أوفدت مديرية المصالح الفلاحية لولاية برج بوعريريج، لجنة تقنية لمعاينة حقول القمح و الشعير و تحديد توقعات الإنتاج و المناطق المتضررة، بعدما دق اتحاد الفلاحين ناقوس الخطر من تأثير الجفاف على المنتوج خصوصا على مستوى المناطق الجنوبية.فيما طالب اتحاد الفلاحين بتصنيف الولاية مضمن المناطق المنكوبة فلاحيا، لتمكين الفلاحين من دعم الدولة. و ضمت اللجنة عديد الشركاء و المديريات المعنية و ممثلين عنها، على غرار مديرية المصالح الفلاحية، معهد المحاصيل الحقلية الكبرى، مصلحة حماية النباتات و تعاونية الحبوب و البقول الجافة و المجلس المهني للحبوب و اتحاد الفلاحين، حيث قامت بزيارات ميدانية إلى عدد من المستثمرات الفلاحية عبر إقليم الولاية و الاطلاع على حقيقة الأمر، حيث سجلت تضررا كبيرا بحقول القمح و توقف نمو المحاصيل و تلف أجزاء منها بسبب الجفاف، خصوصا على مستوى المنطقة الجنوبية و حتى عبر المناطق المعروفة بإنتاجها الوفير للقمح و الشعير التي تضررت هي الأخرى، على غرار حقول القمح المنتشرة بمنطقة عين السلطان و التي كانت تحقق كميات معتبرة من الإنتاج فاقت ببعض الحقول خلال السنوات الفارطة، 40 قنطارا في الهكتار، لكنها تشهد كسادا غير مسبوق خلال الموسم الفلاحي الحالي، بالنظر إلى تلف المحاصيل قبل نموها النهائي، بالنظر إلى النقص المسجل في معدلات التساقط خلال فترة النمو بين شهري مارس و أفريل، حيث توقعت اللجنة تسجيل تراجع في المنتوج بنسبة 60 بالمائة على مستوى بعض المناطق، في حين يبقى الأمل قائما لتحقيق معدلات انتاج عادية ببعض المستثمرات الفلاحية التي لم تسجل بها أضرار. من جانبه، أشار ثابتي الحملاوي، الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين، إلى أن الوضع الحالي كارثي بجميع المقاييس، كون أن الولاية تعاني من التبعية المناخية في الجانب المتعلق بالإنتاج الزراعي و النباتي و تبقى مرهونة بما تدره السماء من مياه الأمطار، الأمر الذي عادة ما يكبد الفلاحين خسائر فادحة خلال المواسم التي يسجل فيها نقص في معدلات التساقط و الجفاف، فما بالك، كما قال، خلال الموسم الحالي الذي لم تتساقط فيه الأمطار خلال فترة نمو المحاصيل و تساقطت بكميات معتبرة خلال الأيام الأخيرة، لكن بعد فوات الأوان، إذ أن المحاصيل الزراعية و بالأخص القمح و الشعير، تكون بحاجة للمياه خلال فترة النمو من شهر فيفري إلى أفريل و تتعرض بعدها للكساد و التلف في حال استمرار موجة الجفاف، على غرار ما حدث خلال الموسم الحالي، حيث سجل موسم ( كارثي) على حد قوله، مشيرا إلى أن بعض الحقول تضررت بنسبة مائة بالمائة، في حين يبقى منتوج حقول و مستثمرات أخرى لا يحقق حسبه نصف المبالغ المخصصة لتكاليف زراعة الحقول، من بذور و عملية الحرث و البذر و ما تبعها من رعاية و تسميد و ما هو منتظر من تكاليف إضافية خلال موسم الحصاد و الدرس. و أكد الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين، على إعداد تقرير مفصل حول هذه الوضعية و توجيه نداء للوزارة الوصية و السلطات الولائية، بضرورة إعلان الولاية منكوبة فلاحيا، بفعل التراجع الكبير المتوقع في منتوج المحاصيل الزراعية و تلف مساحة هامة من حقول القمح و الشعير و المحاصيل الحقلية، بسبب موجة الجفاف التي ضربت المنطقة. كاشفا عن تخوف الفلاحين من تكبد مزيد من الخسائر، بناء على توقعات الموسم الفلاحي الجاري و الاطلاع على الوضع بالأراضي المزروعة و الثروة الحيوانية و النباتية، ما يستدعي فرض تسهيلات و إعانة الفلاحين، خصوصا ما تعلق بتسهيل إجراءات تسديد القروض و اقتناء الحبوب تحضيرا للموسم القادم، مشير إلى تكبد الفلاحين لخسائر كبيرة قد تجعلهم عاجزين عن تسديد القروض و مستحقات صندوق الضمان الاجتماعي .