اقترح المختص في علم المناعة البروفيسور كمال جنوحات أمس تخصيص القاعات الرياضية لتنظيم حملة التلقيح ضد فيروس كورنا، لتسريع وتيرة العملية، داعيا المواطنين للتنازل عن الحريات الفردية من أجل المصلحة العامة عبر الانضمام الطوعي إلى الحملة. وأعلن البروفيسور كمال جنوحات في تصريح «للنصر» تأييده لقرار إلزامية التلقيح المتخذ من طرف المصالح الولائية، لأنه سيساهم في توسيع الحملة على فئات وشرائح مختلفة، وسيشجع المترددين على الإقبال على الوحدات الصحية المختصة لتلقي الجرعة الأولى ثم الثانية، قائلا إن التردد الذي يعيشه الكثيرون يعد مؤشرا إيجابيا على الانضمام الإرادي والطوعي للعملية. واقترح المصدر تخصيص القاعات الرياضية لتنظيم عملية التلقيح ضد وباء كورونا، لتسريع وتيرة الحملة التي بدأت تستقطب شرائح عمرية مختلفة في إطار البروتوكول الصحي لا سيما التباعد الجسدي، مؤكدا بأن فتح هذه الفضاءات لاستقبال المواطنين سيساهم أكثر في إنجاح العملية. ويرى المختص في علم المناعة بأن أي مواطن يمكنه التوقف عند القاعة الرياضية وهو في طريقه إلى مكان ما، لتلقي الجرعة الأولى، دون أن يضطر للوقوف في طوابير طويلة في انتظار أن يحين دوره، لأن الاكتظاظ الذي تعرفه بعض الوحدات الصحية قد يدفع بالمترددين إلى التخلي تماما عن فكرة إجراء التلقيح. ويؤكد المتحدث بأن التلقيح الجماهيري أو الجماعي سيؤدي إلى وقف زحف الوباء، وأن اقتصار العملية على نسبة 50 بالمائة فقط من الفئات المعنية لن يوقف انتشار العدوى، وانتقال الفيروس بنسخه المتحورة من شخص إلى آخر، بل إن هذا الوضع سيساعد حسبه، الطفرات التي قد تحدث مستقبلا على الانتقال إلى الأشخاص الملقحين. ويرى البروفيسور كمال جنوحات بأنه حينما تصبح الحرية الفردية مضرة بالحرية الجماعية فلا مجال للتقيد بها، بجراء الأضرار المترتبة عنها التي تطال كافة المجتمع، لذلك فإن إجبار المواطنين على التلقيح يعتبر في الوقت الراهن الحل الوحيد لمواجهة الوباء. وستساهم كميات اللقاح التي ستصل شهريا بمعدل 3 ملايين جرعة في كل مرة، في تعميم الحملة على أكبر نسبة من المواطنين، لا سيما المرضى المزمنين والنساء الحوامل والمسنين، حمايتهم من الفيروس المتحور الهندي «دلتا» الذي يعد الأكثر انتشارا حاليا حسب البروفيسور جنوحات، وهو لا يفرق بين كبير وصغير في السن، أو جسم مريض وسليم، بدليل تسجيل إصابات لدى رضع حديثي الولادة، إلى جانب حالات إجهاض لدى نساء أصبن بالفيروس. وتوقع المتدخل استمرار منحنى العدوى في الارتفاع لأسبوع آخر على الأقل، في انتظار استقرار الوضع في حال ما التزم المواطنون بالتدابير الوقائية واحترموا الحجر الصحي، مؤكدا بأن تجاوز الأزمة الصحية الحالية مرهون بمدى وعي المواطنين وإدراكهم لخطورة الوضع. كما أيد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة القرارات المتخذة أمس من قبل عديد الولاة بشأن تشديد إجراءات الحجر الصحي، وتقييد العديد من الأنشطة الاقتصادية والسياحية للحفاظ على صحة المواطنين، قائلا إن الأخصائيين في السابق كانوا ينصحون بضرورة الحفاظ على صحة الآباء والأمهات، لكنهم اليوم يدعون الأفراد للحفاظ على صحتهم بعد أن أصبح الفيروس لا يميز بين أحد.