ألزمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، جميع الرابطات الجهوية والولائية المنضوية تحت لوائها، إضافة إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية، بضرورة التكيّف مع نص المادة 3 من المرسم التنفيذي رقم 21 60 المؤرخ في 8 فيفري 2021، والمتضمن قرار منع ازدواجية المناصب على مستوى الهيئات الرياضية، وهذا فيما يخص الجمع بين المهام الانتخابية والإدارية، والإلحاح على ضرورة التطبيق الصارم لهذا الإجراء القانوني في أسرع وقت ممكن. تعليمة الفاف كانت مضمون مراسلة رسمية، وجهت مساء أول أمس إلى الرابطات الجهوية التسع، وكذا 48 رابطة ولائية، تحمل رقم 757، ممضاة من طرف الأمين العام للإتحادية محمد ساعد، لأن الإشكال المقترن بهذا الإجراء ينطلق من تركيبة المكتب الفيدرالي الحالي، بوجود 6 أعضاء ضمن طاقم شرف الدين عمارة، لكنهم لم يطبقوا الالتزامات الكتابية، التي كانوا قد تقدموا بها عشية تنصيب المكتب الفيدرالي الجديد منتصف شهر أفريل المنصرم، على اعتبار أن الرئيس الجديد للفاف اشترط على جميع الأعضاء المنتخبين التقيّد بنص المرسوم التنفيذي، وذلك باختيار أحد المنصبين طيلة العهدة الأولمبية، وهذا إما بالمحافظة على صفة العضوية في المكتب التنفيذي للإتحادية، أو الاستقالة والتفرغ لمواصلة المهام على رأس الرابطة، وهو الشرط الذي كان قد دفع بمحمد غوتي إلى صنع «الاستثناء»، بإعلان انسحابه الرسمي من المكتب الفيدرالي باستقالة كتابية، واختياره البقاء لعهدة أخرى كرئيس لرابطة أم البواقي الولائية، ليتم تعويضه برئيس رابطة بومرداس فضيلة شاشوة، التي أعادت بدورها عدد الأعضاء المعنيين بهذه الإشكال القانوني إلى 6، كونها لم تقدم استقالتها من الرابطة التي تترأسها، وكذا الحال بالنسبة لنائبي شرف الدين عمارة، وهما عمار بهلول وياسين بن حمزة، لأن الوضعية الإدارية لكل واحد منهما على مستوى الرابطتين الجهويتين لعنابة وسعيدة تواليا تبقى عالقة، إضافة إلى ثلاثة رؤساء رابطات ولائية، ويتعلق الأمر بكل من رشيد أوكالي (الجزائر الوسطى)، الجيلالي طويل (الشلف) وبشير منصوري (إيليزي). وفي سياق متصل، فإن الخلية الفرعية التابعة للجنة الفيدرالية المكلفة بالتنسيق مع الرابطات، والتي يرأسها بلال قندور ما فتئت تراسل كل الرابطات بشأن قضية إزدواجية المهام، لكن الردود الكتابية التي تلقتها كانت مغايرة للواقع الميداني، الأمر الذي دفع برئيس الفاف إلى اتخاذ جملة من التدابير العملية، للوقوف على مدى نجاعة المخطط الذي سطره، لإلزام كل الرابطات بالتكيّف الإجباري مع المرسوم التنفيذي، وبالتالي تفادي أي إشكال يخص شرعية أي هيئة منضوية تحت لواء اتحادية كرة القدم، وذلك باستغلال فرصة نهاية السداسي الأول من السنة الجارية لإرغام كل رابطة على تنظيم جمعية عامة عادية، تخصص بالأساس لعرض الحصيلة المادية والأدبية لنشاطات النصف الأول من سنة 2021، سيما وأن كل الرابطات الولائية والجهوية، كانت في «عطلة» بعد قضاء موسم أبيض، والتسيير طيلة آخر 17 شهرا يبقى مقتصرا على الجانب الإداري فقط. وحددت الفاف في مراسلتها الخطوات الواجب إتباعها في عملية التكييف مع القوانين المعمول بها، وذلك بمراعاة الوضعية الإدارية لكل رابطة، لأن الهيئة التي استقال رئيسها مجبرة على عقد جمعية عامة استثنائية، تخصص لعرض الحصيلتين، وكذا تنصيب لجنة انتخابية، تتولى الاشراف على تنظيم الانتخابات تجديد المكتب التنفيذي للرابطة، وهي نفس الإجراءات التي سيتم اعتمادها على مستوى الرابطات التي يستقيل أزيد من نصف الأعضاء المنتخبين في المكتب، مع الاكتفاء بتنظيم انتخابات المكتب فقط، دون الرئيس، بينما تقرر تأخير عملية إعادة هيكلة الرابطات التي استقال أقل من نصف عدد أعضائها المنتخبين وهذا إلى غاية الجمعية العامة العادية المقررة في أوائل سنة 2022.