تواصل هيئة إغاثة من البياطرة الخواص عملها بالمناطق المتضررة من الحرائق بولاية قالمة، لتقديم المساعدة للسكان المتضررين و علاج المواشي المصابة في محاولة لإنقاذ ما يمكن من القطعان التي داهمتها الحرائق و قتلت الكثير منها و أصابت رؤوسا أخرى بحروق تتطلب العلاج و الغذاء المركز حتى تتعافى. و قال الطبيب البيطري عبد المالك هدام منسق هيئة الإغاثة البيطرية بقالمة للنصر يوم الجمعة، بأن فريقه متواجد بمنطقة حمام النبائل الواقعة شرقا، لتقديم المساعدة الإنسانية لسكان المشاتي المتضررة، مضيفا بان بعض الفلاحين قد فقدوا كل ما يملكون من المواشي تقريبا، في واحد من أسوأ الحرائق التي تعرفها منطقة حمام النبائل. و يقوم البياطرة الخواص بقالمة بجمع الأدوية و مساعدات إنسانية أخرى لإنجاز المهمة، و التخفيف من وطأة الكارثة التي حلت بسكان المشاتي التي طالتها الحرائق خلال الأيام القليلة الماضية، عندما اندلعت النيران بعدة مشات، يعيش سكانها على تربية المواشي و الدواجن و الأشجار المثمرة. و يأمل بياطرة قالمة العاملين ضمن فريق الإغاثة، في علاج اكبر عدد ممكن من المواشي المصابة كالأغنام و الأبقار و الحمير و الأحصنة، و الإبقاء على مصادر العيش للعائلات المتضررة، في انتظار المساعدات التي ستقدمها الدولة بعد الإحصاء الميداني للخسائر التي خلفتها الحرائق بعدة بلديات. و قال المنسق الوطني لهيئة الإغاثة البيطرية غير الحكومية، شريف توفيق للنصر أمس الجمعة، بأنه تم جمع كميات كافية من الأدوية لعلاج رؤوس المواشي المصابة بالولايات المتضررة من الحرائق، لكن فرق الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة لتوفير الأعلاف، مؤكدا بان الكثير من مربي المواشي قد فقدوا كل الأعلاف التي خزنوها بسبب الحرائق، و أصبح من الصعب توفير الكميات الكافية من الغذاء للقطعان المهددة بالجوع بعد ان فقدت المرعى و مخزون الأعلاف. و حسب المتحدث فإن ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الوطنية قد زاد من صعوبة مهمة الإغاثة، حيث تواجه الفرق العاملة بالولايات الأكثر تضررا تحديات كبيرة لتوفير الغذاء للمواشي الناجية من الحرائق المهولة التي اندلعت بشمال البلاد هذا الصيف. و نظرا لندرة دواء المرهم الأسود الخاص بعلاج حروق المواشي، و حتى الإنسان بالسوق الوطنية فقد قامت هيئة الفضاء البيطري الجزائري EVAبتحضيره في مخابرها و عياداتها على المستوى الوطني لتعويض النقص المسجل، و إنقاذ رؤوس المواشي و حتى الحيوانات البرية المصابة بالحروق. و لم تقتصر مساعدات البياطرة للسكان المتضررين من الحرائق بشمال البلاد على علاج رؤوس المواشي الأليفة و البرية فقط، بل تعدتها أيضا إلى المساعدات الغذائية، و الأدوية للسكان الذين فقدوا كل شيء في أسوأ موجة حرائق يعرفها شمال البلاد في السنوات الأخيرة.