، مثل الوحدات 17 و18 و19. ويعود تأخر العائلات بحسب ما أكده لنا مواطنون من علي منجلي، إلى استمرار أصحاب المحلات في ممارسة نشاطهم إلى غاية توقيت الحجر الجزئي أو بعده، ما يجعل المتسوقين يواصلون تجوالهم، في حين تتوقف سيارات الناقلين بداية من حوالي الحادية عشرة والنصف عن العمل، ليقابل المتسوقون بعد ذلك بانعدام وسائل النقل. وتشهد علي منجلي اختناقا مروريا شديدا في الفترة الليلية أيضا، بينما يواصل الكثير من السكان، خصوصا من فئة الشباب، السهر في الشوارع بالقرب من عماراتهم غير مكترثين لتوقيت بداية الحجر الجزئي إلى أوقات متأخرة.