افترق أمس، نادي التلاغمة واتحاد عنابة على تعادل منطقي وعادل، في قمة كاد فيها "الطلبة" أن يعودوا بكامل الزاد، لولا تألق حارس المحليين خلفة، ولو أن هذه المقابلة عرفت فشل "التلاغمية" في هز الشباك بملعب خبازة لأول مرة هذا الموسم، مع تسجيل ثاني تعادل لهم داخل الديار. بداية المباراة كانت بريتم بطيء، بسبب توخي كل طرف الحيطة والحذر، في ظل سعي كل مدرب كسب معركة الوسط، الأمر الذي جعل الصراع على الكرة ينحصر أكثر في حدود الدائرة المركزية، في غياب فرص سانحة للتهديف، ولو أن المحليين حاولوا الاعتماد على الكرات العرضية الطويلة لمباغتة المنافس، لكن تكتل محور الدفاع العنابي حول غزالة، حال دون تشكيل خطورة على مرمى الحارس يونس. من الجهة المقابلة، فقد فضل مدرب الاتحاد بن شوية، الاعتماد على نشاط خلوفي لتنشيط القاطرة الأمامية، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى حارس المحليين، الذي كان له أول تدخل في الدقيقة 33، برأسية غزالة، والتي جانبت على إثرها الكرة القائم الأيسر للمرمى، قبل أن يكثف أهل الدار من عملهم الهجومي، في الدقائق العشر الأخيرة من المرحلة الأولى، وقد أهدر دريدح فرصة افتتاح باب التسجيل، كما لم يتمكن زميله صغير غزالي، من الوصول إلى المبتغى بعد عمل فردي ممتاز قام به على الجهة اليمنى "فيزيونومية" اللعب لم تتغير مع بداية المرحلة الثانية، لأن تكتل الضيوف في الدفاع، كان كافيا امتصاص الاندفاع اللامتناهي للمحليين صوب الهجوم، لتكون أول فرصة تستحق الذكر، تلك التي صنعها هادف من كرة ثابتة، إلا أن رأسية دريدح اعتلت العارضة الأفقية لمرمى يونس، وكان ذلك في الدقيقة 61. مع مرور الدقائق، احتدم الصراع التكتيكي بين المدربين زمامطة وبن شوية، حيث عمد كل مدرب إلى تعزيز منطقة وسط الميدان، بإقحام بولعابة من جانب المحليين وبالح في تشكيلة الاتحاد، لتتاح أخطر فرصة لأصحاب الأرض في الدقيقة 64، بعد توغل البديل بولعابة داخل منطقة العمليات، غير أن تردد في التسديد، قبل أن يكون رد "الطلبة" بحملة مرتدة سريعة قادها خلوفي، الذي كاد أن يفتتح باب التسجيل لولا تدخل الحارس خلفة. توجه أشبال المدرب زمامطة صوب الهجوم، ترك بعض الفراغات في الدفاع، مما جعل العنابيين يراهنون على المرتدات الهجومية السريعة، والتي كادت أن تثمر بهدف السبق في الدقيقة 74، بعد توغل بالح داخل منطقة العمليات، إلا أن الحارس خلفة تألق في التصدي للكرة، وأنقذ فريقه من هدف محقق، ومع حلول الدقيقة 85 أشهر الحكم إبرير البطاقة الحمراء في وجه المدافع العنابي غزالة، بعد تلقيه الإنذار الثاني، وهو النقص العددي الذي دفع بمدرب "الطلبة" بن شوية، إلى تحصين القواعد الخلفية، سعيا لسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس يونس باقي الدقائق، سارت على وقع سيطرة للمحليين، لتكون أخطر فرصة تلك التي أتيحت للبديل سمير كرميش في آخر ثانية من عمر المقابلة، حيث كان في وضعية مواتية للتهديف برأسية، إلا أن الكرة استقرت بين أحضان الحارس يونس، ليطلق الحكم إبرير صافرة النهاية على نتيجة التعادل الذي يرضي الزوار، ويمكن أهل الدار من مد خطوة إضافية نحو ترسيم البقاء.