سجلت الليرة اللبنانية مستوى قياسيا متدنيا جديدا أمام الدولار في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ نحو عام ونصف. وصرف أمس الجمعة الدولار الواحد في السوق الموازية بنحو 19 ألفا و400 ليرة، مرتفعا بنحو 1700 ليرة في أقل من 24 ساعة. وصرف الدولار الخميس، بحوالي 17 ألفا و750 ليرة للبيع، و17 ألفا و770 ليرة للشراء، في السوق الموازية، في حين ما زال السعر الرسمي المحدد من المصرف المركزي عند 1510 ليرة. وعلى مدى 20 عاما، حتى بدء الأزمة الحالية في أكتوبر 2019، حافظ سعر الصرف على استقراره عند حوالي 1500 ليرة للدولار. وأدى الانهيار القياسي في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ 2019، فضلا عن شح الوقود والأدوية والغلاء القياسي في أسعار السلع الغذائية، إلى فقدان المواطنين قدرتهم الشرائية، فضلا عن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي. وبلغ معدل التضخم في لبنان نحو 84,3 بالمائة في 2020، ويتوقع أن يصل إلى 100 بالمائة خلال العام الحالي, بينما بلغ معدل البطالة 36,9 بالمائة، ويتوقع وصوله إلى 41,4 بالمائة خلال 2021. كما ارتفع معدل الفقر خلال 2020 إلى 55 بالمائة، بينما تزايد معدل الذين يعانون الفقر المدقع ثلاثة أضعاف، من 8 إلى 23 بالمائة، وفق تقرير لجنة الأممالمتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب اسيا (إسكوا). ومطلع جوان الجاري، وصف البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.