أكد وزير الصناعة أحمد زغدار، أمس بعنابة، أن الجامعة أصبحت محركا فعليا وأساسيا للقاطرة الاقتصادية، بالاعتماد على مخابر البحث، التي باتت بديلا لمكاتب الدراسات الأجنبية، التي استنزفت أموالا طائلة، وهو ما بدأ يتحقق في بعض المؤسسات العمومية، على غرار شركة فروفيال لإنتاج العتاد وتجهيزات النقل، التي استطاعت في ظرف وجيز التحول من مؤسسة مفلسة، إلى مؤسسة صناعية ناجحة، تنتج عتادا موجها للنقل البري، البحري والجوي، وكذا موردا لمؤسسات صناعية كسونطراك، نفطال، بالإضافة إلى القطاع الفلاحي ونشاطات مختلفة. وقد أشرف وزراء الصناعة، النقل، والتعليم العالي، أمس،على توقيع اتفاقية إطار بين المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة فيروفيال، تهدف إلى مرافقة هذا المجمع والمساهمة في تطوير منتجاته الجديدة، بعد نجاح الاتفاقية الأولى الموقعة في جويلية 2020 والتي سمحت بإنشاء قسم للتطوير والبحث على مستوى مؤسسة فيروفيال، استطاع استحداث منتجات جديدة، و تطوير أخرى، منها التفريغ الأتوماتيكي للمواد المنجمية المحملة عبر قاطرات الشحن المصنعة بمؤسسة فيروفيال، في إطار استراتيجية تنويع منتجاتها والخروج من التبعية لزبون واحد، حيث كانت الشركة تعاني من مشاكل وصلت لحد الإفلاس وعجزها عن دفع أجور العمال، كون أغلب منتجات الشركة موجهة لنشاط السكك الحديدية، مما ادخلها في ديون وعدم الالتزام بتعهداتها حسب عرض المدير العام للشركة أمام جميع الشركاء، وبوضع خطة جديد بدأت سنة 2012 لتنويع الإنتاج، استطاعت تحقيق أرباح وإمضاء عقود تصدير إلى الخارج، ورفع عدد العمال من 230 إلى 600 عامل في انتظار عمليات توظيف أخرى قد تصل إلى 1000 عامل في مناصب دائمة . وحسب وزير الصناعة، فإنّ شركة فيروفيال فتحت خطوط إنتاج جديدة، لصناعة حاويات النقل البحري من نوع 20 و40 قدم، والتي كانت تكلف الخزينة العمومية أموالا طائلة. كما أطلقت الشركة مشروعا نموذجيا لإنتاج فرن حرق النفايات للاستعمال الصناعي وغير الصناعي، و تطوير رافعة ميكانيكية بالتنسيق مع باحثين من الجامعة، تستخدم في شحن بواخر الإسمنت، إلى جانب عشرات المنتجات في مختلف المجالات. وأفاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، في كلمته على هامش توقيع اتفاقية التعاون، أن مساهمة الجامعة ومخابر البحث في الانفتاح على المحيط و الاقتصاد الوطني تجسدت ميدانيا في شركة فيروفيال بابتكار تقنيات صناعية جديدة حصلت على براءات اختراع، و سمحت بإمضاء عقود تصنيع، لتكون الجامعة مستقبلا قاطرة للتنمية وتطوير الإنتاج الوطني. كما أكد وزير النقل عيسى بكاي في تدخله أيضا، بأن مخطط عمل الحكومة يولي أهمية قصوى لعصرنة مختلف وسائل النقل و تحسين نجاعتها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، و خفض التكاليف والمدة الزمنية للنقل وتحسين مستوى السلامة وحماية البيئة وتحقيق فعالية شبكات النقل و تشجيع النقل عبر السكك الحديدية، حيث تساهم شركة فيروفيال في تطوير هذا النوع من النقل من خلال إنعاش نشاطاته و توفير المعدات اللازمة لتحقيق فعاليته، إلى جانب تبنيها الإستراتيجية التنموية و إنشاء شراكة مع عدة مؤسسات قطاعية، على غرار ميترو الجزائر وشركة «ألستوم» وكذا الشركة الوطنية النقل بالسكك الحديدية، حيث قامت في هذا الإطار بإنجاز مخطط لتصنيع وصيانة عربات نقل البضائع لفائدتها . كما زار الوفد الوزاري شركة « ام ام بوكس» بالمنطقة الصناعية برحال، وهي مؤسسة رائدة في التغليف والتعبئة المعدنية، في استثمار خاص للسيد رياض منصوري، رئيس غرفة الصناعة والتجارة لولاية عنابة، حيث سمحت الشركة منذ إنشائها سنة 2009 حسب مالكها، بوقف استيراد عبوات تعبئة مختلف أنواع المصبرات منها علب التونة والسردين، التي تنتجها بمقاييس عالمية، مساهمة في توفير 100 مليون دولار من العملة الصعبة للخزينة العمومية، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لوحدات المصنع 800 مليون علبة سنويا توفرها الشركة لجميع مصانع الصناعات الغذائية الناشطة في الجزائر، كما توظف 500 عامل، مع وجود مشاريع التطوير والتصدير نحو